فخورون بثورتنا .. لكننا نريد أن نعيش جميع أبناء الاستقلال الذين التقت بهم النصر، يؤكدون فرحتهم بالذكرى الخمسينية و يفتخرون بوطنهم و يتمنون أن يعدل مساره الاقتصادي و السياسي و يهتم أكثر بالعلوم و التكنولوجيا لتحقيق التطور المنشود و يتأسفون لأن المقررات الدراسية لا تقدم لهم ما يكفي من المعلومات و الحقائق حول أعظم ثورة في العالم و رموزها... حتى الأفلام الثورية قليلة جدا ومناسباتية و أجمعوا على ضرورة استعادة الذاكرة و تفاعل الأجيال في وقفة للذكرى و العبرة، داعين إلى الاهتمام باحتياجاتهم و مراعاة حقوقهم في الشغل و السكن و العيش الكريم... و تحطيم قيود البيروقراطية و المحسوبية التي تعرقل طموحاتهم. ايتيم رمضان 34 عاما،عامل بورشة لأشغال الترامواي بصراحة لا أشعر بأننا نتمتع بالاستقلال بنسبة مائة بالمائة رغم مرور 50 عاما على 5 جويلية 1962، فنحن لازلنا نتحدث بالفرنسية و العديد من الإدارات و الشركات الوطنية تستعمل هذه اللغة بشكل يومي و موظفيها و غيرهم يتباهون بذلك. أنا أعمل حاليا في شركة جزائرية فرنسية مشتركة لوضع السكك الحديدية الخاصة بالترامواي و أجد نفسي مضطرا لاستعمال الفرنسية في حديثي مع المسؤولين الفرنسيين عن هذه الورشة لأنهم لا يتحدثون لغتنا و كأن استعمالها شرط للعمل معهم. مستواي الدراسي (الثانية ثانوي)يمكنني من فهم تعليماتهم و توجيهاتهم في العمل و الرد عليهم لكنني أتحسر لأنني أشعر باستمرار أن فرنسا لا تزال معنا هاهنا و لم نتحرر منها بعد.جميل أن نتعلم اللغات الأجنبية، لكن الأجمل أن نتحدث بلغتنا الأم و نستعملها في كل مكان ومع كل الناس...هذا هو مفهومي للاستقلال. عزالدين معيزو،50 عاما،بائع زجاج الجزائر بدأت في التقهقر و التدهور منذ رحيل الرئيس الأسبق هواري بومدين الذي جعلها تعيش أروع مرحلة في مسارها بعد الاستقلال و جعلها تتطور في كافة المجالات و تحظى بمكانة مهيبة و قوية على الصعيد الدولي.تلك الحقبة ذهبت للأسف دون رجعة .لا أقول أن الجزائر أفلست بعد أن فقدنا "موسطاش"،لكن مستقبلها يكتنفه الغموض.صحيح أن الرئيس بوتفليقة يساعد"الزوالية"و قام بأشياء جيدة للبلاد لكنه لم يتمكن من تحقيق انجازات بحجم التي جسدها قبله بومدين...إننا نرى دراهم البلاد تذهب هنا و هناك،و لا نرى مشاريع ضخمة تنجز في آجالها المحددة أو مصانع كبرى توفر مناصب عمل لشبابنا البطال الضائع فكيف نتحدث عن التقدم في خمسينية الاستقلال و لا أحد يدفع البلاد إليه؟. نور الدين بن حابسة 48 عاما،صحفي بالتليفزيون الجزائري خمسينية الاستقلال من الضروري أن تكون في مستوى الحدث فنحن بحاجة لتثمين ما تحقق من انجازات و تأكيد بأن الثورة مستمرة...أقصد ثورة البناء و التشييد بالرغم من حدوث انكسار في العشرية السوداء.