جددت أمس أحزاب المعارضة مواقفها اتجّاه الدستور الجديد الذي صادق عليه أمس البرلمان، حيث أجمعت مختلف الأحزاب المحسوبة على المعارضة على وصف ما جرى أمس بقصر الأمم باللا حدث. حمس: جعلوا من الدستور حدثا أكبر من حدث الاستقلال قال عبد الرزاق مقري في اتصال مع "البلاد"، إنّ حركة حمس قاطعت جلسة المصادقة على الدستور في هذه الدورة الاستثنائية، قناعة بعدم جدوى ذلك. وحول الجمهورية الثانية التي سيؤسّس لها الدستور الجديد، على حد تعبير السلطة، ردّ مقري بالقول إنّهم متروكون لقول ما يريدون، فقد جعلوا الدستور حدثا عظيما أكبر من حدث الاستقلال وأوّل نوفمبر، وهو في الحقيقة لا يرقى لذلك، مشيرا عند حديثه عن الحكومة المقبلة، إلى أنّ المنظومة نفسها سيتم التعامل معها، حيث يكون التغيير في الأفراد والأشخاص، لا السياسات. النهضة: سنرى حكم الشعب في الأيام القادمة قالت حركة النهضة على لسان أمينها العام محمد ذويبي، إنّ نوابها قاطعوا جلسة التصويت على الدستور تبعا لقناعة سياسية بأنّ الدستور أعدّ بطريقة انفرادية، ليقول إنّ الجمهورية الثانية التي ستُأسس بفعل هذا الدستور الجديد، سيكون الحكم على نتائجها مع الوقت من قبل الشعب، فالسلطة حسبه ابتعدت عن صياغة دستور توافقي. وقال ذويبي في هذا الاساس، إن الدستور الجديد لن يكتب له النجاح لأنّه بُني على رأي واحد وهو رأي السلطة. وحول الحكومة المقبلة التي ستعقب الدستور الجديد، قال إنّنا نطالب بتغيير الأفكار والسياسات التي بدورها ستؤدي الى تغيير المكاسب لا محالة، معتبرا أنّ الدستور الجديد لن يؤسس لجمهورية ثانية. جيل جديد: المصادقة على الدستور لا تعني تأسيس جمهورية ثانية يرى جيلالي سفيان، رئيس حزب جيل جديد، أنّ المصادقة على الدستور الجديد لن يؤسّس لجمهورية ثانية كما يشاع له، لأنّ الدستور لم يمر على استفتاء شعبي ولم تعطه المؤسسات البرلمانية المصداقية التّامة، فعند تحليل الأمر، يقول المتحدّث، يتبين أن الدستور لم يات بجديد وهو نوع من التوبة على خرق الدستور سنة 2008، واصفا إياه بدستور برامج وليس دستور قانون، وقال عن إمكانية استقالة الحكومة واستبدالها بأخرى، إن تغيير التوازن في السلطة ليس له أهميّة لأنّ التشكيلة نفسها والنموذج الفكري نفسه سيبقى طاغيا على الساحة السياسية.