!تقديم الكلاب بين الزعماء الكبار تقليد يدخل في باب الدبلوماسية على الأقل كما فهمنا في لقاءات بوش أمريكا مع بوتين روسيا، لكنه يغيب بين القادة العرب فما السبب؟في مذكرات بوش الصادرة مؤخرا أورد هذا الأخير أنه قدم كلبه للرئيس الروسي الأسبق فلاديمير بوتين (رئيس الوزراء حاليا) في مكتبه بالبيت الأبيض، وقام هذا الأخير بالمثل حينما زار بوش الكرملين متباهيا بأن كلبه أكبر!تربية الكلاب موضة غربية بامتياز تنتشر بين الكبار والصغار معا، ولا يوجد تقريبا رئيس في أمريكا إلا وكان كلبه ثالثهم بعد زوجته المصون·أما تربية الكلاب عند العرب فهي وقف على الأثرياء دون الفقراء مع استثناء الرعيان بالطبع لحراسة الأغنام، والذين يخشون أولاد الحرام فلهم شأن مع الدوبرمان وهو فصيلة من الكلاب الشرسة المخصص للحراسة!وحين تصبح حقوق الحيوان في الغرب الرأسمالي ضمن الأولويات التي تدخل في اهتمامات الجمعيات بعد تكريس حقوق الإنسان إلى حدود مقبولة، ولا يحدث ذلك في المجتمعات العربية التي تعتبر الديمقراطية وحقوق الإنسان ترفا أمام موضوع الخبز والحليب، فإن ذلك يعكس فجوة عميقة بين الطرفين تزداد حدة مع تصاعد التيار المعادي للعرب والمسلمين عند الطرف الأول، وانغلاق مجتمعات وأفراد على أنفسهم مع إحياء كل فكر سالف وتالف!وهذا واحد من الأسباب التي تجعل أوضاع المهاجرين والحرافة كوضع كلب ''عربي'' عندنا كلما حل أو ارتحل استقبل بالحجارة والسب!وعندما تصبح الجمعيات الأوروبية نفسها في مقدمة الجمعيات المدافعة عن حقوقنا في أوطاننا أو حقوق المهاجرين في حدها الأدنى كما هو في حصار غزة والمساجين السياسيين في دور إعادة التربية العربية كما تسمى، فإن إنقاذ الجمعيات الوطنية المتخصصة في هذا المجال من كاهل سلطات تتذرع بألف ذريعة لصد أي عمل في هذا الاتجاه يتطلب على الأقل تعميم التجربة الأوروبية من أولها، إما بتربية كل واحد منا كلبا يتعلم منه الوفاء أو قطا يتعلم منه الصيد وليس النوم والصدقة بما فيها أن تعطى له الحرية على طبق من ذهب أو يزرع وردة أو شجرة إن أمكن مع صيانتها بأدب فهذا يعلّم الاحترام على أن يكون شعاره: إذا ضاع الصحاب رب الكلاب، ولا تضرب الكلب حتى تعرف ''مولاه'' أي صاحبه!