وثيقة مشتركة بين ألمانياوفرنسا وإيطاليا لاحتواء الأزمة دعا المفوض الأعلى للأمم المتحدة للاجئين أنطونيو غوتيريس اليوم، إلى توزيع إلزامي للمهاجرين على الدول الأوروبية، وذلك قبيل اجتماع أوروبي بشأن المسألة في لوكسمبورغ، وسط انتقادات لتعامل المجر مع اللاجئين واستمرار تكدس آلاف منهم على جزيرة كوس اليونانية. وأكد غوتيريس في بيان على أهمية توزيع مئتي ألف طالب لجوء على الأقل في الاتحاد الأوروبي، وطلب إلزام كل دول الاتحاد بالمشاركة في هذا البرنامج. وقال إن "الأشخاص الذين يملكون طلبات حماية صالحة يجب أن يستفيدوا بعد ذلك من عملية إيواء جماعية بالمشاركة الإلزامية لكل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي"، موضحا أن "تقديرات أولية تشير إلى الحاجة لرفع إمكانيات الإيواء إلى مئتي ألف مكان". وأكد أن على الاتحاد الأوروبي القيام بتغييرات جذرية للسماح لمزيد من اللاجئين بدخول أوروبا بشكل قانوني، على حد قوله، وأن على دول الاتحاد الأوروبي الأخرى أن تدعم اليونان والمجر وإيطاليا لأن هذه لحظة حاسمة، كما قال. وكانت فرنساوألمانيا قد اقترحتا تطبيق نظام حصص أوروبية إلزامية لاستيعاب اللاجئين، وأكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أن ما فعلته أوروبا لم يعد كافيا لمواجهة محنة اللاجئين، وأنه يتعين على كل بلد أن يتحمل واجبه الأخلاقي، باعتبار ذلك ليس التزاما أوروبيا بل هو حق بموجب اتفاقية جنيف، على حد تعبيره. وفي الأثناء، وقعت ألمانياوفرنسا وإيطاليا وثيقة مشتركة تدعو لتوزيع عادل للاجئين بين دول الاتحاد الأوروبي التي تواجه ضغوطا لمعالجة أزمة تدفق طالبي اللجوء نحو غرب أوروبا. وستناقش الوثيقة في لوكسمبورغ خلال اجتماع غير رسمي لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي. وكانت فكرة توزيع اللاجئين على دول الاتحاد ال28 قد عُرضت مؤخرا, وقوبلت بمعارضة من بعض الدول الأعضاء التي تتبنى مواقف يمينية تحذر من "المساس بجذور أوروبا المسيحية". ويأتي توقيع الوثيقة المشتركة بينما أعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أنهما اتفقا على مبدأ التوزيع العادل للآلاف من طالبي اللجوء الذين يتدفقون من أيام من السواحل التركية إلى غرب البلقان في محاولة لبلوغ دول غنية في غرب أوروبا على غرار ألمانيا. وقالت ميركل إنها تحدثت صباح اليوم، إلى هولاند وستنقل موقفهما المشترك بضرورة التوزيع العادل اللاجئين بين دول الاتحاد الأوروبي إلى المؤسسات الأوروبية. وأضافت في تصريحات لها بالعاصمة السويسرية بيرن أن التوزيع العادل اللاجئين سيضمن تقاسم الأعباء, وقالت إن هذا الموقف يعبر عن روح التضامن بين الدول الأوروبية. وتابعت المستشارة الألمانية -التي التقت رئيسة سويسرا سيمونتا سوماروغا في بيرن- أن دول الاتحاد الأوروبي ينبغي أن تتصرف وفق مبدأ مفاده أن من يستحق الحماية من اللاجئين يجب أن يحصل عليها. منة ناحية أخرى، يستمر تدفق اللاجئين إلى الجزر اليونانية، وأوضحت تقارير أن أكثر من ستة آلاف لاجئ -أغلبهم سوريون- يتجمعون في جزيرة كورس اليونانية، حيث يعانون هناك من غياب مراكز لجوء. وفي غضون ذلك، تستمر المجر في رفض إكمال اللاجئين لمسيرة لجوئهم إلى النمسا أو ألمانيا. ودخل نحو خمسمئة مهاجر في مواجهة مع الشرطة المجرية مساء الخميس بعد نصف يوم من توقيف الشرطة قطارهم الذي كان يقلهم من أجل نقلهم إلى مركز تجمع. وأثار تعامل المجر مع اللاجئين انتقادات قوية لدى البلدان الأوروبية، خاصة ألمانياوفرنسا، لكن رئيس الوزراء المجري دافع عن موقف بلاده اليوم الجمعة بقوله "إن أوروبا مهددة بتدفق بشري هائل، إذ يمكن أن يأتي عشرات الملايين من الناس إلى أوروبا.. سنجد أنفسنا فجأة أقلية في قارتنا".