يعاني سكان بني ورثيلان الواقعة أقصى شمال سطيف من مشاكل عدة جراء غياب ضروريات العيش الكريم، تأتي في مقدمتها نقص المياه الصالحة للشرب، نقص الإنارة العمومية في شوارع بعض القرى، انعدام قنوات الصرف الصحي وغياب المرافق الترفيهية والشبانية وضعف الخدمات الصحية، رغم العديد من المطالب والشكاوى التي رفعوها إلى السلطات المحلية من أجل انتشالهم من هذا الوضع المزري على حد تعبيرهم. إلا أن طلباتهم هذه لم تلق آذانا صاغية. وحسب شهادة أحد المواطنين فإن في كل مرت تحل فيه الانتخابات المحلية يقوم هؤلاء بتقديم جملة من الوعود التي من شأنها أن ترفع الغبن عنهم وإخراجهم من الوضع المزري الذي يتخبطون فيه، لكن الوضع ما يزال قائما على حد تعبيرهم، مضيفا أن السكان رفعوا انشغالاتهم إلى السلطات المحلية من أجل تحسين وضعهم المعيشي في ظل غياب أدنى شروط العيش الكريم، الأمر الذي أثر سلبا على مختلف مناحي الحياة اليومية. ويأتي مطلب توفير المياه الصالحة للشرب في مقدمة المطالب التي يتطلع السكان إليها لإخراجهم من عزلة فرضتها الطبيعة، وتطوير الفلاحة التي تبقى مهددة لانعدام مياه السقي.. فكل العوامل اجتمعت لتكون المنطقة ضمن البلديات الأكثر فقرا بالجزائر. وفي حديثنا لبعض السكان أكدوا أنهم يعيشون أزمة عطش خاصة مع توقف مشروع ربط البلدية بمحطات الضخ التي تحتاج بدورها للكهرباء، وهو المشكل الذي زاد من تذمرهم واستيائهم مهددين بالخروج إلى الشارع في حال استمر تجاهل السلطات المحلية لانشغالاتهم. كما اكدوا في حديثهم أن مصير بلدية بني ورتيلان لا يزال مشتركا مع بلدية بني شبانة في التزود بهذه المادة الحيوية، فكلاهما يحصي حوالي 25 ألف نسمة يتزودون في من نقب واحد انطلاقا من واد بوسلام، فيما لعبت على امتداد السنوات شبكة التوصيل المتهرئة دورا هاما في الوضع. مع العلم أن العديد من المواطنين حاليا يستغلون المنابع الطبيعية أو يجبرون على شراء ماء الصهاريج بمبالغ مالية مرتفعة وليس بإمكانهم تسديدها. هذه الوضعية جعلت القائمين يفكرون في تزويد البلديتين انطلاقا من نقب جديد بوادي بوسلام تدفقه أقوى. وحسب المعلومات التي بحوزتنا فإن المشروع متوقف حاليا عند محطات الضخ التي مازالت تنتظر ربطها بالكهرباء. والمشكل حسب مصادرنا يتعلق بالتكفل المالي، مما جعل المواطنين يطالبون السلطات بمتابعة المشروع وتسليمه في آجاله المحددة لرفع الغبن عنهم.
..وضعف في التغطية الصحية اشتكى السكان من ضعف التغطية الصحية لنقص الأطباء العامين والأخصائيين، مؤكدين أن معضلة التغطية الصحية لم تحل بعد، رغم توفير المستشفى الذي دخل حيز الخدمة في السنوات الأخيرة، في ظل العجز المسجل على مستوى الموارد البشرية. وحسب شكاوى بعض السكان فإن معظم الأطباء يغيبون لفترات طويلة، ويلجأون إلى العطل المرضية، نظرا لصعوبة تضاريس المنطقة التي تقع في أعالي جبال المنطقة الشمالية لولاية سطيف، لذا فإنهم يطالبون بضرورة إيجاد الحلول المناسبة من لضمان استقرارهم، خاصة في حالة الطبيب المتخصص من أجل تقديم الخدمات الطبية. كما أضافوا أنهم يلجأون في بعض الأحيان إلى المؤسسة العمومية للصحة الجوارية لتلقي العلاج وأحيانا أخرى إلى مستشفى بوقاعة في حالة تطلب الأمر ذلك. وفي هذا السياق أبدى العديد من قاطني منطقة فريحة المتواجدة بالبلدية عن استيائهم من السياسة التي تنتهجها السلطات المحلية التي وصفوها بسياسة التسيب والتغييب، حيث لا يزال العديد منهم يعيش في ظروف اجتماعية مزرية لافتقارهم إلى أبسط المرافق الضرورية للحياة، زيادة على العزلة التي فرضتها عليهم التضاريس الجبلية الصعبة. ودفع هذا الواقع المر بالعديد من العائلات إلى النزوح نحو المراكز الحضرية المجاورة بهدف تحسين ظروف معيشتهم. وحسب ممثلي السكان، فإن قرية فريحة تبقى من أكثر القرى عزلة وحرمانا، حيث لا يزال سكانها يعيشون مظاهر الحياة البدائية، خاصة في مجال التزود بالمياه الصالحة للشرب. ويضطر أغلبهم إلى قطع مسافات طويلة لجلب هذه المادة الحيوية من بعض الينابيع الواقعة في أعالي الجبال، معتمدين في ذلك على الأحمرة والبراميل نظرا لانعدام الطرقات وصعوبة التضاريس المعروفة بكثرة المرتفعات والمنحدرات، وزيادة على ذلك فإن القرية المذكورة لازالت بدون شبكة للصرف الصحي الأمر الذي يعرض سكانها إلى مختلف الأمراض والأوبئة، باعتبار أن قنوات الصرف الموجودة حاليا تم حفرها بطرق بدائية من طرف هؤلاء السكان، وفي ظل هذه الظروف المزرية يناشد سكانها كل المصالح المعنية التدخل لرفع الغبن عنهم، ووضع حد لمعاناتهم. كما يطالبون أيضا بإعادة فتح قاعة العلاج الوحيدة بالمنطقة والتي ظلت مغلقة لعدة سنوات مع العلم بأن أغلب السكان يضطرون إلى التنقل نحو مركز البلدية أو قرية لعرارسة من أجل العلاج في ظروف جد صعبة بسبب انعدام شبكة الطرقات التي لا زالت في مجملها عبارة عن مسالك ترابية من الصعب استعمالها أثناء تساقط الأمطار. وزيادة على ذلك يطالب سكان القرية المذكورة بتوفير النقل المدرسي لأبنائهم خاصة المتمدرسين في الطورين الإكمالي والثانوي والذين يضطرون إلى التنقل نحو المؤسسات المتواجدة بمركز البلدية يوميا. وقد أجمع في الأخير سكان بني ورثيلان على مطلب رئيسي يتقدمون به للسلطات المحلية وهو النظر في مطالبهم بعين الجد وإخراجهم من هذه الحالة المزرية، وأنهم يئسوا حالة الانتظار الذي طال أمده، بالرغم العديد من الوعود التي تلقوها من طرف المسؤولين المحليين المتعاقبين على رئاسة المجلس المحلي، إلا أن ساكنيه ما يزالون يعانون الأمرين، وهو ما انعكس سلبا على حياة السكان، كما نجدهم يطالبون من خلال منبر الجريدة السلطات الوصية بالإسراع في برمجة والإسراع في وتيرة إنجاز بعض المشاريع الضرورية للتخفيف من معاناتهم.