أكد وزير تهيئة الاقليم والبيئة والسياحة شريف رحماني بالجزائر على ضرورة انتهاج البلدان الافريقية سياسات واضحة للنهوض بالسياحة في بلدانها مع مراعاة كل بلد لخصوصياته . وأوضح رحماني في كلمة القاها، أمس في افتتاح اشغال الدورة ال50 للجنة المنظمة العالمية للسياحة من اجل افريقيا ان هذا المسعى يندرج في اطار "عامل التحكم في مسار التنمية السياحية في ظل التخطيط الصارم ونظرة مبتكرة واسترتيجية للترقية السياحية بدول المنطقة". واعتبر ان اللجوء الى التخطيط كنمط من نمط الحكم الراشد والنظرة المبتكرة يرميان الى تامين السياحة بالقارة السمراء وتحقيق الازدهار في ظل عناصر الاستدامة. ويتحقق ذلك ايضا - يضيف الوزير - في ظل السعي المتواصل نحو الاستجابة لحاجيات الاسواق الوطنية والتوازنات الايكولوجية والبيئية للاقاليم والمقومات السوسيو ثقافية للاهالي المستقبلة للسواح. وأشار الى ان تقليد تجارب السياحة الدولية يؤدي بافريقيا الى "الانسلاخعن روحها مما يقلل من جاذبيتها التي ترتكز على الاصالة"ودعا رحماني من جهة أخرى الى توفير التقنيات الحديثة العهد فيمجال الاعلام والاتصال وتسخيرها بصفة واسعة ودائمة في التعريف والترويج بالمنتوج السياحي الافريقي خصوصا وان نسبة 50 بالمئة من المبادلات السياحة العالمية تتم عبر شبكة الانترنت. وابرز الوزير اهمية اعداد برامج سياحية تتماشى والميولات والرغابات والاذواق المتجددة للسواح مثل السياحة الجوارية التي تهدف الى تمكين السواح من تقاسم تجارب انسانية جديدة مع الاهالي المستقبلة لهم و السياحة الايكولوجية التي يتزايد عليها الطلب مع بروز صناعة سياحية خضراء. والح على وجوب الاعتناء بتطوير السياحة الداخلية لانها ترمي --كما قال-- الى تغطية حاجيات المواطنين من العطل والترفيه وتعد ايضا محركا اساسيا للسياحة العالمية من خلال انتشار الثقافة السياحية داعيا الدول الافرقية التى تتقاسم الحدود المشتركة الى تعزيز التعاون بينها في اطار شراكة رابحة. واكد في نفس الوقت اهمية اعداد دراسات حول الاسواق السياحية و القيام بحملات اتصالية احتارافية متطابقة مع خصوصية كل سوق و الاستثمار في العنصر البشري لتحسين الخدمات و جعلها ذات جودة و نوعية رفيعة. وفيما يتعلق بالجهود التي بذلتها الجزائر لتطوير وترقية السياحة في السنوات الماضية ذكر رحماني بالمخطك التوجيهي للتهيئة السياحية الى افاق 2030 والذي يرتكز -كما اوضح- على 5 حركيات ترمي الى تثمين المقصد السياحي الجزائري وتنظيم الاقطاب السياحية ذات الامتياز وبناء قرى سياحية. كما تهدف هذه الحركيات الى بعث مخطط الجودة للسياحة الجزائرية والحفاظ على التكامل السياحي والشراكة مع كل الفاعلين و وضع مخطط تمويل لمرافقة المستثمرين. وقد تم التوقيع على برنامج تعاون للفترة 2010-2015 بين الجزائر و المنظمة العالمية للسياحة على هامش الاجتماع ال50 للجنة المنظمة العالمية للسياحة لافريقيا 17-19 ماي. وتمت الاشارة الى ان هذا البرنامج الذي وقعه وزير التهيئة العمرانية والبيئة و السياحة شريف رحماني و الامين العام للمنظمة العالمية للسياحة طالب الرفاعي هو "اتفاقسة على المدى القصير و الطويل". وقال الامين العام للمنظمة العالمية للسياحة للصحافة على هامش حفل التوقيع على هذا البرنامج ان هذا الاخير يتمحور حول ثلاثة محاور "اساسية" منها التسويق وتحسين القدرات و امكانيات الجزائر للارتقاء الى مستوى سياحي مهم و التكوين. واوضح ان الامر يتعلق بترقية الموارد الانسانية من خلال التكوين و اعادة تأهيل مؤسسات و مدارس السياحة في الجزائر بهدف تكوين اطارات من المستوى العالمي في مجالات المصالح و الخدمات السياحية. كما اكد الرفاعي ان المنظمة العالمية للسياحة التي تملك شبكة عالمية و جامعات في التكوين و التي تعتبر الجزائر عضوا فيها ستقدم مساعدتها للجزائر بمقتضى هذا البرنامج.