من الضروري الاحتفال بهذه المناسبة لنؤكد للأجيال الجديدة بأن الاستقلال لم يأت بسهولة بل ضحت منه أجيال و أجيال عبر 130 عاما من خلال المقاومات المختلفة و الثورات الشعبية و أحداث ماي 1945 إلى أن اندلعت الثورة التحريرية المسلحة في الفاتح من نوفمبر 1954بشكل قوي، وهي ثمرة تحضيرات متعاقبة و إن كانت ليست مسطرة بدقة وفق استراتيجية محددة . حلمي كجزائري ولد بعد الاستقلال مثل حلم الرئيس بومدين وهو أن أرى الجزائر كوردة متفتحة في العالم و أن تتخطى التخلف و تسترجع"بريستيج" السنوات الأولى من الاستقلال بدءا بمكانتها الرائدة بين الشعوب و قوتها الديبلوماسية و استشارتها كدولة محورية في افريقيا و دولة عربية و تعاطفها مع الشعوب المضطهدة. يكفي أن نذكر مليون ونصف مليون شهيد فهذا بحد ذاته رأسمال كل جزائري و دافع قوي للمساهمة في بناء وطن موحد و مستقر يوفر العمل و العيش الكريم وتكافؤ الفرص للجميع و كذا حرية تعبير مسؤولة و عدم الانسياق وراء كل ما من شأنه أن يمس بثوابت و مبادىء منصوص عليها دستوريا و هي الاسلام واللغة و الوطن. نعم أصبحنا ملزمين بتجسيد وطن كما حلم به المجاهدون و الشهداء و يحلم به شباب القرن ال21 وفق التطور الحاصل في التكنولوجيا و باقي العلوم دون الانسلاخ من مقومات ديننا و تقاليدنا الراقية. نحن شعب مميز يحافظ على هذا التميزكما تمكننا من صنعه ذات نوفمبر وكما يصنعه اليوم علماؤنا و كافة إطاراتنا و مواهبنا الرياضية و الفنية هنا و في الخارج.فالجزائري يمكن أن ينجح في كل مكان و كل مجال." عبد الحق حواسنة،43 عاما صاحب محل بيتزا الجزائر حققت منذ الاستقلال تطورا ملحوظا في بعض الجوانب مثل الثقافة و السياسة لكن لا تزال بعض الأمور في حالة جمود (...)مثل "عقليات" و نمط تفكير البعض أرجو أن يتزامن مع الاحتفال بالخمسينية اهتمام أكبر بفئات الشباب و استشارتهم في ما يخص احتياجاتهم و طموحاتهم و أهدافهم. أحمد فلاح 47 عاما،عون أمن بجامعة منتوري لدينا شعب حساس و حنون ،لكن السلطات لا تبالي بمعاناة الكثير من أبناء هذا الشعب.أقول هذا الكلام بأسف، لأن بلادي تستعد للاحتفال بعيد استقلالها الخمسين و أتساءل أين أبسط حقوقي و أين حقوق أبنائي في الحصول على مأوى و لم الشمل و العيش الكريم المستقر؟ كنت أقيم في بيت قديم هش في حي رحبة الصوف الشعبي مع زوجتي و أبنائي و في يوم 1 جوان اندلعت النيران في أعشاب نمت فوق ردم بيت مجاور و امتدت ألسنة اللهب لتلتهم كل شيء في بيتنا و تحوله إلى رماد. حضر آنذاك رجال الاطفاء و أعدت الشرطة تقريرا و حضرت السلطات توزيع الوعود ثم لاشيء بعد ذلك.انقسم أبنائي و زوجتي بين بيوت الأقارب و إلى الآن لا زلنا متشردين دون سقف.فقد فقدنا البيت و كل ما به من أثاث و تجهيزات و لم تتمكن ابنتي من اجتياز شهادة التعليم المتوسط في ظل هذه الظروف القاهرة.لا أملك إلا أن أحلم بالإنصاف و الأمن و الأمان و التطور في بلد مستقل و أن ينفق و لو جزء من الميزانية الكبيرة المخصصة للحفلات و المهرجانات و "الزرد" تحت غطاء الخمسينية،لإيواء من لا يملكون هذا الحق الضروري للحفاظ على الكرامة التي استشهد من أجلها الملايين. طارق قطش،32عاما محام الخمسينية تجعلنا نعيش جزءا من أمجاد الماضي المضيء من تاريخ البلاد الذي لم نتمكن من اللحاق به و هذا شيء إيجابي نعتز به ونتمنى ثورة شبيهة بتلك التي قادتنا إلى الاستقلال...