قبل 6 أشهر كان غياني إنفانتينو يعمل في الظل كساعد أيمن لميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي ويدير عمليات سحب القرعة على الهواء مباشرة في مسابقات كرة القدم القارية. وبالكاد كان المسؤول حليق الرأس معروفًا للعامة كما كان يقف وراء محاولة معقدة لإلزام أندية أوروبا بالسيطرة على نفقاتها وهو ما تسبب في حالة ارتباك لرؤساء أندية وجماهير. لكن إنفانتينو اُنتخب اليوم الجمعة رئيسًا جديدًا للاتحاد الدولي (الفيفا) ليخلف سيب بلاتر وبات أحد صناع القرار في العالم. وكانت هذه قفزة عملاقة في مسيرة المسؤول السويسري المنحدر من أصول إيطالية. ودخل المحامي الذي يجيد التحدث بعدة لغات سباق الترشح لرئاسة الفيفا في وقت متأخر في أكتوبر الماضي قبل يوم واحد على غلق باب الترشح ليكون بديلا مؤقتًا لبلاتيني بعد خضوع الأخير لتحقيقات بسبب انتهاكات لميثاق الأخلاق. وفشل بلاتيني في اللحاق بسباق الترشح وعوقب بالإيقاف عن مزاولة أي نشاط متعلق باللعبة لمدة 6 سنوات ليحمل إنفانتينو على عاتقه آمال الكرة الأوروبية. وخلال الفترة الماضية زار إنفانتينو عشرات المدن ووفقًا لحساباته فإن عدد الأميال التي قطعها جعلته يحلق حول العالم 3 مرات. وقال إنفانتينو أثناء تقديمه بالجمعية العمومية للفيفا اليوم: "بدأت رحلتي من القاهرة في 27 أكتوبر وانتهت عند كيب تاون يوم الاثنين الماضي لذا هي رحلة من القاهرة لكيب تاون والعكس". وأضاف: "القدر قادني لهذه الرحلة..رحلة مشوقة ورائعة وقبل 5 أشهر لم أكن أفكر في الترشح لكن حدثت الكثير من الأمور." وفي الوقت الذي كان يلقي فيه إنفانتينو كلمته في زوريخ وعلى بعد 3 ساعات بالسيارة كانت تسحب قرعة دور16 في الدوري الأوروبي واذا لم يكن مرشحًا لرئاسة الفيفا لربما كان يشارك في مراسم سحب القرعة بمدينة نيون. وانضم إنفانتينو للاتحاد الأوروبي عام 2000 وترقى في المناصب حتى أصبح أمينًا عاما للاتحاد في 2009 وكان حاضرًا عند إعلان بلاتيني قواعد اللعب المالي النظيف. وصممت القواعد لعرقلة الأندية الغنية عن الشراء بدون حدود وعوقبت أندية بسبب إنفاق مبالغ يزيد عن حجم ايراداتها وقال إنفانتينو إن هذه القواعد أنقذت أندية أوروبية رغم انتقادات بمنع الأندية الأصغر من التطور. وسادت حالة من الارتباك بسبب طريقة تطبيق هذه القواعد وقال الاتحاد الأوروبي في البداية إنه قد يطرد الأندية غير الملتزمة بالقواعد من المنافسات الأوروبية بغض النظر عن مدى قوة هذه الأندية. ورغم توقيع عقوبات مالية وإلزام أندية بتقليص تشكيلاتها لم يعاقب أي نادٍ كبير بالاستبعاد من بطولة أوروبية. وكان إنفانتينو شاهدًا أيضًا على قرار زيادة عدد المنتخبات من 16 إلى 24 في بطولة أوروبا والخطوة المبتكرة بإقامةبطولة أوروبا 2020 في 13 مدينة مختلفة داخل القارة بدلا من اختيار دولة واحدة. ورغم أن الآمال معقودة على إنفانتينو لتطهير الفيفا فإن رحلة صعوده تحمل بعض أوجه التشابه مع سلفه بلاتر المعاقب بالإيقاف 6 أعوام بسبب انتهاكات لميثاق الأخلاق. ونشأ الاثنان في سويسرا وكانت مسيرتهما متواضعة في ممارسة اللعبة كهواة ويتقن كلاهما 5 لغات ودرسًا في الجامعة واستهلا حياتهما المهنية في المنطقة التي تتحدث بالفرنسية داخل سويسرا. وخلال حملته رفض إنفانتينو مزاعم انحيازه لأوروبا قائلا: "أنا لست مرشحًا أوروبيًا ولست مرشحًا عن الاتحاد الأوروبي وأشعر بأنني مرشح لكرة القدم". بلاتر يهنئ إنفانتينو قال السويسري جوزيف بلاتر الرئيس السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، الموقوف حاليًا، إن مواطنه جياني إنفانتينو هو خير خلف له على مقعد الرئاسة، حيث انضم بلاتر إلى قائمة المهنئين للرئيس الجديد. وفاز إنفانتينو بمقعد رئاسة الفيفا اليوم الجمعة من خلال الجولة الثانية من تصويت الجمعية العمومية للفيفا خلال اجتماعها الاستثنائي (كونغرس الفيفا) بقاعة مجمع "هالنستاديون" في مدينة زيوريخ السويسرية. وأشاد بلاتر 79/ عامًا/، الموقوف عن ممارسة أي نشاط يتعلق بكرة القدم لمدة 6 أعوام، بمواطنه إنفانتينو لما يتمتع به من "خبرة وممارسة ورؤية إستراتيجية ومهارات دبلوماسية." وقال بلاتر في بيان إن إنفانتينو: "يمتلك كل الإمكانيات لمواصلة عملي واستعادة استقرار الفيفا من جديد." ويخضع بلاتر، الذي ترأس الفيفا منذ عام 1998 واُنتخب في مايو 2015 لولاية خامسة قبل أن يعلن رحيله عن المنصب، للإيقاف 6 أعوام بقرار من لجنة القيم بالفيفا وهي نفس العقوبة التي يخضع لها الفرنسي ميشيل بلاتيني رئيس اليويفا. وأعلن إنفانتينو، الذي كان بمثابة الذراع الأيمن لبلاتيني باعتباره الأمين العام لليويفا، دخوله المنافسة على رئاسة الفيفا في أواخر أكتوبر الماضي نتيجة الإيقاف المؤقت الذي كان مفروضًا على بلاتيني حينذاك إثر تحقيقات جنائية تجريها السلطات السويسرية. وبعدها أوقف بلاتر وبلاتيني بقرار من الغرفة القضائية بلجنة القيم بالفيفا بتهمة انتهاك القوانين الأخلاقية ضمن قضية تحويل بلاتر لمبلغ "مثير للشبهات" قيمته مليوني فرنك سويسري (حوالي مليوني دولار) إلى بلاتيني في عام 2011 . كذلك قال توماس باخ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية إنه كان يتطلع إلى العمل مع إنفانتينو كرئيس جديد للفيفا. وقال باخ إنه: "في هذه الأوقات العصيبة التي تعيشها كرة القدم، أتمنى له التوفيق في تطبيق الإصلاحات التي أقرتها الجمعية العمومية للفيفا في اجتماعها الاستثنائي." كذلك ذكر وزير الرياضة الروسي فيتالي موتكو إن "كرة القدم العالمية بحاجة إلى شخص بهذه الاتجاهات العملية"، حسب ما نقلته وكالة أنباء "تاس" الروسية. وقال موتكو، الذي يرأس أيضًا الاتحاد الروسي لكرة القدم واللجنة المنظمة لكأس العالم 2018 ببلاده، إن روسيا "دعمته (إنفانتينو) منذ البداية."