تميّز الأسبوع الأخير من سنة ,2010 من الناحية الأمنية، بتسجيل حضور قوي ومكثف لمختلف عناصر الأمن الوطني من رجال الدرك والشرطة، وذلك بمناسبة احتفالات السنة الجديدة، التي يُفضل بعض الجزائريين والرعايا الأجانب المقيمين ببلادنا إحياءها في عدة مواقع سياحية منها المركّبات السياحية والفنادق على وجه الخصوص، مما يستدعي تعزيزات أمنية إضافية لتأمينهم وضمان السكينة العمومية تحسبا لأية اعتداءات. عليمات صارمة من قيادة الدرك لتعزيز تشكيلاتها الأمنية ذكر في هذا الخصوص المقدم عبد الحميد كرود رئيس خلية الاتصال بقيادة الدرك الوطني، أن هذه الأخيرة أعطت تعليمات لكل المجموعات الولائية من أجل تعزيز نشاطها لتأمين المواطنين بتكثيف التواجد في الميدان بغرض ردع المجرمين والوقاية من الجنوح المناسباتي لا سيما أن هذه الفترة تعرف عودة الكثير من المواطنين بعد نهاية العطلة الشتوية، وأوضح أن كل مجموعة ولائية تضع تشكيلا إضافيا على التشكيل الموجود على طول السنة، مع التركيز على تأمين جميع المحيط، حيث يتحرك المواطن ويتم تنظيم هذا التشكيل الأمني بما يتوافق مع خصوصية كل ولاية لتسهيل حركة المواطن. درك تيبازة يُكثف تواجده في كل النقاط السوداء ولمعاينة جانب من هذه التعزيزات الأمنية والأجواء التي ميّزت اليوم الأخير من سنة ,2010 خاصة لتزامنه مع نهاية العطلة الشتوية للمتمدرسين وعودة العائلات إلى منازلها والتحاق الطلبة الجامعيين بإقاماتهم الجامعية وكذا العمال والموظفين بعملهم، توجهنا إلى ولاية تيبازة السياحية التي تشهد حركة مكثفة للأشخاص على غير العادة، رفقة المقدم عبد الحميد كرود رئيس خلية الاتصال بقيادة الدرك، وهناك وجدنا في استقبالنا قائد المجموعة الولائية للدرك الوطني بتيبازة الرائد أحمد رماتي، الذي أكد لنا أنه في إطار تعليمات القيادة، تم تسخير كل الوسائل البشرية والمادية عبر إقليم الولاية خاصة بالجهة الشرقية منها على غرار مدينة القليعة وبوسماعيل والبلديات الواقعة على الشريط الساحلي التي تعرف حركة مكثفة للأشخاص بالمواقع الأثرية بشرشال وتيبازة والمتاحف وضريح الملكي بسيدي راشد والمركبات الثلاث ببلدية تيبازة التي حُجزت بها جميع الغرف قبل ثلاثة أيام رغم ارتفاع ثمن قضاء الليلة التي تصل إلى حد 4 ملايين سنتيم لليلة، وذلك يعود إلى رغبة الكثير من العائلات في حضور الحفلات الفنية التي أُقيمت بها. بدأنا جولتنا الاستطلاعية إلى هذه المركبات، وتفاجأنا بالتوافد الهائل للمواطنين والعائلات إليها، حركة غير عادية ميّزت مدينة تيبازة الهادئة وأزعجت سكونها المعهود، المتوافدون إلى ولاية تيبازة قدموا من كل الولايات خاصة القريبة منها على غرار ولاية البليدة، المدية، الشلف، وهران وحتى من غليزان ودون أن ننسى العاصمة غيرها، وجدنا عند مداخل هذه المركبات دوريات للدرك الوطني ونقاط مراقبة محيطة بها وحتى داخل المركبات، عناصر فصائل الأمن والتدخل أُقحموا في هذه المهمة. في هذا الشأن أوضح الرائد رماتي، أن التشكيل الأمني الإضافي بولاية تيبازة انطلق يوم 28 ديسمبر ويتواصل إلى غاية اليوم، حيث تم نشر عدد أكبر من الدوريات والسدود لتدعيم التشكيلات المتواجدة في الميدان المقدرة ب 15 دورية ثابتة، هذه الدوريات الإضافية تجوب كامل محاور شبكة الطرقات بالولاية على مستوى الطريق الوطني رقم 67 ,11 و42 من أجل تكثيف تعريف الأشخاص والمركبات، تنفيذ مداهمات للأماكن التي من المحتمل أن تعرف بؤرا للإجرام. وأسفر هذا التشكيل عن معالجة قضيتين في عين المكان بفضل التواجد في الوقت المناسب لعناصر الدرك الأولى تتعلق بشبكة لسرقة المواشي بالحطاطبة حيث تم استرجاع 12 رأس غنم مع توقيف رئيس العصابة