شهدت دول الاتحاد الأوروبي تدفقا غير مسبوق للاجئين إلى أراضيها، وصل عددهم بنتيجته إلى أكثر 1.5 مليون مهاجر دخلوا بطريقة غير شرعية، وفق أرقام المفوضية الأوروبية. ومنذ مطلع العام، تكثفت حركة اللاجئين عبر طريق يمر من سواحل تركيا المطلة على بحر إيجه، إلى شواطئ الجزر اليونانية القريبة.وكانت غالبيتهم العظمى تخوض مغامرتها على متن قوارب مطاطية خفيفة أو سفن متهالكة، بمساعدة مهربين من جنسيات عدة. وتسلطت الأضواء على أزمة اللجوء الجديدة مع امتناع مقدونيا مطلع أووت عن تسهيل عبور اللاجئين عبر أراضيها، في خطوة ما لبثت أن تراجعت عنها. وأخذت القضية بعدها العالمي في سبتمبر مع انتشار صور الطفل السوري الكردي إيليان على سواحل تركيا، وما تلاها من استجابة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل للتحدي عبر رفع القيود أمام استقبال ثمانمئة ألف لاجئ. وفتح ذلك الباب أمام تدفق اللاجئين -وغالبيهم سوريون وعراقيون وأفغان- عبر أراضي صربيا إلى المجر، التي كانت قد بدأت ببناء جدار من الأسلاك الشائكة بطول 170 كيلومترا للحيلولة دون مرورهم. وما لبث مرور اللاجئين في دول غرب البلقان، أن تحول من قضية إنسانية، إلى أزمات وتوترات بين دول وسط أوروبا وجنوبها "المجر، كرواتيا، مقدونيا" ودولة الاستقبال ألمانيا. كما تسبب استقرارهم في بلدان الشمال "ألمانيا، السويد" بانقسامات اجتماعية واستقطابات سياسية داخلية حادة. ودفع استمرار تدفقهم حكومات دول طريق البلقان والاتحاد الأوروبي إلى البحث عن حلول تضمن معالجة الأزمة خارج إطار القارة. وتمخض التحرك عن اتفاق دول الاتحاد ال 28 مع تركيا، في نوفمبر، عن تدخلها لمنع استمرار التدفق عبر حدودها باتجاه اليونان-وهو ما بدئ بتنفيذه - مقابل حصول أنقرة على مساعدات لدعم اللاجئين السوريين المقيمين على أرضها، وإتاحة حرية تنقل مواطنيها في دول الاتحاد الأوروبي اعتبارا من عام 2016. وأتت هجمات باريس يوم 13 نوفمبر لتضفي تعقيدا على قضية اللجوء، لجهة ربطها بما يوصف بالإرهاب، جراء التثبت من عدم تسلل منفذي الهجمات بين اللاجئين الجدد. ورغم عدم انعكاس المخاوف الأمنية مباشرة على التعامل مع اللاجئين، فإن دول البلقان دعت لقمة إقليمية في العاصمة الكرواتية، حضرها جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي، وكان هدفها المعلن معالجة القضيتين معا. ونجحت الأحزاب الأوروبية اليمينية المتطرفة في استغلال تدفق موجات اللاجئين القادمين من دول الحروب والأزمات في الترويج لنفسها وزيادة شعبيتها، وهو ما ظهرت آثاره خلال 2015 في الصعود الملفت لهذه الأحزاب في الانتخابات العامة واستطلاعات الرأي بالعديد من الدول الأوروبية.