تفاعل الشارع السياسي بشكل حاد مع عودة جنرالات 11 جانفي إلى واجهة النقاش السياسي في الجزائر، رغم أن هذه العودة تزامنت وذكرى استقالة الشاذلي بن جديد التي تراها الكثير من القوى السياسية إقالة مقنعة. لم تجد خرجات وزير الدفاع الأسبق اللواء خالد نزار الترحيب الكافي من لدن الرأي العام، فقد سجل الكثير من المواطنين على مواقع التواصل الاجتماعي وفي محافل أخرى استياء كبيرا من عودة أحد الوجود البارزة في مسرح أحداث 11 جانفي 1992، وما تلاها من أحداث أبرزها إلغاء نتائج الانتخابات التشريعية التي جرت في ديسمبر 1991 وفاز الفيس المحل بأغلبية مقاعدها، وكذا توقيف المسار الانتخابي، و«استقدام" الراحل محمد بوضياف قبل اغتياله في مشهد صدم العالم برمته على منصة دار الثقافة بولاية عنابة في 29 جوان 1992. ولم تكن خرجة اللواء المتقاعد خالد نزار الوحيدة هذه الأيام، فقد كسر الجنرال المتقاعد محمد بتشين جدار الصمت عندما كذب تصريحات خالد نزار التي نفى من خلالها تقديمه لعرض رئاسة الدولة أمام سي الحسين آيت أحمد، ولم يستوعب الكثير من الجزائريين إصرار خالد نزار على تكذيب ما تم تداوله منذ 5 سنوات على موقع "اليوتيوب" الشهير بشأن العرض الرئاسي لآيت أحمد، وتساءل البعض عما إذا كان خالد نزار يسعى للنأي بنفسه عن مسؤولية إدارة تلك الحقبة بشكل منفرد، وتحميل المسؤولية لقائمة طويلة من الشخصيات التي ظهرت على مسرح الأحداث في ذلك الوقت، كما أن حديث نزار عن المحاسبة يطرح الكثير من التساؤلات، من يحاسب اللواء خالد نزار؟ وهل يملك هذا الأخير معطيات لازالت خفية عن الرأي العام بشأن هذه القضية؟ ولماذا ينأى نزار بنفسه عن "استدراج" محمد بوضياف للجزائر، ويلصق تلك المهمة بشكل حصري في شخص رفيقه السابق علي هارون؟ أسئلة عدة تطرح نفسها على ضوء التحولات السريعة التي عاشتها الساحة السياسية منذ صائفة 2015، تثير الكثير من الريبة بشأن تصريحات خالد نزار. في المقابل، فإن الخرجة المرتقبة للجنرال محمد تواتي حسب ما أعلن عنه خالد نزار، تثير أسئلة عدة هي الأخرى، هل الأمر مرتبط بحكاية عرض رئاسة الدولة على آيت أحمد فقط، أم بمخاطبة الرأي العام بشأن قضايا وأحداث لن يجدوا لها في المستقبل القريب متسعا من الوقت لشرحها للجزائريين؟ إذا كان الأمر على هذا المنوال، فما الذي تحضره أطراف في السلطة لخالد نزار وجماعة 11 جانفي، هل من الممكن فتح صفحات أخرى أو جبهة جديدة خارج إطار ملف المصالحة الوطنية، ولما ركز خالد نزار على التذكير بهذا الملف في الندوة الصحافية التي عقدها مؤخرا، ثم ما السر وراء خروج الجنرال المتقاعد محمد بتشين عن صمته مكذبا نزار، وكأن الأمر تسلسل غير بريء في هذه الأحداث؟ وفي الحقيقة إن حجة الرد على تسريبات فيديو عرض الرئاسة على آيت أحمد أثارت ريبة لدى الرأي العام، خصوصا أن نزار في خرجاته بدا وكأنه يسابق أمرا لم يحدث بعد أو أن توقيته قريب جدا..