ثورة شاملة للنهوض بمستقبل الأمة و استتباب الأمن و الطمأنينة و تجسيد الشعارات التي لا تزال شعارات و أهمها :جزائر العزة و الكرامة التي لا تزال فنسبية. ريان شعباني 16 سنة، تلميذة في السنة الرابعة متوسط أكيد أن الجزائر تطورت خلال ال 50 عاما الماضية، لكنها لا تزال تعاني من نقائص في الجانب الاقتصادي لابد من تداركه لتكمل تطورها فهي لا تزال تعتمد على المحروقات بدل استغلال ثرواتها الطبيعية الأخرى و مواردها المتجددة.كما أشير إلى أن التكنولوجيا ضرورية للتنمية و لابد أن نشارك في تطويرها و لا نكتفي بما نستورده من الخارج.و أريد مثل الكثير من المواطنين ثورة أخلاقية في مجتمعنا فنحن لم نعد نتحمل الألفاظ السوقية و العبارات النابية التي يتداولها الشباب في الشوارع و كذا التحرشات و المضايقات و الاعتداءات و أعتقد أن القضاء على البطالة و الفراغ في أوساط الشباب سيعيد و لو قليلا الأمور إلى نصابها .عموما أنا متفائلة بمستقبل بلادي. رميساء شعباني ،18 سنة طالبة في الثانية ثانوي أغتنم فرصة الاحتفال بالخمسينية لأتحدث عن الشباب الذين يحتاجون إلى اهتمام أكبر فهم لا يجدون المراكز و المرافق التي تؤطر و توجه نشاطاتهم و تصقل مواهبهم و مهاراتهم فيقتلهم الفراغ و الملل خاصة في الصيف.و هذا التهميش و الاهمال يجعل من العديد منهم أشخاصا سطحيين لا يتحملون أية مسؤولية و لا يهتمون إلا بمظهرهم و لباسهم و باقي الشكليات عكس الأجيال السابقة. لمين رابحي17 عاما،طالب في الثانية ثانوي لا أرى ما يبعث على الرضا و الفرح.نسمع الكثير من الكلام و الوعود و الشعارات و لاشيء يطبق.الواقع يعكس وجود عنصرية في التعامل و المعاملة و المواقف. إذا كنت من ذوي الأكتاف العريضة و لديك "معريفة" تحقق ما تريد و العكس صحيح. و هذه الأمور تعرقلنا و لا تتركنا نتطور مثل باقي الدول. عبد العليم كروم 17 سنة طالب في السنة الأولى ثانوي لست راض على مستوى التعليم الذي نتلقاه فالأساتذة يدرسوننا ب"التشناف" و كأنهم يتصدقون علينا و لا يتلقون رواتب من الحكومة الجزائرية. و إذا لم يخضع التلميذ و يسجل لمتابعة دروسا خصوصية لديهم يهمشونه و لا يعطونه علامات جيدة. و السؤال الذي يراودني دائما لماذا لا يبث التليفزيون الجزائري الأفلام الثورية إلا في المناسبات مثل خمسينية الاستقلال ؟و لماذا لا توجد الكثير من الأفلام التي تعرف الجيل الجديد بمراحل و خبايا ثورة التحرير و بطولات الشهداء و المجاهدين التي نكاد نجهل كل شيء عنها؟لا أفهم أيضا لماذا المقرر الدراسي لا يركز على تاريخ الجزائر كما كان من قبل و يعطينا فلاشات أخبار عن ثورة تحسدنا عليها الأمم؟. عبد الحميد بن عزوز24عاما،متخصص في الاعلام الآلي بفضل عملي بمقهى النت و إبحاري المستمر عبر المواقع التي تغوص في أعماق تاريخ الجزائر و ثورتها المجيدة، أعرف الكثير من أبطال الثورة و الاستقلال و أنصهر من شدة الاعجاب بالرئيس الراحل هواري بومدين رمز "النيف"و الكرامة و التنمية الحقيقية و بالثورة الزراعية و لو استمرت إلى اليوم لما احتاجت الجزائر لاستيراد ما يستهلكه أبناؤها و لو استمرت الثورة الصناعية لما أفلست الشركات و طرد العمال.كانت استراتيجيته ناجحة جدا و ها نحن نصطدم بواقع مر:الجزائر غنية و شعبها فقير في خمسينية استقلالها .