أثارت الصحافة الفرنسية أمس، ما قالت إنه "غضب جزائري" تجاه الأسماء التي طرأت على الحكومة الفرنسية بموجب التعديل الجزئي الذي شمل عدّة وزارات، وعلى الرغم من أن صحافة باريس لم تشر إلى ردّة فعل رسمية من الحكومة الجزائرية، إلا أنها تحدثت عن تسريبات حول "توجّس" جزائري من تعيين وزراء من أصول مغربية وإشراكهم في رسم السياسة الخارجية لفرنسا. وعيّن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، المغربية الأصل أودري أزولاي، وزيرة للثقافة والاتصال، خلفا لفلور بيلران، وزيرة الثقافة السابقة، والتي غادرت منصبها هذا الأسبوع إثر تعديل وزاري طرأ على الحكومة التي يقودها مانويل فالس ومسّ عدة قطاعات. وترتبط أودري، بشكل كبير مع المغرب، فهي ابنة أندري أزولاي، مستشار الملك محمد السادس، ويأتي تعيينها لتكون ثالثة وزيرة من أصل مغربي في الحكومة الفرنسية الحالية، بعد نجاة فالو، بلقاسم وزيرة التربية، ومريم الخمري، وزيرة العمل. وكانت أندري، المولودة في المغرب، والبالغة من العمر 43 سنة، تشغل منصب مستشارة للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في الشؤون الثقافية، ويعدّ مسارها شبه مبهم لدى الفرنسيين، كما أنها لا تنتمي إلى أيّ حزب سياسي، كما يعد والد أودري، أندري أزولاي، المنتمي إلى الأقلية اليهودية بالمغرب، من أشهر مستشاري الملك محمد السادس، وشغل فيما سبق مستشارًا للملك الراحل الحسن الثاني، وإلى جانب عمله في القصر الملكي اشتهر كذلك بتشجيعه للمشاريع الثقافية والسياحية. وذكرت صحيفة "لوباريزيان"، أن "الجزائر تتعاطى بحساسية مع ملف العلاقات الجزائرية المغربية، خاصة على صعيد تعقّد قضية الصحراء الغربية، ومخاوف من أن تتأثر السياسة الخارجية الفرنسية بالأسماء الجديدة التي ستنحاز على ما يبدو لأطروحات المملكة المغربية، كما كشف موقع "موند أفريك" الفرنسي، أن تعيين أودري أزولاي في الحكومة أثار غضب مسؤولين كبار في الرئاسة الجزائرية، وأوضح الموقع أن العديد من المسؤولين الجزائريين عبّروا عن قلقهم لنظرائهم الفرنسيين بشأن "مغربة الحياة السياسية الفرنسية"، مشيرا إلى أن الجزائريين يرون أن الساحة السياسية والإعلامية الفرنسية أصبحت "ملوثة" بواسطة السياسيين والصحفيين والنجوم من أصل مغربي، ما يعد بمثابة "لوبي" لصالح المملكة المغربية. ولم يصدر لا في الجزائر ولا في فرنسا ولا حتى في المغرب، أي تصريح رسمي حول الأسماء المغربية التي التحقت بطاقم مانويل فالس بموجب التعديل الحكومي الفرنسي الأخير.