زهرة بيطاط تدعو إلى التصدي لتحضيرات ساركوزي المخلدة للاستعمار تحولت، أمس، الجلسة المخصصة لاستكمال مناقشة بيان السياسة العامة للحكومة بمجلس الأمة، إلى ملاسنة حادة بين عضو مجلس الأمة للثلث الرئاسي، زهرة قرادي، ورئيس مجلس الأمة، عبد القادر بن صالح، بسبب تحديد مدة مداخلات الأعضاء بسبع دقائق فقط، وهو ما أثار حفيظة العضو، التي اعتبرته انتهاكا صارخا يمنع إيصال انشغالات المواطنين بالشكل الكافي، ويحد من قيمة مناقشة وثيقة بمثل أهمية بيان السياسة العامة للحكومة، التي تحدد مصير عدة قطاعات وخصص لإنجازها الملايير. وبلغ حد الملاسنة بين العضو زهرة قرادي ورئيس المجلس، إلى التمسك برأيها وعدم هضم اعتراض عبد القادر بن صالح ومقاطعتها، الأمر الذي دفعه لتشديد لهجته تجاهها، مطالبا إياها باحترام القانون الداخلي للمجلس، وضرب بيده على الطاولة وقال “احترمي نفسك حتى يحترمك الغير”، ما جعل العضو تغادر القاعة وهي تذرف الدموع، خاصة بعد أن مكن قبلها زميلتها في الثلث الرئاسي، زهرة ظريف بيطاط، من إتمام كلمتها رغم نهاية الوقت المحدد للمداخلة. ولعل أهم ما زاد في نرفزة عبد القادر بن صالح، حسب الحاضرين، تمسك عضو الثلث الرئاسي برأيها محاولة تحدي رئيس المجلس، بالإضافة للعبارات التي استعملتها عند بداية مداخلتها، مخاطبة الوزير الأول أحمد أويحيي “لقد قلت إنك صاحب المهام القذرة، والآن الميزانية التي وضعت بين يديك هي أمانة في أعناقكم”، لتتطرق بعد ذلك إلى المشاكل المنتشرة بالقطاع التربوي والجامعي. وفي سياق تدخلات أعضاء مجلس الأمة، ركزت عضو الثلث الرئاسي، زهرة ظريف بيطاط، على ضرورة تشكيل لجنة وزارية مشتركة، تعكف على تحضير الاحتفالات المخلدة للاستقلال، ردا على التحضيرات التي يقوم بها نيكولا ساركوزي لإحياء ذكرى احتلال الجزائر وتخليد الروح الاستعمارية، مؤكدة على مطلب الاعتذار الفرنسي للشعب الجزائري. وطالبت المتدخلة، الوزير الأول بمضاعفة الاهتمام والتكفل بمشاكل الشباب، لتجنيب وقوعهم تحت الشعور المستمر باليأس والإحباط، داعية إلى البحث عن حلول ناجعة لمشكل الهجرة غير الشرعية. وطالبت بمزيد من الاجتهاد وعصرنة الأسلحة لمواجهة الخطر والاستعداد لأية مستجدات بمنطقة الساحل مستقبلا. وتمحورت أسئلة أعضاء مجلس الأمة حول الضبابية التي تلف مشروع محلات الرئيس في حين ركز البعض على ضرورة مضاعفة التعزيزات الأمنية بالحدود الغربية للوطن، وأكدوا أنهم سيتصدون لكل من يسعى لفتح الحدود مع المغرب “لأن هذا الأخير هو الذي يكسر الاقتصاد الوطني من خلال التعامل مع عصابات التهريب وزرع سموم المخدرات ببلادنا”. وشكل موضوع القطاع السمعي البصري، محور كلمة بعض المتدخلين لأهميته في البناء الديمقراطي، مع إشارة البعض الآخر للتجاوزات المسجلة في القطاع الفلاحي، مطالبين بخليص القطاع من الانتهازيين.