عبّر رشيد سعيدي مدير دار الثقافة لولاية عنابة "محمد بوضياف"، عن نية طاقمه الإداري رفع ملف كامل إلى وزارة الثقافة لتدويل الصالون الوطني للصورة الفوتوغرافية الذي تنظمه مدينة عنابة شهر ماي من كل سنة. فبعد النجاح الكبير الذي شهدته الطبعة الخامسة من التظاهرة بات من الضروري توسيع الطموح، خاصة أن الولاية تملك كل الإمكانيات لذلك. وأشار سعيدي في حديثه ل"البلاد" إلى أن مديرية الثقافة بالولاية سخّرت كل الإمكانيات البشرية والمادية لإنجاح أضخم صالون وطني للصورة الفوتوغرافية في الجزائر، والذي شهد مشاركة أزيد من 80 مصورا من مختلف ولايات الوطن في الفترة الممتدة بين 27 و29 ماي، حيث تم تأطيرهم في ورشات تكوينية من قبل دكاترة وباحثين في مجال الصورة، إضافة إلى حضور أبرز الوجوه في المجال على غرار الفنان الجزائري الحاصل على أكبر الجوائز الدولية عكاشة لغدامسي ويوسف سبع والفنانة سهام صالحي، وغيرهم من الأسماء التي سطع نجمها في الخارج والتي يتم الاستعانة بها في المحافل الدولية في حين أنها مغيبة على الساحة الثقافية الجزائرية. وفي سياق متصل، أكد محدثنا أن الصّرح الذي يترأسه استطاع خلال الفترة الأخيرة أن يعود بولاية عنابة إلى الواجهة، من خلال جملة من الفعاليات التي استقطبت الجماهير من مختلف الولايات، مشيرا إلى أن العمل حاليا مركز على مهرجان "سينما عنابة" الذي كان من المقرر أن تجري دورته المقبلة شهر سبتمبر، في حين سيتم تأجيله أو تقديمه لتزامنه مع "المهرجان المتوسطي للسينما في الجزائر"، مبديا في الوقت ذاته استعداده لجعل عنابة مزارا سياحيا وثقافيا عالميا في حال امتلك الترخيص لذلك. "أنتظر الضوء الأخضر من وزارة الثقافة لتثبيت تظاهرات وفعاليات من شأنها العودة بمدينة عنابة إلى الحراك الثقافي العربي والعالمي وليس الجزائري فحسب، لأنها تملك كل مقومات ذلك". تجدر الإشارة إلى أن الصالون الوطني للصورة الفوتوغرافية يعتبر الأضخم وطنيا، حيث تم تسجيل مشاركة قياسية خلال طبعته الخامسة التي جرت مؤخرا بعاصمة الشرق الجزائري. وفي هذا السياق قال محافظ الصالون الفنان أحمد الهامل، ل"البلاد" إنه "حان الوقت لوضع أسس جديد لإعادة قولبة مجال الثقافة من خلال جعل فن التصوير الفوتوغرافي ضمن الأولويات لما بات للصورة في الوقت الراهن من مكانة، يواصل" نحن في زمن الصورة الآن"، داعيا في الوقت ذاته إلى ضرورة تضافر الجهود بتزكية وزارة الثقافة لإصدار منشورات وكتب تعنى بالترويج للجزائر والسياحة فيها، إلى جانب دمج المصورين الفوتوغرافيين ضمن الحراك الثقافي الوطني "الذي شهد نهضة خلال السنوات الأخيرة، بعد تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية، وقسنطينة عاصمة الثقافة العربية، في انتظار دور ولاية عنابة لتكون في النسق العربي والدولي".