حوارات ، بيان للرأي العام و ندوة صحفية، في أقل من 24 ساعة يعود الجنرال المتقاعد وزير الدفاع الأسبق خالد نزار للنفي والتبرير تارة والتأكيد تارة أخرى ، خالد نزار وعلى مدار يومين كاملين ، نفى أن يكون قد عرض منصب رئاسة الدولة على الراحل سي الحسين آيت أحمد ، في أعقاب تداول نشطاء لفيديو يكشف عن هذا العرض. فهل خرجات نزار المتعاقبة هي تصريحات عابرة ، أم شهادات تاريخية موثقة؟ نزار كلف الجنرال محمد تواتي بتوضيح مهمته التي أوفده إليها الجنرال خالد نزار بصفته مستشارا له في ذلك الوقت ، وهي مهمة إقناع آيت أحمد بالعودة إلى الجزائر مع نهاية 1993 للمشاركة في إنجاح مرحلة الانتقال الديمقراطي مثلما أسماها نزار ، الذي بدا خلال الندوة الصحفية التي عقدها في منزله بالعاصمة وكأنه يريد محو آثار هذا التسريب المفزع الذي سيفنده مستشاره السابق الجنرال محمد تواتي ، لكن المسؤول السابق لجهاز الاستعلامات الجنرال المتقاعد محمد بتشين لم ينتظر طويلا قبل أن يؤكد في حوار صحفي اليوم أن نزار عرض على آيت أحمد منصب رئيس الدولة! تناقضات وتضارب في التصريحات عشية ذكرى رحيل الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد عن الحكم وتخليه عن رئاسة الجمهورية ، ذكرى يصفها أنصار توقيف المسار الانتخابي بالمهمة الجمهورية الناجحة التي أعقبت استقالة الشاذلي بن جديد ، بينما يصفها أنصار التيارين الوطني والإسلامي والمتعاطفين مع الفيس المحل بالانقلاب، وبين الموقفين ، يخرج أحد صناع ومهندسي تلك الأحداث من بوابة الراحل سي الحسين آيت أحمد ، مرة لنفي عرضه الرئاسة على الدا الحسين ، ومرة أخرى لمحاولة التملص من تبعات وتداعيات رحيل الشاذلي بن جديد و إلغاء نتائج الانتخابات التشريعية وتوقيف المسار الانتخابي. الجنرال المتقاعد الذي كان اللاعب الوحيد والقوي سواء بعد استقالة الشاذلي بن جديد أو خلال فترة المجلس الأعلى للدولة الذي حكم البلاد عقب اغتيال الرئيس محمد بوضياف ، بدا متضايقا من مسألة عرض رئاسة الدولة على آيت أحمد ، لكنه لم يكشف بتاتا عن سبب الانزعاج من هذا التسريب سواء كان حقيقة أو فبركة مثلما قال . بالنهاية لم تمت مرحلة 11 جانفي 1992، وما تزال تثير جدلا واسعا في الساحة الجزائرية.