طالب المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن المعارضة السورية رياض نعسان آغا مجلس الأمن بالانعقاد لوضع حد للانتهاكات الروسية في سوريا، في حين رأى وفد الحكومة أنه ليس لديه شريك يحاوره. وقال نعسان إن وفد المعارضة لن ينسحب من المفاوضات ولكنه قد يعلق المفاوضات إذا واجه طريقا مسدودا. وأوضح النظام السوري وروسيا وإيران يشنون حملة من القصف والقتل العشوائي على حلب وريفها، وعلى نحو لم يحدث طوال السنوات الخمس الماضية. واعتبر أن تصعيد النظام إما أن يكون استهزاء بما يحصل في جنيف وإما أن يكون عدم احترام للاتفاق الدولي بشأن بدء مباحثات للحل السياسي في سوريا وتطبيق القرار رقم 2254. وبناء على المعطيات الميدانية والهجوم الشرس الذي يشنه الجيش السوري ومعاونوه على ريف حلب بإسناد روسي توقف الوفد عن المباحثات في انتظار تحقق مطالب في المجال الإنساني، أجملها في "رفع الحصار عن بعض البلدات والإفراج عن بعض المعتقلين ووقف الهجمات على المدنيين بواسطة الطيران الروسي وهجمات النظام". وألغى وفد المعارضة لقاء كان مقررا على جدول الأعمال في مقر الأممالمتحدةبجنيف بسبب عدم تقديم المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا إجابات عن مجموعة أسئلة كانت قد وجهتها المعارضة السورية إليه ليقدمها إلى وفد النظام السوري. ودعا وزير الخارجية الأميركي جون كيري موسكو إلى وقف القصف خلال محادثات السلام، وقال بعد اجتماع في روما لدول مناهضة لتنظيم الدولة الإسلامية "نحن نبدأ المحادثات.. وصلنا إلى الطاولة ونتوقع وقف إطلاق النار". ويسود الغموض الآن مفاوضات جنيف مع تجديد المعارضة مطالبتها بإجراءات فورية لمصلحة المدنيين، وتأكيد النظام أنه لا يجد شريكا ليحاوره. فقد اعتبر وفد النظام السوري مجددا أن المعارضة "غير جدية" في المحادثات، مشيرا إلى عدم وجود أجندة للاجتماع. من ناحية أخرى، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن روسيا لن توقف الضربات الجوية في سوريا حتى تُهزم الجماعات المسلحة التي وصفها بالإرهابية. وذكر لافروف خلال مؤتمر صحفي في العاصمة العمانية مسقط أن "الضربات الروسية لن تتوقف إلى أن نهزم التنظيمات الإرهابية -مثل جبهة النصرة- بشكل حقيقي، ولا أرى سببا لوقف هذه الضربات الجوية". وأوضح وزير الخارجية الروسي أيضا أنه سيكون من الصعب فرض وقف لإطلاق النار ما لم يجر تأمين الحدود بين سوريا وتركيا لمنع التهريب وحركة المقاتلين. وأضاف "في ما يتعلق بوقف إطلاق النار لدينا أفكار عملية وتحدثنا مع الأميركيين الذين يرأسون مجموعة دعم سوريا، ونتطلع لمناقشة هذه الأفكار خلال الاجتماع يوم 11 فبراير"، مشيرا إلى مجموعة دعم سوريا الدولية المقرر أن تجتمع في ميونيخ يوم 11 فيفري الجاري. وفي ما يتعلق بالمفاوضات بين النظام السوري ووفود المعارضة في جنيف، قال لافروف إن بعض المفاوضين من المعارضة "لديهم مطالب لا صلة لها بالاتفاقيات السابقة"، مطالبا وفدي النظام السوري والمعارضة بالتخلي عن المطامح الأنانية والانطلاق من مصلحة الشعب. وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري قال أمس الثلاثاء إنه ينبغي على روسيا أن توقف قصف القوات المعارضة في سوريا، ولا سيما بعد أن بدأت محادثات السلام التي تقودها الأممالمتحدةلإنهاء الحرب.