شهد قطاع الاتصالات في الجزائر خلال 2015 حركة دؤوبة منذ وصول وزيرة جديدة للقطاع وهي هدى إيمان فرعون، تمثلت في إطلاق ال 4 جي وتوسيع تغطية الجيل الثالث للهاتف النقال عبر العديد من ولايات الوطن، ناهيك عن العصف بمدراء عامين للبريد وشركة موبيليس وقبلهما وزيرة البريد زهرة دردوري، بالإضافة إلى انقطاع "الكابل" البحري الذي سبب انقطاعات قاربت الأسبوع وخسائر مالية كبيرة لشركة اتصالات الجزائر. وبالرغم من العمل على استدامة النمو في القطاع، عبر العديد من الخطوات على رأسها تحسين مستوى الخدمة، وتوسيع تغطية الجيل الثالث للهاتف النقال، علاوة على إطلاق ال 4 جي وبحث السبل المتعلقة بتطوير خدمات الاتصالات، إلا أن المتعاملين وشركات الاتصالات لم تعمل على زيادة معدلات رضا المتعاملين والحفاظ على روح التنافس الإيجابي بين مختلف موفري الخدمات ولا تزال فضائح الاختلاسات تلاحق قطاع البريد. كما أن الخدمات الالكترونية على راسها الدفع الالكتروني لا يزال عائقا وحلما بعيد المنال . ورصدت الإحصاءات أداء قطاع الاتصالات خلال الشهور الأولى المنقضية منذ بداية العام 2015 والذي استقطب فيه القطاع 4 ملايين مشترك جديد، استقطبت الهواتف النقالة الحصة الأكبر منها وشهد أداء االانترنت نمواً تدريجياً، ومواصلة الارتفاع أيضاً بوتيرة كبيرة، لا سيما بعد إطلاق الجيل الرابع . وعلى مستوى الأرقام الإحصائية لزبائن خدمات الاتصالات، فقد استقطبت خدمة الهاتف االنقال لدى كل من موبيليس، اوريدو وجيزي أزيد من 45 مليون مشترك، مما يعني أن عدد مشتركي النقال بات أكبر من عدد السكان في الجزائر. وشهد سوق الاتصالات في الجزائر منذ مطلع العام 2015 منافسة قوية بين « شركتي اوريدو وموبيليس وبشكل أقل جيزي التي خسرت عددا مهما من المشتركين، حيث تركزت المنافسة على العروض السعرية للهاتف النقال ، والتي تشتمل على مكالمات مجانية محلية، ودولية ورسائل قصيرة، بنسب معينة عند إضافة رصيد جديد. وزادت المنافسة بين الشركتين خلال النصف الأول من 2015 على عروض الهواتف الذكية الأحدث تصل إلى الحصول على الهاتف مجاناً مشمولة بباقات بيانات بأقساط شهرية. وشهدت سنة 2015 رحيل زهرة دردوري من على رأس قطاع البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال بعد التعديل الحكومي في شهر ماي من سنة 2015 واستقدم أصغر وزيرة في حكومة عبد الماللك سلال إيمان هدى فرعون التي لم تفلح بعد في رفع التجميد عن قانون البريد وتكنولوجيات الاعلام والاتصال المجمد منذ عهد الوزير موسى بن حمادي، رغم أنه يحمل العديد من الإيجابيات منها التصديق والدفع الالكرتوني رحيل مدير بريد الجزائر والفضائح مستمرة افتتح قطاع البريد سنة 2015 باقالة المدير العام للشركة محند العيد محلول، بسببب فضائح لا تعد ولا تحصى في القطاع، لا سيما فضيحة ما يعرف m2 m; ولم يشهد قطاع الاتصالات خلال عام 2015 ، أي مبادرة متعلقة بالدفع الالكتروني، بالرغم من استقدام وزيرة جديدة لقطاع البريد وتكنولوجيات الاعلام والاتصال التي اكتفت بزيارة مقرات كل المتعاملين الخواص منهم والعموميين. في حين لم تطلق أي مبادرة