تعرضت أسعار النفط لصدمة جديدة، بعد أن تراجعت بأكثر من خمسة في المائة، على خلفية فشل كبار منتجي النفط في العاصمة القطرية الدوحة للتوصل إلى اتفاق على تجميد إنتاج النفط، وأتى هذا الانهيار بعدما اختتم ممثلو 18 دولة من كبار منتجي النفط أول أمس، مشاوراتهم في الدوحة لبحث تجميد الإنتاج، دون التوصل إلى اتفاق. وحسب بيانات أسواق النفط، فقد انخفضت العقود الآجلة لخام برنت "سعر القياس بالنسبة للبترول الجزائري" نحو ستة بالمائة في التعاملات المبكرة أمس الاثنين قبل أن تتعافى إلى 42.14 دولارا للبرميل بحلول الساعة الثالثة ونصف بعد الظهر بتوقيت غرينتش لكنها ما زالت منخفضة ب 4.2 بالمائة عن سعر آخر تسوية. وهبطت العقود الآجلة للخام الأمريكي 4.63 بالمائة إلى 38.49 دولارا للبرميل. إذ خسر برميل غرب تكساس الوسيط، تسليم ماي، دولارين وعشرين سنتا أي 5.45 % عن سعر إغلاق الجمعة ليبلغ 38.16 دولار، في حين خسر برميل برنت، تسليم جوان، دولارين و23 سنتا أي 5.17 % ليبلغ 40.87 دولارا. وتحتاج الجزائر متوسط سعر نفط سنوي لا يقل عن 45 دولارا للبرميل إن هي أرادت تفادي عجز في موازنتها ورغم تقتراب الأ سعار من هذا الرقم في الأيام الأخيرة تأثرا بتوقعات إيجابية لمخرجات اتفاق الدوحة، لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن ففرقاء النفط لم يتفقوا لأسباب هي أقرب أن تكون سياسية منها تقتصادية وخيب اجتماع الدوحة كل الآمال المعلقة به بعد أن طالبت السعودية وهي أكبر منتج للنفط في أوبك، مشاركة جميع أعضاء أوبك في اتفاق التجميد بما في ذلك إيران التي غابت عن الاجتماع، وهددت الرياض بزيادة كبيرة في الإنتاج في حال عدم التوصل إلى اتفاق.وفي وقت سابق، أعلنت إيران رفضها تجميد الإنتاج في إطار سعيها لاستعادة حصتها السوقية بعد رفع العقوبات الدولية التي كانت مفروضة عليها في جانفي. وشارك في اجتماع الدوحة 16 دولة من منتجي للنفط من أعضاء أوبك وخارجها ولكن الخلافات السعودية الإيرانية فوتت فرصة إعادة الاستقرار لأسواق النفط. وتوقع بنك جولدمان ساكس، هبوط أسعار النفط بعد فشل اجتماع الدوحة حتى 35 دولارا للبرميل في المتوسط خلال الربع الحالي.