- "مسؤولون كبار يرددون شعار بلد غني وشعب فقير فاحذروهم"
دعا الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، أحمد أويحيى، السبت بوهران، الطلبة الجزائريين إلى المساهمة في الدفع بالإصلاحات التي تجسدها الدولة في مختلف الميادين. واعتبر أن هذه المساهمة "الهامة" من قبل فئة الطلبة من شأنها تحصين المجتمع وتنويره بالأفكار الصحيحة "لاسيما لصد تلاعبات تجار السياسة والمغامرين بالاستقرار الوطني والهادفين إلى تعطيل مسار الإصلاحات"، مبرزا "ضرورة التغلب على الديماغوجية وكسر الطابوهات لتطوير الاقتصادي الوطني ومواصلة تمويل السياسة الاجتماعية". وعاد أويحيى إلى تاريخ الجزائر، سواء في الماضي القريب وما تعلق بالاستعمار الفرنسي، أو التاريخ الإسلامي، فقال من وهران خلال افتتاحه الجامعة الصيفية للاتحاد العام للطلبة الجزائريين، رادا على تصريحات بعض المسؤولين "نسمع ناس من باب الزعاف يقولوا أن المسؤول الفرنسي أعطانا استقلال"، وأضاف "نقول إن دوغول لم يمنحنا الاستقلال بل جاء بالثمن الغالي". واعتبر المتحدث أن التاريخ هو وقاية وتحصين للشعب والمجتمع. وعاد أمين عام الأرندي إلى حقبة التسعينيات من القرن الماضي، مفضلا تسمية العشرية السوداء بفترة "الحرب الأهلية"، وقال إن اسم مأساة وطنية "لطيف" والحقيقة حسبه "كنا في حرب أهلية" وصلنا للحل "لما عدنا لمراجعنا التاريخية والدينية"، وأبدى أويحيى اعتزازا كبير بالتاريخ الإسلامي للجزائر، في كل حقبه، وذكر بأن العالم الإسلامي يمر بألف أزمة وأزمة "البعض من الأزمات من فعل المسلمين وبعضها مفتعل من الخارج". وحذر أويحيى من أن هذه الأزمات "ستصلنا وتمس عقيدتنا"، مذكرا بأن الجزائريين اليوم "مالكيون ويحترمون كل الأديان والمذاهب"، وأضاف "أجدادنا كانوا شيعة ورفعنا راية الشيعة بقوة، زمن الفاطميين"، ليضيف "ولكن الآن نحن مالكيون ونحمد الله". مضيفا في السياق ذاته أن الدين الحنيف "دخل أوروبا بالجزائريين والمغاربة، وعمق إفريقيا وراء الصحراء بفضل أجدادنا وبالمغاربة"، مؤكدا أنه "سيأتي يوم يصبح المسجد الكبير مرجعا في العلوم الإسلامية وإشعاعا للدين الإسلامي". وذكر أويحيى الشباب بالأوقات الصعبة التي مرت بها الجزائر حيث "لم نكن نقدر على دفع ثمن باخرة قمح، وتحتم علينا الركوع لصندوق النقد الدولي، والبلاد ممزقة بحرب أهلية، وفترة كنا نلتقي في المقابر للدفن"، غير أنه "بفضل الرئيس بوتفليقة، الشباب اليوم عاش أكبر وقت رخاء في تاريخ الجزائر منذ الاستقلال". وفي هذا السياق دعا أويحيى شباب الأرندي لحماية الناس من خطاب "البلاد ما فيها والو، البلاد غنية والشعب فقير"، الذي يردده من "أعطتهم الجزائر كل شيء وجعلت منهم مسؤولين كبارا، ولما لم يتمكنوا من كرسي المسؤولية أصبحوا يرددون مقولة بلد غني وشعب فقير". ونبه أويحيى بالمناسبة إلى المخاطر التي تحوم حول الجزائر من جراء التغيرات التي يشهدها العالم سياسيا واقتصاديا، وأمنيا حيث حث الشباب بصفة عامة على "التجند لحماية مكاسب الاستقرار والعمل على تثمين وتعزيز مكاسب السلم والأمن"، واستخلاص الدروس من الأحداث التي يشهدها العالم الإسلامي في الآونة الأخيرة". كما أضاف أويحيى أن "التاريخ الذي هو مصدر اعتزاز وافتخار يعد قوة لمواجهة تحديات ورهانات المستقبل".