خلال 2015 تدعو الى التعليم الالكتروني أو تنهي المعاملات ب«االشكارة" ولم توفر أنظمة لتوفير حلول لتقديم خدمات بريدية ممكنة وتركيب كاميرات مراقبة عالية الدقة وتغيير واجهات المكاتب، والتوقيع الالكترونى بالبصمة للعاملين وأيضا توفير النداء الآلي وأجهزة التكييف وأماكن لاستقبال العملاء ولم تجعل من مؤسسة بريد الجزائر منافسا حقيقيا لمراكز الخدمات الخاصة، وتطوير ونمذجة مكاتب البريد على اعتبار أن مكتب البريد، بالاضافة إلى تطوير منظومة الخدمات وتحويل مكتب البريد إلى مركز متكامل لتقديم كافة الخدمات ليصبح وجهة كافة شرائح المجتمع. ولم ينجح الوافد الجديد على بريد الجزئر، محمد بسايح، في وضع مشروعات ضمن أولوياته الاستراتيجية خلال 2015 من ضمنها استكمال منظومة الشباك الموحد لتشمل جميع الفروع التابعة للبريد مما يسهل على العميل تلبية جميع الخدمات التى يحتاجها من خلال شباك واحد ، وأرشفة جميع المستندات إلكترونيا مما يوفر كثيرا من الوقت ويسهل تقديم خدمات عالية الجودة للمواطنين، فضلا عن تطوير خدمة العملاء بهدف تطوير نظام الرد على تساؤلات العملاء وحل المشاكل التى قد تواجههم خلال تعاملاتهم اليومية مع المكاتب، ولا تزال اختلاسات في البريد تصنع الحدث.. رحيل الرئيس المدير العام لشركة موبيليس وشهدت نهاية 2015 رحيل الرئيس المدير العام للشركة موبيليس ساعد دامة، رغم أن هذا الأخير تمكن من نقل الشركة العمومية إلى منافس كبير للشركتين الخواص بنسبة نمو كانت ترتفع ب 20 بالمائة كل سنة ومكن موبيليس التي وجدها ب 9 ملايين مشترك من حصد 15 مليون زبون. كما تمكن من رفع رقم الأعمال إلى 93 مليار دينار، كل هذا لم يشفع له للبقاء في الشركة العمومية في قطاع معروف بالاستقرار وتغيير المدراء وحتى الوزراء. وبالإضافة إلى الانقطاع المتكرر للخدمات اتصالات الجزائر وخدمات الانترنت التي تبقى رديئة انقطع الكابل البحري في 2015 سبب شللا لكل قطاعات ومؤسسات البلاد، مما عرض مؤسسة اتصالات الجزائر إلى انتقادات لاذعة حتى من قبل الصحافة الدولية. كما تسبب الكابل الوحيد الذي يربط الجزائر بالانترنت في خسائر مادية معتبرة بالملايين من الدولارات. الحدث الثاني الذي ميز اتصالات الجزائر هو "مودام ال 4 جي" الذي يبقى حلما للكثير من المواطنين الذين أودعوا طلبات الحصول على الانترنت منذ سنوات ووجدوا في مودام ال4 جي مفرا، كونه يوفر تغطية أحسن ولا يجبرهم على إدخال الهاتف الثابت، إلا أن المتعامل التاريخي لم يوفر القدر المستحب للمواطنين، يضاف إليها فضيحة سرقة معدات الاتصال الحساسة من مركز الاتصالات والتراسلات بعنابة. " ال 3جي".. فاتورة غالية للاستهلاك ويبقى ال 3 جي في 2015 بالرغم من نشر التغطية في العديد من ولايات الوطن، إلا أنه يمثل الشكوى رقم 1 للمواطنين الذين يتحدثون عن سوء الخدمات والنصب والاحتيال لمتعامل الهاتف النقال ولا يزال ال 3 جي يشكل الفجوة الرقمية في البلاد بعدما لا تزال بعض الولايات في 2015 لم تصلها الخدمات لحد الساعة كما تأخر وصول ال 3 جي إلى أكبر ولايات الوطن منها عاصمة الالكرتونيك برج بوعرييج التي كانت ضحية صراعات .