عم والد "أمين" تم توقيفه في حاجز أمني بهوية مزورة عرفت قضية اختطاف الطفل "أمين ياريشان" بدالي إبراهيم بالعاصمة، فصلا جديدا رغم مرور نحو 3 أشهر على النهاية المفترضة لحادثة الاختطاف التي هي على ذمة التحقيق أمام محكمة بئر مراد رايس، ليكشف فصل آخر تورط فيه المتهم الرئيسي المكنى "سعيد الميقري" وتعني هذه المرة قضية استيراد وتصدير المخدرات ضمن شبكة عابرة للحدود تمتد بين الجزائر والمغرب ودول أوروبية اتخذت من فاكهة التفاح مادة لتمويه استيراد وتصدير المخدرات عبر حاويات بسجلات مؤجرة، تورط فيها رفقة 18 متهما بينهم شقيقه في حالة فرار بمعية أجنبيين من جنسية بلجيكية وهولندية إلى جانب عم والد الطفل "أمين" البالغ من العمر 68 سنة الذي تم توقيفه مؤخرا في حاجز أمني. وهي القضية التي تمكنت على إثرها مصالح الدرك الوطني من مصادرج 11 طنا من القنب الهندي ومبالغ مالية معتبرة. وتعني هذه القضية التي ستطرح للمحاكمة يوم 24 جانفي الجاري أمام جنايات مجلس قضاء الجزائر تهم جنايات محاولة تصدير المخدرات بطريقة غير شرعية، تخزين ووضع للبيع وشحن ونقل عن طريق العبور لمواد مخدرة بطريقة غير شرعية، في إطار جماعة إجرامية منظمة عبر الحدود الوطنية وجنحة تبييض الأموال، تمكنت مصالح الدرك الوطني من مصادرة نحو 11 طنا من القنب الهندي القادم من المغرب ليصدر من الجزائر إلى مختلف دول أوروبا، إلى جانب 43.172.050.000 دج و22770 أورو، وسندات بنكية قدرت قيمتها الإجمالية ب 2 مليون دج وسجلات تجارية ووثائق مزورة. وهي القضية التي تم اكتشاف ملابساتها حسب مصادر "البلاد" عقب إرسالية تلقاها مسير شركة "ساترانس" يوم 11 مارس 2009 من ممثل شركة "سلومان نبتون"، يطلب منه تحويل 3 حاويات فارغة مجهزة بمبرد من حظيرة الشركة الأولى إلى ميناء الجزائر لشحنها نحو الميناء ذاته على متن الباخرة "راميتا"، وتنفيذا لذلك، وبحضور مراقبين على الشركتين ولدى شروع سائق الرافعة في رفع إحدى الحاويات واجه صعوبات، واتضح أن وزنها غير عادي لاسيما بعد ميلها بشكل لافت للانتباه نحو جهة المبرد، ما يدل على أن الحاويات لم تكن فارغة على عكس ما هو مدون على بطاقة الصانع "سي آس سي" المثبتة عليها والتي تشير إلى أن وزنها 5000 كلغ، فسارع إلى إخطار قسم الاستغلال للشركة بذلك، وفي اليوم نفسه أحضر رئيس قسم التسيير بشركة "ساترانس" خبيرا لمعاينة الحاوية، وبعد فحصها وإخضاعها لقياس الأبعاد تبين لهم وجود فارق 45 سنتيم بين الداخل والخارج، ليراسل مسؤول مصلحة متابعة الحاويات لشركة "ألجيريا سلومان نبتون" الكائن مكتبه بميناء الجزائر يستعجله تقديم استفسارات ومعلومات حول خصائص وزن الحاوية المعنية، ليقوم بدوره بمراسلة الشركة الأم "شيبينغ نبتون سلومان" الكائن مقرها بألمانيا، يطلب منه موافاته بخصائص حاويتين محل مراسلة شركة "ساترانس"، لتبعث الشركة الألمانية عن طريق إرسالية مواصفات الأوزان المتعلقة بالحاويات الثلاث. بعد 23 يوما مصالح الدرك الوطني تفك اللغز الذي حول "التفاح" إلى "زطلة" وبعد مرور 