- خدمنا الصورة طيلة عقود وكوفئنا بالتجاهل والتهميش استنكر المصورون "الفوتوغرافيون" من أساتذة المجال، ما وصفوه بالتجاهل المجحف في حق إبداعاتهم، خاصة وسط العطاء الكبير الذي يبدونه خدمة للفن "الفوتوغرافي"، وفي ظل عدم إيلاء وزارة الثقافة ببلادنا لميزانية خاصة لمعارض الصورة "الفوتوغرافية". وإن كانت هناك بعض المحاولات الفردية في بعض الولايات على غرار عنابة، البويرة، الأغواط ووادي سوف؛ إلا أنها لا ترقى حتى لأن تكون معرضا محليا أو أقل من ذلك لغياب الإمكانات، مما يعكس تجاهل الوزارة المعنية بقطاع الصورة "الفوتوغرافية" لهذا المجال الذي يعتبر عاملا هاما في التأريخ لثورة التحرير، إلى جانب أنها ساهمت في إيصال صوت الثورة إلى العالم. وضمن هذا الإطار، عبّر المصورون ذوو الأسماء المعروفة وطنيا ودوليا بمجال "الفوتوغرافيا"، في حديث مع "البلاد" على هامش المعرض المحلي الذي احتضنته دار الثقافة بالبويرة، عن تذمرهم من الوضع الذي وصفوه ب"المزري" الذي يعيشونه، وسط تهميش ملفت للنّظر، في الوقت الذي تشهد وزارة الثقافة استحداثا لعدد من المهرجانات الوطنية والدولية في مختلف قطاعاتها، الموسيقى، المسرح، الدراما وغيرها. وبالمقابل، لا توجد أي تظاهرة للصورة جديرة بالذكر، غير معرض "الصورة غير المألوفة"، الذي ينظم بقصر الثقافة "مفدي زكريا"، الذي لا يتيح للمصورين المشاركين من خارج العاصمة البقاء سوى يوم الافتتاح، رغم أن التظاهرة تدوم شهرا كاملا. كما أن محافظة المعرض لم تبرمج طيلة الدورات السابقة ورشات تكوينية أو مسابقة، الأمر الذي ينقص من قيمة الفعاليات التي لا ترقى لتطلعات المصورين "الفوتوغرافيين". ياسين حمودي: نطمح إلى استحداث مهرجان دولي للصورة قال المصور "الفوتوغرافي" ياسين حمودي، إن وزارتي الثقافة والسياحة، هما المسؤولتان المباشرتان عن الوضع الذي يعيشه المصور الفنان في بلادنا، مشيرا إلى أنه حان الوقت لتغيير هذه "المهزلة التي نعيشها في ظل التقدم الذي تشهده البلاد بمختلف القطاعات، ويعز علينا أن تولي وزارة الثقافة اهتماما بكل الفنون وتتجاهل التصوير الذي يعتبر أحد أعمدة الفن العالمي، ومن شأنه الترويج للسياحة والتراث الوطني". وذكر محدثنا في هذا السياق أن "رحم الجزائر ولاّد بالمبدعين في مجال الصورة، ولا نحتاج لمصورين أجانب للتعبير عنا، ولا يمكن لأحد مهما كانت إمكاناته، أن يخدم التراث والسياحة الوطنية ويحب هذا الوطن مثلما نفعل نحن". وأبدى حمودي، وهو رائد تقنية 360 درجة في الصورة "الفوتوغرافية" وأول مصور استعملها في الجزائر، استعداده رفقة مجموعة من أصحاب الاختصاص لإنجاح مهرجان دولي للصورة "الفوتوغرافية" وجعله قطبا لكبار المصورين في العام في حال بادرت وزارة الثقافة بتمويله وتسهيل الأمور على الراغبين في استحداثه، مضيفا "نحن بأمس الحاجة لتظاهرة تجعلنا نتبادل الخبرات والتجارب مع نظرائنا في العالم، ومثلما هو موجود بكل الدول نريد ألا تكون الجزائر خارج السّرب، بل أن تتواجد في قلب الحدث، باحتضانها لفعالية تعنى بالصورة الفوتوغرافية". - حاج عيسى نوار: هدفنا إنشاء "فيدرالية" وطنية للمصورين ناشد المصور "الفوتوغرافي" حاج عيسى نوار، وزارة الثقافة أن تعمل في الفترة المقبلة تجاه خدمة الصورة "الفوتوغرافية" البسيطة جدا المخصصة لمجاله. وأشار المتحدث إلى أن "المعارض التي يتم تنظيمها في ولاية وادي سوف، البويرة، عنابة، الأغواط وغيرها، جادة ولكن تحتاج إلى دعم مادي، لأنه بدون التمويل لا يمكن أن تنجح أي تظاهرة"، مشيدا بالمبادرات التي يقدمها المصورون "الفوتوغرافيون" لخدمة هذا المجال رغم الظروف الصعبة التي تقام فيها هذه التظاهرات في ظل عدم تخصيص وزارة الثقافة للميزانية الكافية. ودعا أيضا وزارة السياحة إلى فتح المجال للمصورين واستحداث قطاع في هذه الوزارة مخصص للصورة بحكم أنه العامل الرئيس في الترويج والإشهار للسياحة. وضرب الفنان صاحب خبرة ما يزيد عن العقد في مجال الصورة، ماليزيا كمثال على ذلك، فقال "هذا البلد حقق شهرة وإقبالا سياحيا من خلال اهتمامه بكتب الصورة، وإيلائه اهتماما بالغا بهذا القطاع، لوعي هذه الدول السياحية، بالموقع الذي احتلته الصورة في العالم الذي أصبحت تسيره العولمة، ومواقع التواصل الاجتماعي". - سيف الدين كبير: على وزارة التكوين المهني النّظر في أولوية المصور بشهادة معترف بها دعا المصور "الفوتوغرافي" المحترف، سيف الدين كبير، وزارة التكوين والتعليم المهنيين، إلى إنشاء مؤسسات تعنى بتحسين وتطوير مجال الصورة "الفوتوغرافية"، موضحا "خاصة أنه يمكننا أن نقدم برنامجا متكاملا ننافس من خلاله كبريات المدارس الأجنبية وذلك باعتمادنا على التكنولوجيا الحديثة، كالاتصال المرئي، وعلم النفس والصورة وغيرها"، ويواصل "ويمكننا أيضا تقديم برامج لجميع مجالات الهندسة والبيولوجيا أو غيرها لنحدث التواصل بين مختلف القطاعات بتركيزنا على التكوين". من ناحية أخرى، عبّر المصور "الفوتوغرافي" والأستاذ في المجال لأزيد من ثلاثين سنة، عن ارتياحه للمستوى الموجود لدى مبدعينا المصورين من الجيل الشاب، مشيرا إلى أنه هناك طاقات جديرة بالاهتمام والعناية، من خلال استحداث فضاءات للتبادل، ولتحفيز عملها في المجال بأريحية، مشيرا إلى أن ما هو موجود على الساحة مرض مقارنة بالإمكانات التي وصفها محدثنا بالزهيدة في هذا المجال. ودعا كبير وزارة الثقافة إلى بعث هذا الفن الذي يعمل فنانوه ورواده دائما على إنعاشه من خلال معارض الصورة بمختلف الولايات.