لم يكن يتوقع شابان في عقدهما الثالث ينحدران من منطقة بن طلحة ببلدية براقي بالعاصمة، أن نقلهما لصور خاصة بزعماء التنظيمات الإرهابية بينهم أسامة بن لادن الزعيم الأسبق لتنظيم القاعدة وخليفته أيمن الظواهري والاحتفاظ بها بذاكرة الهاتف النقال لأحدهما سيوقع بهما في تهم ثقيلة تتعلق بالإشادة بالأعمال الإرهابية والانتماء إلى جماعة إرهابية تنشط بالخارج. وجاءت متابعة المتهمين بعد توقيف أحدهما المدعو "ش. ع" وهو سائق شاحنة لنقل البضائع لدى مؤسسة خاصة، على مستوى محطة الميترو على مستوى خليفة بوخالفة، وبإخضاعه لعملية التفتيش الروتينية والملامسة الجسدية تم تفتيش هاتفه النقال ليعثر به على صور فوتوغرافية تخص الزعيم الأسبق لتنظيم القاعدة وخليفته أيمن الظواهري وليث الليبي، إلى جانب صور أخرى تخص الجماعات الإرهابية بالشيشان وأخرى للجيش السوري، إلى جانب فيديوهات وخطب وأناشيد إسلامية تحريضية تحث على الجهاد، التي قام بتحميلهما ببطاقة ذاكرة في مقهى للأنترنت وظل محتفظا بها مدة 20 يوما إلى غاية توقيفه، حيث أكد أنه تلقى المساعدة من قبل مسير مقهى الأنترنت الذي جرت متابعته هو الآخر في قضية الحال ويتعلق الأمر بالمدعو "ه. ر" لتنسب لهما جناية الإشادة بالأعمال الإرهابية والانتماء إلى جماعة إرهابية تنشط بالخارج وعلى أساسها التمس لهما ممثل النائب العام عقوبة 10 سنوات سجنا نافذا، غير أن المتهمان أنكرا الادعاءات المنسوبة إليهما جملة وتفصيلا، حيث أكد المتهم الأول أنه قصد مقهى الأنترنت لتحميل صور خاصة بالكلاب التي يعمل على ترويضها وهناك لفت انتباهه صور إرهابية ليحاول التقاطه دون قصد جنائي أو استغلالها لغرض آخر، وذلك بعدما سبق له أن أكد أمام الضبطية القضائية بأنه عثر على بطاقة ذاكرة ملقاة بالأرض داخل مقهى الأنترنت ليأخذها دون إخطار صاحب المحل، ليتراجع ويؤكد بأنه هو من حاول نسخ تلك الصور والفيديوهات المتابع لأجلها وبعد عجزه استنجد بالمتهم الثاني مسير مقهى الأنترنت الذي رفض مساعدته في بادئ الأمر بحجة أن الأمر مجرم قانونا قبل أن يقدم له يد المساعدة بعد إلحاح من المتهم الثاني واستمر في مساعدته على مدار عدة أيام. من جانبه، أبدى المتهم حسن نيته، نافيا علمه بأن تداول تلك الصور ممنوع، كما فند تحميله لفيديوهات تحريضية للجهاد، غير أنه وبعد المداولات القانونية نال المتهمان براءتهما بعدما قضيا 13 شهرا سجنا خلف قضبان المؤسسة العقابية.