من بين المظاهر التي تميز شهر رمضان عن سائر الشهور الأخرى هو العدد كبير من المواطنين بولاية البويرة الذين يحجون يوميا أفرادا وجماعات نحو مختلف المناطق لجلب مياه العيون الطبيعية والينابيع نظرا لنوعية مياهها العذبة ذات الجودة العالية والمفيدة لصحة الإنسان. ومن أهم الينابيع التي يقصدها المواطنون منذ عدة سنوات نجد منبع المحقن الواقع ببلدية الهاشمية بمحاذاة الطريق الولائي رقم 127 الرابط بين البويرة وسور الغزلان الذي يقصده المواطنون من الولاية وخارجها للتزود بكميات من المياه العذبة التي تشفي العليل وتروي الضمآن لاسيما أنها تفيد في الوقاية من بعض الأمراض التي تصيب الكلى والجهاز الهضمي. حيث إنك ترى طوابير غير منتهية من المواطنين وهم ينتظرون دورهم لملء الدلاء والأمر يتطلب منح عناية لهذا المنبع من خلال وضع الحنفيات التي تعرضت للسرقة من قبل مجهولين هذا دون أن ننسى الينابيع الواقعة عند سفوح جبال جرجرة منها الواقعة بالمنطقة السياحية لتكجدة، انسمان، حيزر ميمونة وغيرها. وبعد نهاية العمل يتسابق المواطنون على متن سياراتهم للظفر بكميات من المياه الباردة التي تنعش النفوس حيث تشعر بالبرودة وأنت في عز فصل الصيف بعد لمسك المياه التي تبقى محافظة على برودتها مدة طويلة. هذا دون أن ننسى منبع أبركان بدائرة أمشدالة الواقعة على بعد حوالي 45 شرق الولاية والذي يزود عدة بلديات بالمياه الصالحة للشرب حيث يقصده المواطنون من كل حدب وصوب للتزود بمياهه إلى جانب هذا تشتهر ولاية البويرة بينابيع مياه عديدة منها بئر غبالو، عين بسام، الاخضرية، عنصر علال، وادي البردي. إلا أنها في حاجة إلى تهيئة والسهر على صيانتها باعتبارها جزءا من ذاكرتنا الشعبية الضاربة في أعماق التاريخ بل إن الأمر يستلزم إعادة الاعتبار لينابيع مشهورة ارتبط اسمها بتاريخ الولاية نذكر من أهمها منبع عين قراوش الذي تعرض للتخريب في سنوات الثمانينيات بعد إجراء عمليات تهيئة والذي أصبح في طي النسيان. ومازال العديد من السكان يتذكرون بكل ألم تلك المياه العذبة التي كانت تسيل ليل نهار وفي كل الفصول. وذكر بعض السكان أن أحد المواطنين تمكن في المدة الأخيرة من العثور على هذا المنبع إلا أنه لم يحظ بعناية الجهات المعنية وهو حاليا يستعمله في مختلف نشاطاته التجارية. ناهيك عن منابع مياه أخرى هي في أمس الحاجة إلى إعادة اكتشافها خدمة للصالح العام.