يشرع ابتداء من السبت المقبل، كاتب الدولة الأمريكي المساعد المكلف بالشؤون السياسية توماس شانون، في جولة إقليمية تشمل دول الجوار الليبي بينها الجزائر، لجس نبض تلك البلدان حول عملية عسكرية "وشيكة" يجري التحضير لها من قبل قوى غربية تتصدّرها واشنطن. و أفاد بيان لكتابة الدولة الأمريكية أمس، أن توماس شانون، سيجتمع بالجزائر العاصمة مع مسؤولين جزائريين لدراسة التعاون الوثيق بين البلدين سيما في مجال مكافحة الإرهاب"، بينما ذكرت صحف أمريكية أن ملف "فتح جبهة عسكرية جديدة ضد تنظيم "داعش" في ليبيا سيكون على رأس قائمة القضايا التي سيبحثها المسؤول الأمريكي مع بلدان المنطقة". حذرت الإدارة الأمريكية، في الأسابيع الأخيرة، من الأخطار التي يشكلها نمو التنظيم في ليبي، ودعت إلى تنسيق المواقف الدولية في المنطقة بخصوص هذه التطورات في إشارة لمحاولة استدراج دول الجوار الليبي في أية خطة قد تتجاوز الحل السياسي المتعثر، وقال المسؤولون، إن الولاياتالمتحدة تضع خيارات عسكرية وإن هذه الخيارات نوقشت خلال اجتماع عقد الأسبوع الماضي بين الرئيس باراك أوباما وكبار مساعديه الأمنيين ولم يتوصل لنتيجة حاسمة. وقال بيان كتابة الدولة الأمريكية للشؤون السياسية، إن "كاتب الدولة الأمريكي المساعد المكلف بالشؤون السياسية توماس شانون، سيلتقي مسؤولين في الحكومة لبحث ملفات التعاون و تنسيق جهود مكافحة الإرهاب، كما سيجتمع برؤساء المؤسسات والمقاولين للحديث عن فرص الاستثمار في الجزائر"، وسيجري بذات المناسبة لقاءات مع شباب جزائريين يستفيدون من مبادرات تعليم الانجليزية التي تقدمها سفارة الولاياتالمتحدةبالجزائر، كما تشمل جولة شانون، محطات أخرى سيما تونس وبوركينا فاسو ومالي. ويقول المسؤولون، إن "ملف ليبيا حاليا أصبح يشكل قلقا للإدارة الأمريكية مع بروز تنظيم "داعش" في هذا البلد، وأن من بين هذه الخيارات زيادة الغارات الجوية ونشر جنود من قوات العمليات الخاصة الأمريكية وتدريب قوات أمنية ليبية، لكن المسؤولين الأمريكيين الذين تحدثوا عن التدخل العسكري قالوا إن عقبات ضخمة تقف في طريق زيادة المشاركة العسكرية الأمريكية، وأكبر هذه العقبات هي تشكيل حكومة ليبية موحدة قوية بما يكفي للدعوة لمساعدات عسكرية خارجية والاستفادة منها. وقال المسؤولون، إن الاستعانة ببعض الحلفاء قد يتطلب أيضا تفويضا جديدا من الأممالمتحدة ولذلك تجري مناقشة بدائل أخرى في المنطقة من خلال شن عمليات متقطعة، وتعتبر الولاياتالمتحدةالأمريكيةالجزائر واحدة من البلدان الأساسية في شمال إفريقيا لمكافحة الإرهاب في المنطقة الإفريقية، حيث تتاخم حدودها الجنوبية للبلاد منطقة الساحل التي انتعشت فيها أنشطة "القاعدة" وجماعات متطرفة موالية لها أو تحمل نفس عقيدتها. وتتحدث تقارير الولايات المتحدثة تكون قد طلبت السماح بمرور طائرات حربية والهبوط الاضطراري للطائرات الأمريكية في قواعد جوية جزائرية، في إطار عملية عسكرية أمريكية يجري التحضير لها منذ أشهر، تتضمن توجيه مئات الصواريخ الجوالة من نوع "كروز"، لأهداف تابعة لتنظيم أنصار الشريعة وبعض الكتائب السلفية الليبية، وتدمير البنية التحتية للجماعات السلفية الجهادية في ليبيا.