الاتحاد يؤسّس أماكن لاستقبال 100 ألف لاجئ قادة أوروبا يعلنون حلول جماعية لمواجهة أزمة المهاجرين قرّرت الدول المعنية بالتدفّق الكبير للمهاجرين على أوروبا عبر طريق البلقان مساء الأحد إحداث أماكن استقبال لمواجهة هذا التدفّق منها أماكن لاستقبال 50 ألفا في اليونان وفق ما أعلن رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر. يونكر أضاف خلال مؤتمر صحفي مشترك مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والمفوض السامي للأمم المتّحدة لشؤون اللاّجئين أنطونيو غوتيريس أن ثماني دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي تقع على طريق البلقان إضافة إلى صربيا ومقدونيا وألبانيا قبلت خلال قمّة مصغّرة طارئة (زيادة قدرات الاستقبال للمهاجرين لتوفير مائة ألف مكان في اليونان ودول غرب البلقان). يأتي ذلك بعد أن واجهت دول الاتحاد الأوروبي في قمّة مصغّرة الأحد ببروكسل صعوبات كبيرة في تهدئة التوتر ووضع حلول (جماعية) لتدفّق المهاجرين عبر البلقان ما يهدّد وحدة أوروبا. وأعلنت المفوضية الأوروبية التي دعت إلى القمّة أن هدفها تلبية (الحاجة إلى مزيد من التعاون والقيام بمشاورات أكثر وتحركات عملانية فورية) بالنسبة للدول الواقعة على الطريق (المأساوي) غرب البلقان الذي يسلكه المهاجرون واللاّجئون من تركيا واليونان للوصول إلى شمال الاتحاد الأوروبي. وقال رئيس وزراء سلوفينيا ميرو سيرار بلهجة تحذيرية: (إذا لم نتّخذ خطوات فورية وملموسة على الأرض في الأيام والأسابيع المقبلة أعتقد أن الاتحاد الأوروبي برمّته سيبدأ بالانهيار) في وقت عبر فيه أكثر من ستّين ألف مهاجر سلوفينيا في عشرة أيّام. وحضر إلى بروكسل رؤساء الدول أو الحكومات في عشر دول أعضاء هي: ألمانياوالنمسا وبلغاريا وكرواتيا واليونان والمجر وهولندا ورومانيا وسلوفينياوالسويد وأيضا ثلاث دول من خارجه هي ألبانيا ومقدونيا وصربيا. ويشارك أيضا في القمّة رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك ومفوض الأممالمتحدة الأعلى للاجئين انتونيو غوتيريس والوكالة الأوروبية لمراقبة الحدود (فرونتكس). وعلّق وزير الهجرة في لوكسمبورغ يان أسلبورن (في البلقان لا يمكن التفكير فقط في بعد وطني يجب أن نضع حلولا أوروبية). وأعقب القمّة عشاء عمل مساء لكن الخلافات بلغت حدّا قد يضطرّ معه القادة إلى التخلّي عن نشر التعهّدات بأعمال مشتركة والاكتفاء ببيان ختامي للقمّة. وأقر مصدر أوروبي بأن (الكثيرين حول طاولة (القمة) اتخذوا إجراءات تؤثر على الباقين). وقال رئيس وزراء صربيا ألكسندر فوشيتش الذي أشار إلى (خطوات صغيرة) إلى الأمام: (على الأقل أتيحت لنا الفرصة لنتحادث لكنني لست واثقا من أننا سنتوصل إلى شيء مُجد على الفور). وعرض رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر على المشاركين 16 اقتراحا بهدف (إعادة الاستقرار وإدارة الهجرة في المنطقة وإبطاء تدفق المهاجرين) عبر (مقاربة جماعية تتخطى الحدود) كما حث الأحد دول البلقان على القطع مع (سياسة دعه يمرّ). وفي أجواء من التوتّر المتعاظم تمارس دول البلقان التي تخشى أن يقيم المهاجرون فيها في شكل دائم مزيدا من الضغوط في حين حذر رؤساء وزراء صربيا ورومانيا وبلغاريا أنهم مستعدّون لإغلاق حدودهم إذا أغلقت دول أخرى حدودها وفي مقدمتها ألمانيا. * نحو ألمانيا أو السويد واجهت ألمانيا الأحد تدفّقا كبيرا للمهاجرين إلى مقاطعة بافاريا عند الحدود مع النمسا حيث قالت الشرطة إنها (غرقت) أمام أعداد اللاّجئين الذين تدفّقوا في نهاية الأسبوع. وفي الآونة الأخيرة هدّدت سلوفينيا التي تحولت منطقة عبور جديدة يتدفق إليها عدد كبير من المهاجرين منذ إغلاق المجر لحدودها بأن تشيد بدورها جدارا إذا لم تتلق دعما كافيا من الاتحاد الأوروبي. ويوم السبت فقط وصل 11 ألفا و500 مهاجر إلى سلوفينيا في رقم قياسي يومي جديد. وتساءلت طالبة سورية سارت حتى قرية كرواتية قرب الحدود السلوفينية: (هل نحن في كرواتيا؟ كم علينا أن نجتاز من كيلومترات في سلوفينيا؟) وأضافت: (نريد الذهاب إلى ألمانيا أو السويد). وبين الإجراءات التي تقترحها المفوضية الأوروبية إرسال 400 عنصر من الجمارك الأوروبية كتعزيزات إلى هذه الدولة التي تعد مليوني نسمة. ومع اقتراب فصل الشتاء حذّرت منظّمة العفو الدولية (من أزمة إنسانية مقبلة). ومن جهته استبعد وزير الهجرة اليوناني يوانيس موزالاس الأحد أن تفتح بلاده مركز تسجيل وفرز للاجئين لاستيعاب نحو خمسين ألف مهاجر قرب أثينا كما طلبت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل حسب وسائل إعلام.