يدعي الكثير من المتنصرين والجمعيات التبشيرية أن هنالك أقلية مسيحية في الجزائر تتعرض لمختلف أنواع الاضطهاد، واتخذت من القانون الذي سنته الحكومة لتنظيم الشعائر الدينية لغير المسلمين شماعة للترويج لمثل هذه الأقاويل العارية عن الصحة، بل استغلوا مختلف المنابر الدولية من أجل الضغط على الجزائر في هذا الباب. 6 أشخاص يعتنقون النصرانية يوميا بالمنطقة يؤكد محمد الحسن أكيلال عضو اللجنة الوطنية للدفاع عن الدين الإسلامي بجمعية العلماء المسلمين أن المتنصرين الجدد في بلاد القبائل هم من يضطهدون مسلميها، من خلال منعهم من بناء المساجد، مفندا الأصوات التي تقول إن الظاهرة مست كامل التراب الوطني، موضحا أن حملة التنصير قابعة بمنطقة القبائل وهذه الأصوات لأجل تشتيت جهود القضاء على الظاهرة، كاشفا أن المنطقة تسجل يوميا اعتناق من 5 إلى 6 أشخاص للمسيحية. وقال محمد الحسن أكيلال ل '' الحوار'' : '' أنا ابن منطقة القبائل وعشت وترعرعت فيها، ولا زلت أتردد عليها وأنا بصدد تحضير كتاب حول ظاهرة التنصير في منطقة القبائل، والحقيقة أني اصطدمت بالحملة الشرسة للناشطين المنصرين '' ، مضيفا '' لقد أعدوا لها العدة وللأسف ما حفزهم على تنفيذ الخطة وتوسيع الحملة في المنطقة الظروف الاجتماعية المزرية التي يتخبط فيها أبناء المنطقة '' . ويرى أكيلال '' أن الهدف من رواء هذه الحملة التنصيرية في الجزائر هو محاولة بينة ومفضوحة من أطراف أجنبية لإحداث معارضة داخلية وأقلية يجعلون منها جسرا سهلا لهم للتغلغل إلى الجزائر وفرض التدخل بحجة حمايتهم '' ، متهما في هذا السياق الناشطين في التنصير بأنهم '' عملاء ومخابرات إسرائلية موسادية ونواياها مبيتة لإحداث أقلية في الجزائر تستطيع بها دس أنفها في أي لحظة بحجة الدفاع عن حقوق هذه الأقلية لرفع الغبن عنهم والاضطهاد مثلما نتهم اليوم '' . سياسة تحت غطاء الدين وفي سياق متصل تساءل عضو جمعية العلماء المسلمين عن الانتقادات اللاذعة التي وجهت إلى الجزائر واتهامها باضطهاد المسيحين، مشيرا إلى أن مسلمي منطقة القبائل هم المضهدون بعدما أعيقوا عن بناء المساجد، مضيفا في السياق نفسه '' الجزائر غير ملزمة بإعطاء الكنيسة البروتستانتية الإنجيلية الاعتماد لأنها مؤسسة تابعة للحركة الصهيونية، والجزائر لا يمكن أن تمكّن هذه الحركة من الغوص في مجتمعنا ''. وكشف اكيلال أن الشباب الذين تخلوا عن دينهم ينقسمون إلى ثلاثة أصناف، هم شباب مسلمون بالوراثة ويجهلون جهلا كليا تعاليم ديننا الحنيف، وشباب منتقم لأمازيغته، وآخر يعيش ظروفا اجتماعية صعبة. مؤكدا في هذا الصدد أن الفقر أحد الأسباب المباشرة في اعتناق الشباب المسلم لهذا الدين، قائلا '' الناشطون يتصيدون الشباب الفقير والمعوز والمتعطش للعمل والذي يتخبط في أحلك الظروف الاجتماعية، فيذهبون إلى إغرائهم. كما يتصيدون الشباب الذي يعيش حالة الفراغ الروحي ويضربون على الوتر الحساس بمساندتهم على ترسيم اللغة الأمازيغية ومسألة