زوار المعرض اعتبروا نسبة الفائدة مبالغ فيها وسعر السيارة مرتفع جدا بداية محتشمة تلك التي عرفها مسار إعادة إطلاق القروض الاستهلاكية منذ 3 أشهر، وبعد أن جمدت لمدة 6 سنوات كاملة لا يبدو المواطن الجزائري اليوم متحمسا لتمويل مشترياته عبر القروض الاستهلاكية والسبب تنوَّع بين من استطلعت آراءهم "البلاد" أمس في أروقة صالون السيارات بين تحريم علماء الدين لهذا النوع من المنتجات البنكية ونسبة الفائدة المبالغ فيها "9 بالمئة"، ضف إلى ذلك تأخر البنوك في إطلاق عروضهم بهذه الصيغة من القروض -عدا بنكين فرنسيين - دون نسيان محدودية وضآلة المنتجات المعنية أصلا بهذه العملية. ولم نلاحظ أي اصطفاف لزائري الطبعة ال"19" لمعرض السيارات الدولي بقصر المعارض أمام القسم التجاري الذي خصصته علامة "رونو" حصريا لاستقبال الزبائن الراغبين بالاستفادة من القرض الاستهلاكي على نموذج السيارات الوحيد المؤهل لذلك "سامبول ماد إن بلادي"، رغم عروض الشركة الفرنسية التي وعدت بتسليم السيارة بعد أسبوع من تقديم طلب عليها. وحسب كمال بن كريد وهو مسؤول المبيعات بجناح "رونو الجزائر" في المعرض، فإن النماذج المطروحة في الصالون للبيع بهذه الصيغة البنكية هي كل من "سامبول إكسترام" المجهزة بمحرك استهلاك 1.2 بنزين وسعرها دون احتساب الفائدة عن القرض هو 130 مليون سنتيم و82 ألف دج والعرض الآخر هو "سامبول إكسترام" المجهزة بمحرك استهلاك 1.6 بنزين ويبلغ سعرها دون احتساب الفوائد 140 مليون سنتيم و22 ألف دج على أن يكون الشطر الأول 30 بالمئة من السعر الإجمالي للسيارة. وأكد المسؤول أن "سامبول" جذبت اهتمام العديد من زوار الملف وهناك المئات منهم من قدم طلبات للحصول عليها بعد 4 أيام من افتتاح الصالون ولكن الواقع لا يدل على ذلك، فالقسم التجاري لم يكن يعج بالمواطنين، على غرار الطبعات السابقة رغم عدم توفر إمكانية الشراء عبر القروض الاستهلاكية آنذاك. وللتعرف على الأسباب، تقربنا من بعض المواطنين في الجناح ذاته، أين رد علينا أحد المواطنين في الخمسينات من العمر قائلا عن سبب تردده في شراء "السامبول" إن" سعرها لا يتناسب مع نوعيتها فقبل سنوات نعدها على الأصابع كان سعر هذا الموديل لا يتجاوز 80 مليون سنتيم، أفضل الإبقاء على سيارتي الحالية فهي من نوعية أفضل وعلى ما يبدو أرخص ثمنا"، وأضاف زائر آخر حول ما إذا كان يفضل شراء السيارة عبر القروض الاستهلاكية "إن نسبة فائدة ب9 بالمئة مبالغ فيها، لن أخاطر بأن أشتري سيارة ثم أغرق في الديون"، فيما قال أحد الشباب القادم من ولاية سطيف "يمكن أن يتجاوز سعر السيارة باحتساب الفائدة 160 مليون سنتيم وعند هذا السعر هنالك أنواع أخرى من السيارات أكثر تنافسية من السامبول".