23 يوما على الواقعة وبالضبط يومي 4 و5 أفريل 2009، تمكن رجال الدرك الوطني بالرويبة من فك لغز الحاويات "الفارغة المملوءة" التي كانت بالميناء الجاف بالرويبة والتي كانت مخبأة فيها كمية معتبرة من المخدرات من صنف القنب الهندي وزنها الإجمالي 5492,6 كلغ، وهي الحاويات التي سبق الاستيراد على متنها فاكهة التفاح، وكان يفترض إفراغها من المخدرات ويعاد شحنها إلى ميناء الجزائر لتنقل على متن باخرة "راميتا" باتجاه ميناء "أونفار" البلجيكي. وتفيد مصادرنا بأن مصالح الدرك الوطني بالعاصمة بدأت تحرياتها فتبين أن عملية استيراد التفاح تمت بموجب سجل تجاري باسم شركة "أورل أ آم تي زاد" مالكه ينحدر من ولاية سطيف والذي أجره دون معرفة للمستأجر، لتكشف التحريات من خلال الاستعانة بالمركز الوطني للإعلام الآلي والإحصائيات لإدارة الجمارك أن هذه الشركة قامت ب23 عملية استيراد لمواد موجهة للاستهلاك البشري خلال الفترة الممتدة ما بين 23 أوت 2008 إلى 28 جانفي 2009 من عدة دول، 6 منها تم استيرادها من ميناء "أونفار" ببلجيكا شملت استيراد مادة التفاح، كما تعرفت مصالح الدرك الوطني على هوية مالك البضاعة المستوردة ويتعلق الأمر بالمدعو (ب.ع) المكنى "ياسين" الذي كان محل أمر بالقبض منذ منتصف عام 2007 عن أمر صدر ضده عن قاضي تحقيق محكمة وهران عن قضية مشابهة تتعلق بمحاولة تصدير المخدرات والمتاجرة فيها، والذي كان يتجول باستعمال بطاقة تعريف وطنية وجواز سفر خاصين بهوية صهره (ح.ع) المقيم بالولايات المتحدةالأمريكية منذ عام 1991، فيما كانت زوجته وأبناؤه يقيمون بفيلا في حي زواوة بالشراقة بالعاصمة، فيما ظل هو بعد فراره يتردد على سكنات مؤجرة ببلدية الدار البيضاء وكان يقوم باستيراد التفاح تارة وتارة أخرى الليمون على متن حاويات مجهزة بالمبرد التي تشحن بالقنب بعد إفراغها من الفاكهة، وذلك بموجب سجلات تجارية مستأجرة من شركات تجارية لتفادي اكتشاف هويته. ...من هنا بدأ دور مختطف الطفل "أمين ياريشان" كما كشفت التحريات، حسب المعلومات التي بحوزتنا، عن وجود شركاء له ويتعلق الأمر بكل من (ج.إ) المكنى "منير الصوري" و(أ.ي.س) المكنى "سعيد الميقري" المتهم الرئيسي في اختطاف الطفل "أمين ياريشان" بدالي إبراهيم من أمام بيته العائلي وهو يتأهب للذهاب إلى المدرسة صبيحة يوم 21 أكتوبر 2015، وهو المختطف الذي أثبتت التحريات صدور أمرين بالقبض الدولي في حقه أحدهما صادر في 11 سبتمبر 2002 عن محكمة لوران الفرنسية من أجل ارتكابه تهمتي الهروب وتكوين جمعية أشرار، والثاني يوم 26 أكتوبر 2005 عن محكمة نانت الفرنسية عن تهمة محاولة السرقة باستعمال السلاح والحجز. لتكشف التحريات، أن هؤلاء الذين شكلوا جماعة إجرامية منظمة، قاموا باستئجار غرف تبريد بنواحي بئر خادم حيث كانت تخزن فاكهة التفاح المستوردة، والذي تعرف عليهم صاحب غرف التبريد من خلال صورهم المعروضة لدى مصالح الدرك الوطني. كما بينت التحريات أن عملية شحن المخدرات على متن الحاويات كانت تتم بإشراف "السعيد الميقري" وشريكيه (ب.