نشر كل التقارير والمعطيات عن الحالات المسجلة والمشتبه فيها لدى خلية المتابعة وضعت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، المؤسسات الصحية العمومية والخاصة وولاة الجمهورية، في حالة استنفار قصوى من خلال تعليمة دعت إلى التأهب لمواجهة أي طارىء لفيروس "زيكا"، بعد أن حذرت منظمة الصحة العالمية من انتشار الوباء وحثت على للحيطة منه. ودعت الوزارة، المستشفيات الجامعية والمؤسسات الصحية والعمومية الجوارية والعيادات الخاصة، في تعليمتها إلى تقديم أهم المعطيات المتعلقة بفيروس "زيكا" وتقييم خطره على المستوى الوطني مع تعميم كل هذه المعلومات على مستخدمي الصحة العمومية والخاصة، حيث ستكون المؤسسات الصحية ملزمة بإعداد تقارير عن أي حالات مسجلة أو مشتبه فيها، ووضع هذه المعطيات بين أيدي خلية المتابعة والتنسيق مع المسؤولين المحليين. وعمدت مصالح الوزارة إلى استنفار مصالحها في جميع الولايات. وحددت التعليمة الطرق التنظيمية للتكفل بالحالات المشبوهة للفيروس بدءا من اكتشافه إلى غاية التكفل بعلاجه، مذكرة بالإجراءات المتعلقة بتعزيز مكافحة الأمراض الفيروسية المتنقلة طبقا للتعليمة القطاعية رقم 15 المؤرخة في 18 نوفمبر 2015. وفي هذا الإطار وتطبيقا للمخطط الوطني للتحضير لأي طارىء في حالة تسجيل خطر صحي للوباء واستعجالات صحية ذات بعد دولي، شددت وزارة الصحة على ضرورة اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لتجسيد الخطوات المنصوص عليها في التعليمة، التي وضعت جميع مصالح الوزارة في حالة تأهب وتم رفع درجة الطوارئ، خاصة على مستوى الحدود، والاستعداد لإصابات محتملة ب "زيكا"، من خلال التنسيق مع المسؤولين المحليين وتنصيب خلية أزمة لمتابعة الأوضاع، موازاة مع تعيين مصلحة خاصة متنقلة، لعزل المصابين فوريا إلى غاية نقلهم إلى المستشفى المجهز لاستقبالهم، بعد أن تم اكتشاف نماذج للحشرة النقالة في منطقتي الغرب والقبائل. وذكرت الوزارة أن الإصابة بفيروس "زيكا" الذي هو مرض معدي ينقله بعوض حامل للداء تسبب في الوقت الراهن في انتشار وباء غير مسبوق بكل من أمريكا اللاتينية ومنطقة الكراييب. ونظرا لخطر هذا الفيروس، تتوقع منظمة الصحة العالمية انتشارا واسعا له، واصفة المرض "بالمهدد للصحة العمومية على نطاق واسع". للإشارة، فإنه ومنذ اكتشاف الفيروس في أوغندا سنة 1947، سجل ظهوره بالمناطق الإستوائية بافريقيا وآسيا. وفي ماي 2015 ظهر وباء هذا الفيروس بالبرازيل ثم توسع إلى بعض دول أمريكا اللاتينية وفي شهر ديسمبر من السنة نفسها سجلت الحالات الأولى بجزر غيانا والمارتينيك. وأصبح شبح انتشار الفيروس يخيم خارج حدود الدول التي ظهرت بها حالات الإصابة بعد حالات مستوردة بدول أوروبية وأمريكا الشمالية.