تأكد في حدود الساعة العاشرة من صباح أمس، تغلغل أعداء الطفولة مرة أخرى وسط الأحياء الشعبية الجزائرية ليتركوا بصمة جديدة من بصماتهم الملطخة بدماء الأبرياء، وذلك بعد اكتشاف جثة الطفل ميلود شعيبي، 14 سنة، ملفوفة في كيس بلاستيكي على بعد حوالي 150 متر عن المقر السكني العائلي بحي “كاستور” بمدينة ابن باديس، 40 كم غربي عاصمة الولاية سيدي بلعباس، بعد بضعة أيام فقط من اختفاء الضحية عن الأنظار بتاريخ 26 ديسمبر الجاري. وكانت أبحاث مكثفة قد انطلقت فور إخطار أهل الطفل مصالح الأمن باختفاء ابنهم ميلود شعيبي بعد صلاة المغرب، لينزل خبر عثور أحد تجار الحي المذكور على الجثة، في حدود الساعة العاشرة من صباح أمس، كالصاعقة على عائلة الطفل البريء وكل أهالي مدينة ابن باديس. وكان المقر السكني للعائلة المفجوعة قد تحول إلى مزار لكل أهالي المنطقة لتقديم واجب العزاء ومواساة أفراد عائلة “شعيبي” بعد المصيبة التي حلت بهم، في الوقت الذي كانت والدة الضحية الأكثر تضررا وهي التي أكدت ل«الخبر” والدموع تنهمر من عينيها من دون أن تتهم أحدا قائلة: “خطفوا مني قلبي وفلذة كبدي.. أطلب القصاص من الفاعلين.. يجب أن يلقى هؤلاء نفس مصير ابني.. مجرمون مجرمون”. وفي الأثناء ذاتها كانت مدينة ابن باديس تعيش على وقع “إنزال أمني” بعد حضور أعداد كبيرة من أفراد الشرطة العلمية متبوعة برئيس الأمن الولائي، تزامنا وحلول وكيل الجمهورية لدى محكمة ابن باديس الذي أشرف على إجراءات تحويل الجثة إلى المصلحة المختصة التابعة لمؤسسة “محمد يملول” الاستشفائية، حيث تم التأكد من عدم وجود أي آثار ل«اعتداء مسلح” بعد عرض الحالة على الطبيب الشرعي في حدود الساعة منتصف النهار والنصف، ما ترك الانطباع بتعرض الضحية للشنق، حسب ما أكده مصدر أمني ل”الخبر”. ويعتبر الطفل ميلود شعيبي، ابن العائلة الفقيرة المقيمة ب”كاستور”، من بين نجباء قسم السنة الثانية متوسط بإكمالية “الإخوة حداق” الكائنة ببلدية ابن باديس، وهو الابن الخلوق الذي حرك مقتله كل أبناء المنطقة الذين تناقلوا ميدانيا وعبر الفضاء الأزرق فكرة تنظيم مسيرة تجوب كل شوارع المدينة لمطالبة السلطات الأمنية بحسم الملف في أقرب وقت ممكن، من خلال تحديد هوية الجناة والقبض عليهم، مع رفع مطلب تعزيز التواجد الأمني في واحدة من أكبر مدن ولاية سيدي بلعباس “خاصة بعد أن تم الانتهاء من إنجاز مقر خاص بفرقة متنقلة للشرطة القضائية منذ فترة، دون إدخاله إلى حد الساعة حيز الخدمة”. يذكر أن مصالح الأمن فتحت تحقيقات موسعة بالاعتماد على أحدث الوسائل التقنية أملا في تحديد هوية المجرمين، وسط تأكيد مصادر أمنية ل”الخبر” توقيف مصالح أمن دائرة ابن باديس عددا من المشتبه فيهم ظهيرة أمس، في انتظار تحديد هوية الفاعل الحقيقي خلال الساعات القليلة القادمة بالنظر للتقدم الكبير الذي عرفه سير التحقيقات، حسب المصدر ذاته. للإشارة، سبق لولاية سيدي بلعباس أن عاشت على وقع حادثة مماثلة مطلع العشرية الحالية وبالضبط ببلدية بوخنيفيس، حيث قضت الطفلة مرابط إكرام 8 سنوات بتاريخ ال25 سبتمبر 2010 على يد مختطفها الذي لايزال يقبع في السجون.