ع) و(ج.إ) على مستوى مستودع كائن بحي النجاح ببلدية الشفة بالبليدة مستأجر من (ق.خ) الذي تعرف هو الآخر وابنه على صور المشتبه فيهم، وخلال عملية تفتيش المستودع من قبل مصالح الدرك الوطني عثر به على مواد بلاستيكية تم حرقها ومادة أخرى تستعمل كعازل وسائل زيتي بني اللون ومادة الحناء وأخرى لتشحيم السيارات، إضافة إلى مادة بوليستار التي كان يستعملها أفراد هذه العصابة لتغليف صفائح المخدرات المحجوزة بالحاويات. كما أسفر تفتيش مسكن (ب.ع) بالشراڤة عن العثور وحجز مبلغ 423.458.500 دج و20 ألف أورو، أما بالفيلا التي كان ذات المتهم قد اشتراها رفقة "سعيد الميقري" الواقعة بالشفة بالبليدة وتم تسجيلها باسم هوية مستعارة (م.م)، أين دفع لأجلها المتهم الأول مبلغ 11.500.000 دج فقد عثر بها على 438 كلغ من المخدرات، لتبلغ التحقيقات فيلا أخرى اشتراها "سعيد الميقري" ودون عقدها باسم والدته (ب.م) الواقعة بالمحمدية، فقد تم العثور بها على مبلغ 6.500.000 دج وسندات بنكية بقيمة إجمالية قدرت ب 2 مليون دج، بالإضافة إلى عدة وثائق أخرى. وتعزيزا للتحريات قصد الإيقاع بأفراد هذه الشبكة الإجرامية الخطيرة، تمكنت مصالح الأمن بمنطقة الرمشي من توقيف متهم آخر (ع.م) يوم 9 ماي 2009 على متن سيارة نفعية من طراز "رونو ماستر" بها 320 كلغ من القنب الهندي، حيث اعترف بأنه يتولى نقلها بعد استيرادها من المملكة المغربية من المدعو (ش.س) من مدينة مغنية إلى الشفة بالبليدة ليسلمها للمتهم (ب.ع) بعدما يتلقى المساعدة من المسميين (ب.م) و(ش.و) اللذان يكفلان بفتح الطريق أمامه على متن سيارة أخرى، معترفا بأنه قام ب10 رحلات مماثلة خلال الفترة ما بين شهري فيفري ومارس من نفس السنة وفي كل مرة كان ينقل كمية قدرها 300 كلغ. وباعتراف منه تبين بأنه هو من قام بنقل المخدرات من مستودع الشفة الذي كان يحوي 15 قنطارا إلى مدينة قديل بوهران بطلب من المتهم (ب.ع) وكان المدعو (ح.س) بانتظاره وتولى بدوره إخفاء الكمية بمستودع يقع أسفل منزله. وهي الوقائع التي أثبتت أن هؤلاء يشكلون فعلا جماعة إجرامية منظمة عابرة للولايات، بعدما امتد نشاطها من العاصمة، البليدة ومغنية ووهران نحو بجاية، أين ارتأت هذه الجماعة نقل نشاطها إلى ميناء الولاية، حيث تمكنوا من هناك من تصدير 900 كلغ من القنب الهندي على متن حاوية مجهزة بمبرد نحو ميناء "غانديا" بإسبانيا يوم 13 أوت 2009 وبتصدير كمية 1205 كلغ أخرى من نفس المخدر وبنفس الطريقة إلى ميناء "ساقونتو" الإسباني يوم 25 جانفي 2010، والتي تم ضبطها يوم 4 فيفري الموالي من قبل السلطات الفرنسية على متن شاحنة، ليبلغ ذلك مسامع (ب.ع) وشريكه البلجيكي "بول دو دوندي"، ولدى تأهبه للفرار من بجاية رفقة المتهمين (س.م.ز.ت) و(ق.س) لأنهم كانوا محل مراقبة من قبل الجهات الأمنية استأجروا مستودعا بقرية أرياحن وفيلا بحي السومرية ببجاية، ليخطرهم المدعو (ب.ع) وهو جمركي بميناء بجاية- متهم موقوف في قضية الحال- بوجود كثيف لعناصر الأمن بالميناء، قبل أن يتم توقيفهم يوم 10 فيفري وبحوزة المتهم (ب.