وهي التي لم تخرج عن خانة'' الشكر'' و''العرفان'' للقيادة السياسية التي جسدت برنامج الرئيس على أرض الواقع، في وقت تعدتها عند البعض إلى ''التحذير'' من انتشار فيروس الفساد داخل المؤسسات الوطنية وضرورة معالجة هذا الداء قبل أن يستشري داخل الجزائر وعندها يصعب البحث عن الدواء·وشدت المجاهدة زهرة ظريف بيطاط أنظار الحضور، أمس، حين خاطبت الوزير الأول أحمد أويحيى في ختام جلسة مناقشة برنامج السياسة العامة للحكومة، مطالبة إياه بمنح اهتمام خاص بالاحتفالات المخلدة لمرور نصف قرن على استقلال الجزائر·''سيدي الوزير الأول لا تتركوا هذا الاستعمار القديم يختطف ويسرق أحلام شبابنا من جديد''· وأضافت المجاهدة وهي من الأصوات المسموعة في اتخاذ القرار في القضايا الوطنية أنه من الضروري إنشاء لجنة وطنية على أعلى مستوى وتخصيص كل الإمكانيات الضرورية لها، مشكلة من وزراء وبرلمانيين ومجاهدات وخبراء توكل إليهم مهمة التحضير الجيد لهذه الذكرى لكي يحتفل بها كل الشعب الجزائري بافتخار بعيدا عن أي تأثير من قبل المستعمر القديم، علما أنه بادر بتشكيل لجنة مكلفة بالاحتفال بالذكرى بدوره· وتوجهت إلى الوزير الأول بمجموعة من التساؤلات تشير إلى عجز السياسات الحكومية في علاج ظاهرة الهجرة السرية التي مست، حسب قولها، الإطارات الجامعية والفتيات لفقدانهم الأمل في عيش كريم ببلادنا·وسألته مباشرة عن التعامل مع التهديدات الجديدة في منطقة الساحل والإجراءات التي تقوم بها الدولة لحماية ما سمته بحاضرنا ومستقبلنا·وفي حين لفت عضو كتلة الثلث الرئاسي بوزيد لزهاري الاهتمام إلى ظاهرة ارتفاع عدد عمليات إعادة تقييم المشاريع مشيرا إلى أن 45 بالمائة من ميزانية المخطط الخماسي 20102014 موجهة لتمويل إعادة تقييم المشاريع، وأنه تم تخصيص 814 مليار لإعادة تقييم المشاريع للعام القادم، و11 مليار دولار لإنجاز الدراسات وهو رقم ضخم جدا في وقت تلجأ فيه الدولة لإعادة النظر فيها وهو ما يؤدي إلى تعليق عمليات الإنجاز لسنوات أخرى·وتساءل عن الجهة الأكثر تضررا من توقيف تلك المشاريع، ثم استدرك أن المواطن وحده من يدفع الفاتورة دون أن يؤدي ذلك إلى محاسبة المسؤولين·ولم يخرج خطاب ممثل حزب الأرسيدي في المجلس عن الخطوط العامة لزملائه في الغرفة الثانية من خلال التشكيك في تقديرات وأرقام الحكومة معتبرا أنها لا تعكس الحقيقة''· وتولى بلعباس رئيس المجموعة البرلمانية للأرندي الدفاع عن أداء الحكومة مشيدا في تدخله بنجاحها في التجسيد الميداني لبرنامج الرئيس، ومناقضا تصورات العديد من زملائه من الكتل الأخرى·وعبر عن استغرابه انتقاد أداء الحكومة وحصيلتها من قبل بعض الأطراف، مشيرا إلى كونه أمرا غير مستساغ أن تأتي الانتقادات من بعض الجزائريين·وتقمص بلعباس دور مواطن جزائري للرد على الأرسيدي، مشيرا بالقول ''كيف لجزائري أن يعتز بجزائريته وغيرته أن يستشهد بتقارير السفارات الأجنبية حول أحوال بلاده الأمنية والاقتصادية''·واعتبر الأرندي على لسنان المواطنين أن تلك التقارير في إشارة إلى بيانات ويكيليكلس نوع من التهويل لأجل الابتزاز السياسي والاقتصادي·وطالب ممثل الأرندي الدولة بإعادة الاعتبار لرؤساء المندوبيات التنفيذية المتابعين في قضايا إهدار المال العام عرفانا لما قاموا به في مرحلة التسعينيات لحماية النظام الجمهوري من الانهيار· في حين شدد رئيس المجموعة البرلمانية لجبهة التحرير الوطني على ضرورة التركيز على مكافحة الفساد بكل إشكاله ومحاربة تبديد المال العام ومعالجة ظواهر البطالة بهدف تحسين الوضعية الحالية للشباب·وبرر رئيس المجموعة البرلمانية لجبهة التحير الوطني بعدم الخوص في حصيلة الحكومة لعدم تعكير صفو الأجواء· وجدد مواقف الأفلان بالمناسبة تجاه قضايا دولية وإقليمية قيام منظمات دولية غير حكومية وصفها بالمأجورة بوضع بلادنا في مراتب متخلفة في مجال الحريات وحقوق الإنسان·ولم يخرج خطاب كتلة الثلث الرئاسي عن التوجهات العامة لتدخلات بعض أعضائه وترك أمر إلقائه لمقررة الكتلة الوزيرة السابقة زهية بن عروس، وهي صوت متفرد في الأرندي أقل تحمسا لإنجازات الوزير الأول من مجموعته النيابية·