لعل الغليان الذي شهدته الجامعات ومعاهد التعليم العالي نهاية العام ,2010 يرسم لنا بعض ملامح ما سيكون عليه الوضع داخل قطاع حراوبية مع دخول العام الجديد بما يحمله من رهانات وتحديات وكذا مطالب وتهديدات بشل القطاع·وكان عدد من التنظيمات الطلابية قد لوح بحركات احتجاجية واسعة على مستوى مختلف جامعات الوطن، نظرا لتفاقم المشاكل البيداغوجية والاجتماعية، التي يعيشها طلبة المعاهد والجامعات، وارتفاع نسبة الرسوب المسجلة في العديد من التخصصات، مقارنة بالسنوات الماضية، خاصة مع تعميم نظام ''أل، أم، دي''، وقد انتهى السداسي الأول من السنة الجامعية على وقع الاحتكام لساحات الاحتجاج الطلابي، كما هددت هذه المنظمات بالعودة للحركات الاحتجاجية مباشرة بعد العودة من العطلة الشتوية، هذا ما ينذر بسنة جديدة على وقع الاحتجاجات الطلابية، التي من المنتظر أن تشل مختلف جامعات الوطن·جامعة الشلف التي تعد من أكبر جامعات الوطن، تعيش منذ فترة على وقع بركان نائم من الغضب الطلابي، حيث راسل طلبة الجامعة وزارة التعليم العالي، للتدخل العاجل لإيجاد الحلول الجذرية للمشاكل التي يتخبط فيها الطلبة، خاصة فيما يتعلق بالشق الاجتماعي، من حيث النقل والإيواء، والإطعام، مهددين بإضرابات واسعة بعد العطلة، حيث اشتكى الاتحاد العام الطلابي الحر، من التدني الواضح في الجانب الخدماتي المقدم للطلبة في كل الإقامات التابعة لمديرية الخدمات الجامعية لولاية الشلف، كما هدد طلبة جامعة الجلفة بشن حركة احتجاجية واسعة مباشرة بعد العطلة الشتوية، في حال استمرت الأوضاع على ما هي عليه، خاصة مع التجاوب الكبير الذي لقيه الأسبوع الاحتجاجي المنظم من طرف الاتحاد العام الطلابي الحر، نظرا للمشاكل التي يتخبط في خضمها طلبة جامعة زيان عاشور، خاصة في جانبها البيداغوجي· جامعة بسكرة ليست بمنأى عن موجة الغضب التي اجتاحت مثيلاتها من الجامعات، فقد أعلن الاتحاد العام الطلابي الحر، فرع ولاية بسكرة، عن الدخول في حركة احتجاجية تصعيديه، بعد العطلة الشتوية، تمس مختلف الأحياء الجامعية، على غرار الإقامة الجامعية عبد الحفيظ سعيد، وإقامة 500 سرير، نظرا لرفض مسؤولي هذه الهياكل التحاور مع الطلبة، لإيجاد الحلول العاجلة والجذرية، للمشاكل التي تتخبط فيها مختلف الأحياء الجامعية· أما طلبة جامعة عمار ثليجي بالأغواط، فقد دعوا بدورهم إلى حركة احتجاجية واسعة تنديدا بالظروف البيداغوجية والاجتماعية السيئة التي يعيش فيها الطلبة، مباشرة بعد العطلة، خاصة على مستوى الأحياء الجامعية التي تعاني العديد من المشاكل، على غرار كل من الإقامة الجامعية الأخوين لمنور، الإقامة الجامعية بوشريط لشخم، الحي الجامعي الأخوات بج، حيث راسلت المنظمة الطلابية، وزارة التعليم العالي، مطالبة بالتدخل من أجل تسوية المشاكل العالقة·ولم تشكل جامعة امحمد بوقرة ببومرداس الإستثناء، مشاكل كبيرة مع حافلات نقل الطلبة خاصة الرابطة بين الكليات والبلديات، ناهيك عن النقص الفادح في الحافلات، بالإضافة إلى قدم أغلبها وتواجدها في وضعية كارثية، وتعرضها بصفة متكررة إلى أعطاب، حيث أعرب الطلبة في اتصالهم ب ''البلاد''، عن استيائهم الشديد من تدهور حافلات النقل الجامعي، بسبب قدمها وقلة عددها مقارنة بالعدد الكبير للطلبة·في حين تعيش جامعة مولود معمري بتيزي وزو، من جهتها، غليانا حادا إثر تصعيد الحركات الاحتجاجية والإضرابات التي اقتنع بها الطلبة بأنها الوسيلة الوحيدة لكسب حقوقهم والضغط على الإدارة قصد الاستجابة لمختلف المطالب البيداغوجية لاسيما منها المتعلقة بنظام ''أل أم دي'' والماجستير والماستر التي تعتبر هاجس الطلبة في مشوارهم الدراسي ومستقبلهم المهني، حيث توعد طلبة جامعة مولود معمري بشن حركة احتجاجية مباشرة بعد العودة من العطلة الشتوية والدخول في إضراب مفتوح عن الدراسة بكامل كليات وأقسام جامعة مولود معمري قصد إعادة النظر في العديد من التعليمات الوزارية الخاصة بالتعليم العالي والبحث العالي ومواصلة الدراسات العليا، حيث قرر الطلبة الذهاب بعيدا في كسب حقوقهم