انضمت أمس، قناة "فرانس 24" إلى "الحملة الإعلامية الفرنسية المعادية للجزائر" من خلال خطوة استفزازية جديدة باستضافتها المدعو فرحات مهني، زعيم ما يعرف بحركة انفصال منطقة القبائل الذي أعلن ولاءه "للحركة الصهيونية العالمية" وقدّمته بصفته "رئيسا للحكومة القبائلية المؤقتة". ودشّنت وسائل الإعلام الفرنسية أمس، فصلا جديدا في تعاطيها مع الشأن الجزائري "انتقاما للنتائج الهزيلة" التي عاد بها الوزير الأول الفرنسي، مانويل فالس إلى باريس بعد زيارته إلى الجزائر بمناسبة انعقاد اجتماع الدورة الثالثة للجنة الحكومية المشتركة رفيعة المستوى الجزائرية الفرنسية. فبعد مقال جريدة "لوموند" التي تعمّدت إدراج صورة للرئيس بوتفليقة على صدر صفحتها الأولى خلال تغطيتها لفضيحة "وثائق بنما" ، ثم قيام الوزير الأول الفرنسي بنشر صورة غير أخلاقية للرئيس بوتفليقة عبر صفحته الشخصية في "تويتر" وتناقلتها جل وسائل الإعلام الفرنسية بطريقة مسيئة، جاء الدور على قناة "فرانس 24" التي انخرطت أمس "رسميا" في الحملة واستضافت المدعو فرحات مهني، زعيم ما يعرف بحركة انفصال منطقة القبائل. ورغم أن باريس تدرك أكثر من غيرها أنّ مواقف مهني لا تلقى التأييد السياسي والشعبي حتى في منطقة القبائل نفسها إلا أن القناة الرسمية، الممولة من وزارة الخارجية الفرنسية، لم تتوان، في هذا الظرف الموسوم بتوتر في العلاقات بين البلدين في مخاطبة المعني وتقديمه على شاشتها على أنه رئيس "الحكومة القبائلية المؤقتة" في انحراف إعلامي ودبلوماسي غير مسبوق. ومعروف أن بعض وسائل الإعلام الفرنسية دأبت على تغطية "كل نشاطات" مهني الذي أعلن مرارا ولاءه واستنجاده ب"الحركة الصهيونية العالمية". وردا على خطوة "فرانس 24" التي تأتي في أجواء متوترة، أدانت أحزاب سياسية كثيرة هذه الخطوة، واعتبرتها "محاولة يائسة من أوساط فرنسية لزعزعة استقرار البلد"فيما رفضت أخرى حتى الخوض في الموضوع لأن "هذا الشخص (فرحات مهني) نكرة ولا يحتاج حتى لتقييمه برد". ويعد فرحات مهني، وهو في الأصل مغني قبائلي شعبي، اعتزل الموسيقى ليعتنق "سياسة التفرقة والتمييز العرقي واللغوي"، وأحد من النشطاء الذين ظلوا وما يزالون يكنّون عداء فاضحا للغة العربية والثقافة العربية الإسلامية، ومن المطالبين بإلغاء بنود من الدستور الجزائري بالأخص مواده التي تنص على أن الإسلام دين الدولة. وليس غريبا أن يلقى فرحات مهني، الدعم الإعلامي وحتى السياسي من فرنسا التي لعبت زمن احتلالها الجزائر على "ورقة البربر" أملا في إضعاف المقاومة ومن بعدها الثورة التي انخرط فيها الجزائريون جميعا عربا وأمازيغ، وهي فرنسا التي تحتضن منذ العام 1963 الأكاديمية البربرية، وتستقبل على أرضها الكثيرين من أمثال فرحات مهني فيما يشبه تحالفا استراتيجيا فرانكو - أمازيغي في مواجهة دعاة العروبة والإسلام، ويبرز جزء من هذه الاستراتيجية في تنامي التنصير بمنطقة القبائل بدعامة فرنسية، وهو ما دفع وزارة الشؤون الدينية، إلى شن هجوم على الكنيسة البروتستانتية بمرسيليا واتهامها بإعداد وطبع أطنان من الإنجيل والكتب التنصيرية بهدف تسويقها في الجزائر.