أشاد أمس وزير الشؤون الدينية والاوقاف محمد عيسى، بكل من العالمين الشهيد العربي التبسي والمجاهد أبو اسحاق ابراهيم أطفيش، مؤكدا أنهما شيخان من الرعيل الأول ومن ضمن العلماء الذين جعلوا من الجزائر منارة لرفع لواء الفكر والحفاظ على الهوية الإسلامية، خاصة وأنهما وليدا جمعية العلماء المسلمين الجزائرين من خلال مضيهما في مسار العلماء السابقين وامتدادا لرواة الأحاديث. و قال محمد عيسى خلال افتتاحه للملتقى الدولي الثاني للشيخين العربي التبسي وابراهيم أطفيش والذي حضره علماء من عدة دول عربية على غرار فلسطين والسعودية وتونس وعمان ويدوم لثلاثة أيام، أن هاذين الشيخين متصلين بالسند ويأخذان بالرواية الموثوقة عمن سبقهم من غيرهم من رواة الأحاديث الصحيحة كما ينتهجون نهج الخلفاء الراشدين والرجال التابعين الذين لاقوا أصحاب النبي. وأضاف الوزير أن هناك رياح أو ما وصفها بأعاصير الشر التي تريد بالأمة العربية أن تفقد معالم مرجعيتها الدينية والانقلاب على ميراث أجدادها وهو ما نشاهده من خلال العواصف التي تعصف بالأمة العربية التي اجتثت من التاريخ، ويراد لها أن تبعث ويحتضنها الشباب لنزع الغيرة من قلوبهم كحركات التنصير. ولم يذهب نائب رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، عبد المجيد النجار، بعيدا عما أشار اليه وزير الشؤون الدينية، عندما قال إن العلماء يعتبرون بمثابة حراس الأمة وواجبهم صد رياح الشر التي تضرب بقوة، في الوقت الذي نتعرض فيه لخلل في المفاهيم المفضي إلى الإرهاب الأعمى والفرقة التي وصلت إلى حد التقاتل بين الإخوة والانهزامية الحضارية كانت سببا في تسلط الاخرين. لهذا كان العلماء ولايزال دورهم فعالا في صد تلك الأعاصير ومجاراة الأمة ومرافقتها في مخططاتها واستراتيجيتها البعيدة المدى من دون الاكتفاء بمحاربة الظواهر والآفات الاجتماعية. و لم يختلف رئيس جمعية العماء المسلمين الجزائرين، عبد الرزاق قسوم كثيرا عما قاله محمد عيسى والنجار، عندما قال إن ثنائية المشيخة وكان يقصد بهما العربي التبسي وأطفيش، بدأت منذ عهد الصحابة وهما يعتبران امتدادا لهما في نقل العلم والأدب وهذا مرورا بثلة من العلماء كأمثال جمال الدين الافغاني ومحمد عبدو وغيرهم، مضيفا أن ما قدمه الشيخان لجيلنا الحالي يعتبر ثمينا، خاصة في الفترة الاستعمارية ومحاربة الجهل آنذاك والجهاد بالدم والمداد من أجل تحقيق الاستقلال مما جعلهما عرضة للسجن والتعذيب والاختطاف.