كشاب سمعت عن منح قروض مصغرة لتمويل مشاريع الشباب و حضرت الملف لكنه امتلأ بالغبار دون أن أحصل على سنتيم.اننا شباب لا يجد مكانا مناسبا للعمل و الراحة و الترفيه بمدينة تتوقف فيها النشاطات و الحركة على السادسة مساءا. نعيمة /كاميرا وومن/32سنة بكل صدق لا أرى ما يعكس 50سنة من الاستقلال في أرض الواقع و ضمن كل هذه المشاكل التي لا زلنا نتخبط فيها من مشاكل البطالة و أزمة السكن و الرشوة و المحسوبية التي قضت على أحلامنا، و يكفي أن تتجوّل في الشارع لتقف على صور البؤس و اليأس الصارخة. فالجزائر التي تمنيتها و ما زلت أتمنى أن أراها بعد نصف قرن من الاستقلال، جزائر متطوّرة و يعكس واقعها كل الخيرات و الثروات التي تزخر بها، لكن للأسف ما زال حلمي لم يتحقق و إن كنت واثقة في الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي اعتبره أجمل و أهم شخص أعاد الأمل و التفاؤل إلى جيلي، لكن كما يقال "يد وحدة ما تصفق" و كم تمنيت لو تمكننا من مساعدته للارتقاء بوطننا الحبيب لكنهم لم يمنحوننا الإمكانيات. على المسؤولين أن يحسوا بنا و يجدوا حلولا للمشاكل التي أرهقتنا و بالأخص المحسوبية و الرشوة التي حرمت الكثيرين من أبسط حقوقهم:العمل و السكن و...القائمة طويلة. هامل شعيب /بائع خضار/20سنة خمسون سنة من الاستقلال يعني نصف قرن من الزمن أي عمربأكمله...من المفروض أن تكون الجزائربعده أفضل بكثير مما هي عليه الآن في جميع المستويات، غير أننا لا زلنا نحلم بأبسط الحقوق، الحصول على سكن و عمل قار، فأنا اضطرت لبيع الخضر لأنني لم أمنح فرصة عمل في المجال الذي أحلم به، حتى أنني أصبحت أفضل عدم الحديث عن أحلامي لتأكدي من عدم تحققها، و مع هذا أبقى متفائلا و أنتظر غدا أجمل طالما هناك حياة هناك أمل كما يقولون. إيمان/حلاقة/19سنة نحمد الله على نعمة الاستقرار التي استعادها وطننا الحبيب، والتي أعادت إلينا الأمل و جعلتنا نخرج ونسير بقلوب مطمئنة، فلا استعمار يكبّل أيادينا و لا إرهاب يؤرق ليالينا و إن كانت هناك بعض المشاكل فهي لا تساوي شيء مع الخوف الذي عشناه في العشرية السوداء و ما عاشه آباؤنا حتما خلال فترة الاستعمار لذا علينا بالتفاؤل و الثقة. أنا شخصيا لم أعان مشكلة البطالة و أتمنى ألا أواجه مشكلة سكن في المستقبل، فبمجرّد انتهائي من فترة التكوين في مجال الحلاقة وجدت عملا استرزق منه. لكن تبقى أمنيتي و أمنية كل الجزائريين دون شك هو رؤية الجزائر أكثر تطورا و استقرارا. صبري بن موناح 36 سنة، صاحب مقهى خمسون سنة تعتبر مدة قصيرة بالمقارنة بالكثير الدول الأخرى التي حصلت على استقلالها قبل الجزائر بسنوات طويلة، إلا أنه تحقق في السنوات القليلة الماضية العديد من الأمور الإيجابية التي لا يمكن إنكارها خاصة في عهدة الرئيس بوتفليقة كمجال السكن، من خلال خلق العديد من الأحياء السكنية الجديدة التي ساهمت بشكل ما في التخفيف من أزمة السكن و لكن هل توزع هذه السكنات حسب الاستحقاق و الأولويات؟ أنا اتمنى بهذه المناسبة المهمة أن يتنحى جيل الاستقلال عن القيادة تاركا المشعل للشباب لعلهم يحملون أفكارا جديدة تقدم لنا الأفضل. أنيس 23سنة/بائع ملابس رجالية/ لا زالت أرى مستقبل الجزائر باهت و غير واضح. و الذكرى ل50للاستقلال ستمر كباقي المناسبات مجرّد يوم نسترجع فيه بطولات الآباء و الأجداد، ونشعر فيه بالفخر للحظات قبل أن نصطدم بالواقع المر من جديد و نحن نواجه نفس المشاكل التي تخبط فيها من قبلنا و ما زلنا نتخبط فيها ببلد ثري كجزائرنا التي لم تتمكن من تجاوز محنها و أزماتها كالبطالة و السكن و الحقرة و الرشوة التي جعلتني كغيري من أبناء جيلي نرى العمر يمضي بسرعة دون أن نتمكن من تحقيق أبسط أحلامنا:عمل قار و سكن و عائلة تنعم بالحياة الكريمة دون خوف من المستقبل المجهول. سمير 27سنة/سائق سيارة أجرة/ ماذا يمكنني قوله عن شعوري بمناسبة مرور 50سنة عن اليوم الخالد ذكرى الاستقلال المجيد؟ أفضل أن أترك لكم الحكم من خلال أخذ واقعي كمواطن بسيط و عيّنة قد تعكس مئات الحالات بل آلاف الحالات، فأنا متخرّج من الجامعة بشهادة مهندس في الإعلام الآلي، و ها أنا ذا أمامكم سائق سيارة أجرة لأنني لم أجد منصب شغل في مجال دراستي. و أنا كشاب لا أريد أن تبقى ذكرى الاستقلال مجرّد ذكرى نسترجعها مرة كل سنة و إنما أن نعيشها بفخر كمواطنين مدينين لوطن صان كرامتهم في العيش و العمل و حقوقهم و...كل شيء، للأسف الشيء الذي ما لا زلنا نفتقر إليه هو الشعور بالآمان و الثقة و كيف لا يسيطر عليك الخوف من المستقبل المجهول، ما دمت ليس لديك عمل و سقف يأويك... أتعرفين أنني عملت لمدة سنة و نصف بشركة اقتصادية مهمة و لأنني عملت كمتعاقد، تم إبعادي لأنهم رفضوا تجديد العقد لتشغيل شخص آخر "عندو لكتاف"إشارة إلى المحسوبية و للحديث قياس. لكن هذا لا يعني أنني لا أحب بلدي بل أنا مستعد للموت من أجله. قجالي حسام الدين24سنة /حارس حظيرة سيارات/ ذكرى الاستقلال فخر و اعتزاز لكل جزائري لا ينكر عودة الاستقرار التي ننعم بها و كل باقي المشاكل تهون أمام هذه النعمة ، فلا أحد مات جوعا في الجزائر، أما عن الشغل فأنا شخصيا لم أواجه البطالة ، فربي وحده يوّزع الأرزاق، و كل ما أكسبه من عملي مهما كان بسيطا يكفي لحفظ كرامتي، و مكنني من فتح بيت...و أكرر أن الاستقرار أهم شيء في الحياة طالما نحيا في هدوء و يمكننا ممارسة ما نحب و نقوم بواجباتنا تجاه ربنا ووطننا فحقوقنا لن تضيع. ميلود هارون تاجر، 40سنة أقسم بأنني لا أعرف أي يوم أو شهر نحن الآن، فما بالك بذكرى الاستقلال التي والله لا أتذكرها إلا من خلال التلفزيون أو الجرائد، فقساوة الظروف المعيشية أنستنا كل شيء جميل، لأننا لا نكف عن اللهث وراء لقمة العيش و نحلم بشقة و بأشياء هي في الواقع حقوق يتمتع بها أبسط مواطن في البلدان الأخرى، لكنها ببلادنا باتت بمثابة أحلام صعبة التجسيد. للأسف، شاب في سني لم يفتح بيتا و لم يؤسس أسرة بسبب غياب كل فرص الحياة الكريمة، ماذا تنتظرون منه أن يقول لكم عن ذكرى الاستقلال التي تحوّلت إلى مجرّد مناسبة للاحتفال الرسمي، لا يبادر الكثيرون إلى الاحتفال بها كما كان الأمر عليه سابقا، عندما كنا نتسابق لتعليق الأعلام بالشرفات و أسطح المنازل. فجزائر الاستقلال لابد أن تمحي الغبن عن