أطباء يؤكدون أن المرض لا يتعلق بأنفلونزا الخنازير ارتفعت أمس حصيلة ضحايا الانفلونزا الموسمية إلى 5 وفيات أعمارهم متراوحة بين 27 و70 سنة، بعد أن فشل الفريق الطبي العامل بمستشفى لخضر بوزيدي ببرج بوعريريج في علاجهم، مرجعين ذلك إلى طبيعة المرض المعقدة، لكنها ليست بأنفلونزا الخنازير كما روج لها. وتوفيت ليلة أول أمس، إمرأتان تبلغان من العمر 30 و50 سنة، لتلحقان بثلاثة أشخاص الذين لقوا حتفهم يوم الخميس الماضي متأثرين بنوعية المرض القاتلة، وفشل الفريق الطبي في تشخيصه صعب من تقديم العلاج في الوقت المناسب، خاصة وأن التحاليل تأخذ وقتا طويلا في ظل الاعتماد الكلي على معهد باستور بالجزائر العاصمة الذي لم يعد كافيا لاستيعاب الطلب المتزايد لإجراء التحاليل وتشخيص جميع الحالات المعقدة للأمراض المعدية عبر كافة ولايات الوطن . وأشارت مصادر طبية إلى أن عائلات الضحايا تلقوا عمليات تلقيح تجنبا لانتشار العدوى، مؤكدين أن الانفلونزا المنتشرة لا علاقة لها بفيروس أنفلونزا الخنازير "أش1 أن1"، لأن كل الأوبئة المتعلقة بالأنفلونزا الموسمية تعود إلى التركيبة البروتينية لهذا الفيروس، حيث يعرف فيروس الأنفلونزا الموسمية بأنه مرض خطير وغير خطير في الوقت نفسه، حسب تشكيلته الجينية التي تتغير في كل سنة، حيث يبتعد عن الفيروس الأصلي ويمكن أن تزيد تركيبته أو تنقص حسب تلك التغيرات إلى أن يصبح فيروسا غريبا وهذا يحدث كل عشر سنوات، ولما يدخل هذا الفيروس المجتمع يكون لقاحه بعيدا عنه بكثير، وفي هذه الحالات تنتشر فيه الأوبئة لأن الفيروس الأول مختلف عن الآخر، حيث يمكن أن يكون قاتلا، لاسيما عند الفئات الهشة لضعف جهاز مناعتهم. كما أن الأمر الذي زاد المرض خطورة هو الانخفاض المحسوس في درجة الحرارة لا سيما بالمناطق الجبلية التي تعرف برودة شديدة في فصل الشتاء وهو ما تم تسجيله، إذ أن الحالات المتوفية تقطن بمناطق متفرقة عبر ولاية برج بوعريرج ببلديات المنصورة وبرج الغدير وأولاد دحمان وبرج زمورة، وهي المناطق التي شهدت تساقطا معتبرا للثلوج قبل أيام، بالاضافة إلى أن أغلب الضحايا كانوا يعانون من مضاعفات صحية وأمراض مزمنة زادتهم الانفلونزا خطورة على وضعهم الصحي، في الوقت الذي كشفت فيه المصادر الطبية أن فيروس "أش 1 أن 1 " يكثر في المناطق التي تشهد احتكاكا بين المواطنين، وبالضرورة يكون في المدن وهذه الحالات سجلت في المناطق الجبلية، حيث تم استبعاد فرضية إصابتهم بفيروس أنفلونزا الخنازير . وأضافت مصادر من المستشفى المحلي ببرج بوعريريج أن عائلات الضحايا عبرت عن استيائها من التأخر المسجل في تشخيص المرض وانتظار نتائج التحاليل من معهد باستور التي أخذت وقتا طويلا، ما أدى إلى وفاة الضحايا قبل تشخيص المرض وهو ما جعلهم يطالبون السلطات بضرورة إنشاء مخابر أخرى من شأنها سد العجز والتخفيف من حدة الضغط على هذا المعهد الوطني الذي يستقطب كما هائلا من التحاليل الطبية يوميا.