بدأ المبعوث الدولي إلى سوريا ستفان دي ميستورا مباحثات جنيف3 بلقاء مع وفد النظام السوري قبل لقاءات أخرى مع الأطراف المشاركة في المحادثات، وعبر عن أمله أن تنتهي المحادثات بخريطة طريق، وقد أكد رئيس وفد النظام بشار الجعفري أنه أجرى محادثات بناءة مع المبعوث الأممي. وقال دي ميستورا في مؤتمر صحفي قبيل الجلسة الأولى مع وفد النظام إن المحادثات ستكون من ثلاث جولات، ستنطلق الأولى منها اليوم وتستمر عشرة أيام وبعدها ستكون هناك استراحة في الرابع والعشرين من الشهر. ووفقا للمبعوث الأممي ستعقب ذلك المرحلة الثانية ثم استراحة ثم المرحلة الثالثة و"في النهاية ستكون هناك خريطة طريق واضحة وليس اتفاقا، وشدد على أن المحادثات الحالية تمثل "لحظة الحقيقة" وأن النقطة الأساسية فيها هي الانتقال السياسي. وأكد المبعوث أنه سيرد القضية إلى روسيا والولايات المتحدة ومجلس الأمن، إذا لم يكن هناك استعداد من الأطراف السورية للتفاوض في محادثات جنيف. وأضاف أن "جدول الأعمال وضع استنادا إلى القرار الدولي 2254 وفي إطار توجيهات إعلان جنيف بالطبع"، دون أن يذكر تفاصيل إضافية عن جدول الأعمال. وحذر المبعوث الدولي من أن البديل عن عدم نجاح المفاوضات هو استمرار الحرب، مشيرا إلى أن "الخطة ب" الوحيدة المتاحة هي العودة إلى الحرب، وربما إلى حرب أسوأ مما هي اليوم على حد تعبيره. استمرار الخلاف من جهته قال رئيس وفد النظام في المفاوضات بشار الجعفري إنه طرح أفكارا ورؤى على دي ميستورا بموجب العناصر الأساسية للحل السياسي، مؤكدا أنه أجرى محادثات إيجابية وبناءة مع المبعوث الأممي. وأكد الجعفري للصحفيين أن وفد النظام قدم وثيقة بعنوان "العناصر الأساسية لحل سياسي" إلى دي ميستورا، مشيرا إلى أن المحادثات يجب أن تكون دون تدخل خارجي وبدون شروط مسبقة من أجل التوصل إلى حل "سوري سوري" على حد تعبيره. ويأتي اللقاء بين وفد النظام إلى جنيف والمبعوث الدولي في إطار الجلسة الأولى من المفاوضات غير المباشرة. ويفترض أن يجتمع في وقت لاحق مع وفد المعارضة وكبير مفاوضيه محمد علوش، وهو أيضا الممثل السياسي لفصيل "جيش الاسلام". وتعقد المفاوضات وسط تباين كبير في وجهات النظر بين طرفي النزاع، لكن في ظل اتفاق لوقف الأعمال القتالية صامد إجمالا منذ 27 فيفري. ويستثني الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين موسكو وواشنطن ولقي دعما من مجلس الأمن، تنظيم الدولة الاسلامية وجبهة النصرة. ويشكك كثيرون في إمكانية تحقيق تقدم سريع في المباحثات، ويبقى مصير الرئيس السوري بشار الأسد نقطة الخلاف المحورية بين الطرفين. إذ تتمسك المعارضة بأن لا دور للأسد في المرحلة الانتقالية، في حين يصر النظام على أن الرئيس "خط أحمر". وكان وفد المعارضة السورية قد أكد أمس الأحد مجددا بعيد وصوله إلى جنيف على ضرورة تشكيل هيئة للحكم الانتقالي يستبعد منها الأسد تماما. وقال عضو وفد المعارضة سالم المسلط إن الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة السورية لن تقبل بحكومة وحدة وطنية يكون الأسد فيها رئيسا. وتعترض دمشق بشدة على مناقشة هيئة الحكم الانتقالية، وتقول إن المعارضة تسيء تأويل بيان جنيف1في ما يخص عملية سياسية انتقالية محتملة. وفي موسكو، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن المفاوضات يجب "أن تشمل جميع قوى المعارضة". ويطالب الروس بإشراك ممثلين عن الأكراد في المفاوضات، الأمر الذي ترفضه الهيئة العليا للمفاوضات وتركيا الداعمة للمعارضة.