شرعت أمس، محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء وهران، في محاكمة 8 متّهمين موقوفين في قضيّة حجز أزيد من 2.7 قنطار من الكيف المعالج بحاوية تبريد بميناء وهران من بينهم ابن بارون المخدرات والمهرّب الدولي "باسكال"، فيما لا يزال هذا الأخير في حالة فرار بفعل تورّطه في نفس القضيّة وقضيّة حجز 33 قنطارا من الكيف بسعيدة في السنوات الأخيرة، إضافة إلى 5 متّهمين آخرين لا يزال البحث جاريا عنهم. نظرا لتشعّبات القضيّة وكثرة المتّهمين والشهود الذين يفوق عددهم 10، تتواصل المحاكمة إلى غاية اليوم، حيث لم يتّم أمس، السماع إلاّ لعدد من المتّهمين، على رأسهم رجل أعمال ومستورد للمواد الغذائية يدعى "خ.إ" بصفته صاحب الحاوية التي حجز بداخلها الكيف، وقد أنكر كلّ ما نسب إليه من تهم أو وجود أيّ علم له بالمخدّرات، مشيرا إلى فرضية تخزينها بحاوية التبريد داخل مستودع كان يؤجّره بالسانيا، أمّا فيما يتعلّق ببطاقة الهويّة المزوّرة التي ضبطت بحوزته، فقد أكّد أنّه زورّها حتّى لا يدفع النفقة لزوجته التي طلّقها، فيما جاءت تصريحات باقي المتّهمين من سماسرة وسائقي شاحنات نافية كذلك، مع الإشارة إلى أنّه وجّهت لهم تهم تصدير المخدّرات والتزوير واستعمال المزوّر وعدم الإبلاغ عن جناية لابن باسكال وهو طالب جامعي يدعى "ع.ز.ج". فيما يعدّ والده متورّطا كذلك وسبق أن صدر أمر بالقبض عليه بعد إدانته ب 20 سنة سجنا غيابيا في قضيّة تهريب أكثر من 33 قنطارا من الكيف المعالج، تمّ ضبطها بسعيدة في السنوات الأخيرة. تعود تفاصيل هذه القضيّة إلى تاريخ 13 جانفي من العام الفارط، حيث تمكّنت مصالح الجمارك بميناء وهران من حجز كميّة معتبرة من الكيف المعالج قدّرت بأكثر من 720 كلغ من القنب الهندي ذي النوعية الجيّدة، عثر عليها داخل حاوية مبرّدة فارغة، كانت متوجّهة نحو اسبانيا، ليتمّ توقيف 4 أشخاص في البداية، وقد أسفرت نتائج التحقيق الذي فتحته مصالح الأمن عن تورّط 14 متّهما يتواجد 6 منهم في حالة فرار، وكانت هذه القضيّة محلّ شكوك حول تورّط فاعلين بمؤسّسة الميناء خصوصا وأنّ كميّة الكيف تمّ شحنها داخل أكياس بحاوية فارغة تخصّ أحد رجال الأعمال المستوردين المنحدر من ولاية تلمسان، وحسب ما ورد في قرار الإحالة، فإنّ أفراد الجمارك المناوبين ذلك اليوم تلقّوا أوامر بتفتيش الحاوية الفارغة ليتّم حجز المخدّرات في حضور وكيل الجمهورية لدى محكمة وهران. وحسب ما أفادت به مصادر مطّلعة فإنّ الحاوية المبرّدة تخصّ أحد المستوردين الذي استعملها لشحن التفّاح المستورد من لندن نحو اسبانيا في الفترة الأخيرة، لتعود مرّة أخرى فارغة إلى الميناء الذي قدمت منه، لكنّها بقيت مدّة 5 أشهر على رصيف ميناء وهران بين الحاويات الأخرى وهي الفترة التي يرجّح أنّ المسؤولين عن محاولة تهريب هذه الكميّة من الكيف إلى الخارج، قاموا بشحنها داخل الحاوية وبما أنّ الكميّة جدّ كبيرة فاقت ال 7 قناطير، يرجّح أن يكون لأيادي داخل الميناء ضلع فيها سهّلت المهمّة، على اعتبار أنّ هذه العملية كان مخطّطا لها بإحكام، تمّ إحباطها في آخر الساعات قبل شحن الحاوية على متن باخرة متوجّهة إلى اسبانيا.