ع) بطاقة تعريف وطنية مزورة بهوية صهره وجواز سفر فرنسي مزور. جمركي بميناء بجاية لضمان عمليات نقل شحنات المخدرات وأثبتت التحريات أن الجمركي (ب.ع) برتبة ضابط هو من كان يضمن عمليات نقل المخدرات لأفراد هذه العصابة عبر ميناء بجاية، بعد ثبوت اتصالات حثيثة بينه وبينهم، ليتم توقيفه في اليوم الموالي، والذي ورد بالملف بأنه سبق أن قام بإيواء أحد معارف هذه العصابة بمنزله رغم علمه بأنه محل بحث من العدالة، ليستأجر له مسكنا فيما بعد ببجاية لمدة أسبوع وظل يتردد على منزله، كما تكفل الجمركي بتنقلاته ببجاية إلى أن تمكن المتهم من الفرار إلى المملكة المغربية، كما تكفل بمساعدة آخر في العبور برا إلى تونس بموجب جواز سفر مزور، أثناء رحلة الجمركي رفقة زوجته وابنيه إلى تونس، حيث دار بينهما حديث بشأن صفقات وطلب منه ذات الشخص الحضور إلى المغرب، غير أن الجمركي رد عليه باستحالة ذلك لكونه إطار بإدارة الجمارك ولا يمكنه السفر خارج الوطن إلا بمبرر، ما حمل ذلك الشخص على جلب له موعدا من عيادة طبية متخصصة بالمغرب ليحل الجمركي رفقة عائلته بمدينة الدار البيضاء المغربية، حيث وجد ذات الشخص في استقباله والذي استأجر له شقة بمدينة الرباط ودفع مستحقاته المدعو "سعيد المغربي" وظل الضابط الجمركي وعائلته مدة أسبوع هناك بعدما اتفق مع أفراد هذه الشبكة الإجرامية على صفقات لتصدير المخدرات عبر ميناء بجاية. شقيق "سعيد الميقري" لوجستيكي للغاية لتوزيع المخدرات بالجملة بدول أوروبا وكشفت التحريات الأمنية والقضائية، أن المتهم (أ.ي.ر) المتواجد في حالة فرار وهو شقيق مختطف الطفل أمين ياريشان المكنى "سعيد الميقري"، لديه اللوجيستيكية الكافية لتوزيع المخدرات بالجملة على زبائنه بفرنسا ومختلف دول أوروبا، كما ورد حسب المعلومات التي بحوزتنا، أن "سعيد الميقري" كان يستغل فيلته الواقعة بالمحمدية والتي تم فيها إخفاء الطفل أمين بعد اختطافه في عملية ساعد في تدبيرها (ي.ج) عمّ والد أمين وهو المتورط في قضية الحال ومحل إيداع من أمر من النيابة، كان يستغل فيلته لإخفاء المخدرات، غير أنه لم يعثر فيها على هذه الممنوعات باستثناء مصادرة مبلغ 6.500.000 دج وسندات بنكية بقيمة إجمالية قدرت ب 2 مليون دج ، مما أسفر علي تشميعها بقرار قضائي، غير أن زوجته سعت لرفع التشميع بادعائها أن الفيلا تعرضت للسرقة، وبعدما لم تثبت المعاينة وجود أي كسر أو تحطيم افترضت مصالح الدرك أنها مجرد حيلة لرفع التشميع، مما تطلب فتح غرفة مستقلة بنفس المسكن وتعيين المدعو (ق.ع) لحراستها. ... ولقريب الطفل "أمين" ضلع في استيراد وتصدير المخدرات وكشفت مجريات التحقيق، حسب ذات المصادر، أن (ي.ج) عم والد الطفل "أمين" البالغ من العمر 68 سنة له ضلع في قضية الحال وهو الذي تم توقيفه مؤخرا في حاجز أمني وبحوزته رخصة سياقة مزوّرة لكونه كان محل أمر بالقبض على خلفية تورّطه في قضية تصدير والمتاجرة في المخدّرات في إطار شبكة إجرامية منظمة، وهو الذي تم توقيفه بناء على أحد مقربيه.