وزير الاتصال يصرح وهو في كامل قواه ''الإعلامية'' أنه لا توجد كفاءات في الصحافة الجزائرية، وهو ما يعني بعبارة و''مرارة'' أخرى أن تجربة ومغامرة عشرين عاما من التعددية الإعلامية، لم تنتج لنا سوى زخم من الصحف الفارغة التي تبيع الريح وتكسب الريع في سوق لا يختلف كثيرا عن أي دكان أو مقاولة تجارية متخصصة في ''تبييض'' الأخبار بدلا من الأموال· نقرّ يا معاليك بأن في اعترافك بعضا من الحقيقة، فالصحافة الجزائرية لا تمتلك الكفاءات والسبب لا علاقة له بالتكوين ولا بمسارات الدراسة، وإنما بجوهر المشكلة الذي حول مشاريع صحفيين كبار إلى مروّجي ''هلوسة'' إعلامية بناء على متطلبات سوق ''العجز'' والطلب الذي جعل من سلطة رابعة ''سلاطة'' رابعة يتمتع بها المسؤولون إذا ما تصدرت واجهاتها صورهم ''النيرة'' والكريمة· فنحن يا أيها الوزير لا تنقصنا الكفاءة فقط ولكن ينقصنا الإيمان بأن الصحافة يمكنها يوما أن تحرك ''ميرا'' أو غفيرا من مكانه·الصحافة التي تطبع يوميا أطنانا من ورق الفضائح والرزايا، والصحافة التي تطبخ يوميا صورا عن سقطات بن بوزيد وولد عباس وغيرهم من أشاوس الحكومة، والصحافة التي تسطع يوميا بما يسمى سبقا إعلاميا، ثم تفاجأ في اليوم الموالي بأن أطنان الورق قد تحولت إلى لباس لسمك الأسواق الشعبية، صحافة بلا كفاءة ولا جدوى أو عدوى، فقط ديكور لازم لديمقراطية مأزومة أفرزت لنا واقعا عن صحافة لم تعد سلطة رابعة ولكن ''سلاطة'' رابعة يستطعم مذاقها مسؤولون لا يهمهم أن يقرأوها بقدر ما يهمهم أن تكون ظلا يلازم مواكبهم·· فمهلا يا سيد ''مهل''، فالخرافة الإعلامية أكبر من مبرر الكفاءة المعدوم·