في حين لا يزال التحقيق متواصلا للتعرف على شريكين له. أما القضية الثانية تخص جماعة أشرار مختصة في الاعتداءات ضد الأشخاص والممتلكات وسرقة المركبات، تم إثرها توقيف خمسة أشخاص وبقي شخصان في حالة فرار جاري البحث عنهم. واصلنا جولتنا رفقة عناصر الدرك إلى منطقة البلج ''لاكورنيش''، وجدنا عشرات السيارات المركونة على طول ''لا كورنيش'' أصحابها خرجوا من سياراتهم، أحدهم فضل الصيد في الظلام الحالك وآخرون اختاروا لعبة ''الدومينو'' والبقية يتبادلون أطراف الحديث، وذلك بفضل تواجد نقطة مراقبة لأفراد فصيلة الأمن والتدخل على مستوى هذا الطريق تعمل على تعريف الأشخاص والمركبات المشتبه فيهم، وهو ما زرع الأمن في نفوس المارين عبر هذا الطريق الذين كانوا في رحلة بحث عن مكان يختلون فيه مع أنفسهم والتخلص من متاعب أسبوع من العمل الشاق. تشكيل أمني إضافي لتأمين العاصمة ختمنا جولتنا بجولة إلى شاطئ العقيد عباس بالدواودة، ثم توجهنا إلى مدينة سيدي فرج التي احتضنت فنادقها ومركباتها السياحية سهرات فنية بمناسبة السنة الجديدة، هي الأخرى تميزت بحركة جد مكثفة للعائلات والمواطنين وحتى ازدحام في الدخول إلى بعض هذه الأماكن وصعوبة إيجاد مكان للتوقف، نظرا للعدد الكبير من السيارات التي امتلأت بها المواقف. تركنا هذا الجو المليء بالحركية وكأن الساعة لم تكن تشير عندهم إلى حدود الحادية عشر ونصف ليلا، دخلنا إلى مقر فرقة الدرك بالرمال الذهبية التابعة لكتيبة زرالدة، وجدنا قائد مجموعة الدرك الوطني بالعاصمة العقيد مصطفى طيبي الذي قدّم لنا حصيلة المداهمات الأخيرة للسنة المنصرمة وكذا نتائج التشكيل الأمني الإضافي الخاص بآخر أسبوع من السنة. في هذا الشأن أشار العقيد طيبي إلى أن قيادته سخرت حوالي 4000 دركي إضافي لضمان توفير الأمن والحماية للمواطنين للاحتفال بنهاية السنة وتم اتخاذ مجموعة من الإجراءات لتأمين العاصمة، أبرزها تدعيم نقاط المراقبة والسدود ابتداء من يوم 25 ديسمبر إلى غاية 5 ديسمبر بزيادة 18 حاجزا ونقطة مراقبة، زيادة عدد الدوريات الليلية والنهارية بأكثر من 20 دورية يوميا، وضع تشكيل أمني مناسب بأماكن الترفيه والتسلية، خاصة على مستوى الفنادق والمركبات السياحية التي تعرف توافد عدد كبير من المواطنين، مؤكدا أنه بفضل هذا المخطط لم يتم تسجيل أي اعتداء. التكثيف من عمليات مراقبة السيارات والأشخاص المشبوهين، حيث تم خلال شهر ديسمبر مراقبة 132.000شخص، وهو رقم قياسي، أسفر عن توقيف 231 شخصا مبحوثا عنهم. كما تمت مراقبة 552,60 مركبة تم اكتشاف سبع مركبات مبحوث عنها. وأوضح المتحدث أنه في إطار هذه العمليات، تمكنت وحداته خلال شهر ديسمبر من تفكيك 17 عصابة إجرامية، منها خمس عصابات مختصة في السرقة والسطو على المنازل، ثلاثة مختصة في الاعتداءات على مستعملي الطريق، ستة مختصة في الحيازة والمتاجرة في المخدرات والأقراص المهلوسة وثلاثة مختصة في التزوير واستعمال المزور، على إثرها تم توقيف 52 شخصا، حيث بعد تقديمهم أمام الجهات القضائية تم إيداع 48 شخصا الحبس. فيما تم وضع 4 أشخاص تحت الرقابة القضائية. المجرم ''الشايط'' في قبضة الدرك بالضفة الخضراء في السياق نفسه، تمكنت عناصر الكتيبة الإقليمية بالدار البيضاء، من توقيف مجرم خطير يدعى ''الشايط'' البالغ من العمر 18 سنة، مبحوث عنه في أكثر من 12 قضية تتعلق بالضرب والجرح العمدي بالسلاح الأبيض وسرقة الهواتف النقالة، وبعد استدعاء الضحايا إلى مقر الفرقة الإقليمية بالضفة الخضراء تم التعرف عليه من الوهلة الأولى، المعني كشف عن شركائه الثلاثة في الاعتداء والسطو والتحريات متواصلة من أجل توقيفهم وسيتم تقديمه أمام وكيل الجمهورية لاحقا