الاستقلال الذاتي المزعوم الذي يدعو إليه فرحات مهني الذي يتظاهر حسبه أنه بروتستانتي إنجيلي لتحقيق أغراضه وهو في الأصل شيوعي تروتسكي يستعمل التنصير لأغراض سياسية. مردفا أن المنصرين يدخلون من باب الفقر المدقع الذي يلف كل شباب المنطقة من كل الجوانب، لذا سهل عليهم عملية استمالهم للديانة، لافتا إلى أن بعض الشباب القبائلي الحاقد على الإسلام لفق له تهمة عدم ترسيم الأمازيغة لذا يدخلون المسيحية ظنا منهم أن هؤلاء الناشطين سيمكنونه من تسجيل الهدف. وقال محمد الحسن أكيلال '' إن المسيحية قطعت صلة الرحم بين أفراد العائلة الواحدة، وأعرف عن قرب عائلة كلها اعتنقت المسيحية ماعدا الأب، وقد تمخض عن هذا رفض الأب البقاء مع أبنائه المسيحين الجدد والفرار من البيت العائلي '' . وعن دور الجمعيات والخيرين لمقاومة نشاط المنصرين كشف أكيلال أنه قد تم على مستوى جمعية العلماء المسلمين استحداث لجنة وطنية للدفاع عن الدين الاسلامي، نحاول من خلالها - يقول عضو اللجنة - إنارة عقول شبابنا وإعادتهم إلى جادة الصواب دقا لناقوس الخطر بشأن استفحال الظاهرة في منطقة القبائل لاسيما منطقة تيزي وزو، واصفا أن الوضع بات خطيرا ومقلقا، وبات ضروريا تكاثف الجهود لأجل التصدي لهذه الظاهرة وحماية الشباب من التنصير. كاشفا أن عدد الكنائس في منطقة القبائل وصل إلى 38 كنيسة، وأنه يوميا يدخل في المنطقة بين 5 إلى 6 أشخاص في المسيحية، ونحن كجمعية - كما أردف - نبذل قصارى جهودنا، وقد تمكنا من إعادة إلى الصواب مؤخرا فقط 10 أشخاص، غير أن هذا لا يكفي إلا إذا تكاتفت الجهود، وتم التنسيق بين الجمعية والمجتمع. التنصير ظاهرة محدودة وفند الأصوات القائلة إن ظاهرة التنصير مست كل التراب الوطني، مؤكدا أن هذه التصريحات لا أساس لها من الصحة وأن الظاهرة قابعة على مستوى منطقة القبائل وما يحدث من تنصير هناك أغرب من الغرابة نفسها، لذا الترويج لظهارة التنصير أنها بلغت كل ولايات الوطن ورقة مفضوحة حتى لا ينتبه المجتمع والمعنيون لما يحدث في تيزي وزو وبجاية، بدليل يواصل محمد الحسن أكيلال فتح مركز لتكوين القساوسة، والأخطر أن المركز أرسل بعثات إلى فرنسا اين يقطن الجزائريون الأمازيغ لأجل الانطلاق في عملية تنصيرهم. وعن دور الجهات المعنية للتصدي لهذه الحملة التنصيرية الشرسة قال أكيلال '' لا يمكن للحكومة وحدها أن تحد من الظاهرة والمسؤولية مسؤولية المجتمع '' ، مجددا تأكيده أن ما يحدث في الجزائر خطة لتنفيذ مخطط الغرب في الهيمنة على العرب، منها الجزائر ومستحضرا جزءا من الخطاب السري للرئيس الأمريكي جيمس في 27 جوان 1977 الذي أعلن أمام الناشرين عن استراتيجيته الجديدة للسيطرة على العالم ابتداء من السيطرة على منطقة البحر الأبيض المتوسط، مردفا أنه جاء في الفقرة '' هنا تقتضي الضرورة إلى استعمار كل من الصومال والعراق والجزائر '' ، مشيرا إلى أن اسم ليبيا لم يرد في الفقرة لأنها تعرضت بعد شهر فقط لهجوم من قبل مصر.