وجوه أبنائها، لكن للأسف هذا لم يتحقق بعد. سلطان شهاب نصر الدين /طالب جامعي/ أولا الحمد لله لأننا لم نبق تحت هيمنة الاستعمار الغاشم، غير أن الخطى التي نسير عليها و نحن نحتفي بالذكرى الخمسين للاستقلال جد بطيئة و لا تبعث على التفاؤل، لأننا لا زلنا للأسف نشعر بآثار التخلّف مع تواصل ،الجهوية، المحسوبية، الرشوة... و ما دامت حقوقنا بمثابة الأحلام صعبة المنال، فإن اليأس يسيطر علينا أكثر فأكثر، و آمالنا تتبدد من شهر إلى شهر، خاصة عندما نرى من حولنا من المتخرجين الجامعيين يعانون البطالة و الفقر و قلة فرص العمل و السكن و إثبات الذات...كان لابد أن ننعم نحن جيل الاستقلال بكل ظروف الرخاء لما تزخر به بلادنا من ثراء، غير أن الواقع لا زال يصدمنا، و اليأس يسيطر علينا خشية أن نمر بنفس الظروف التي عاناها من قبلنا، فأنا لا أتصوّر نفسي دون عمل بعد كل الجهود المبذولة، و أندم على مواصلة دراساتي العليا بدل التوجه نحو التكوين المهني و تعلم صنعة تنفعني و أربح من خلالها الوقت و أحصّل معها المال الكافي لفتح بيت و تأسيس عائلة، بدل التخرّج من الجامعة في سن ال24 و قضاء سنتين إضافيتين بالجيش و العمر يمضي بصاحبه و يجد نفسه و هو في عتبة الثلاثين أو الأربعين دون تحقيق أبسط الأحلام. بوزرادة محمد أمين /طالب جامعي/ الذكرى الخمسين للاستقلال بالنسبة لي كشاب، ذكرى انتصار حققها الأولون لننعم نحن بالحياة الكريمة، لكن للأسف رغم مرور 50سنة لا زلنا نحلم بالعيش الكريم، و أبسط أحلامنا لم تتحقق بعد، حتى الشهادات الجامعية لم تعد تشفع لنا للحصول على منصب شغل، فكابوس البطالة و أزمة السكن غطيا على كل الانجازات الجيدة التي حققتها الجزائر. و أنا شخصيا أطمح إلى رؤية جزائر مستقلة بكل ما تحمله العبارة من معنى حرية، رخاء، استقرار . صلاح الدين خالدي 24 سنة، فنان حققت الجزائر بعد 50 سنة من الإستقلال العديد من الأشياء الإيجابية التي نفتخر بها. الحمد لله استطعنا رغم العديد من الصعوبات الوصول إلى نوع من الاستقرار في بلادنا، و تمكننا بكثير من الإرادة و العزم من تجاوز الكثير من المحن بما فيها فترة العشرية السوداء التي كانت اختبارا صعبا لنا جميعا، و لذلك أتصور أن الاستقلال يعني لنا الكثير كشباب حتى و إن لم نعش حقبة الثورة التحريرية . إلا أن الأشياء التي يرويها لنا آباؤنا عن الاستعمار و عن الكفاح هي أشياء من أروع ما يكون قدموها لنا بطيب خاطر لنستطيع نحن اليوم العيش بسلام و أمان، بغض النظر عن كل المشاكل التي لا يمكن تجاهلها و التي تواجه في الواقع أغلب بلدان العالم. لذلك يجب علينا العمل بجد لنتغلب عليها و أن لا نهرب و نتركها وراءنا، حتى و لو كان ذلك بسبب البيروقراطية. سفيان بومجيرك 30سنة، مهندس الجزائر بلد غني جدا و مميزي و لكن مشكلتنا ليست في الوطن في حد ذاته و لا في قوانيننا و وبتشريعاتنا بل تكمن في الأشخاص الذين يطبقون هذه التشريعيات و القوانين بطرق تعسفية، لذلك أنا لا أتفق مع الأشخاص الذين يطالبون بإعطاء الفرصة للشباب لإدارة مناصب مهمة و مراكز حساسة بصورة مطلقة، لأنهم هم أيضا بحاجة رغم شهاداتهم و كفاءاتهم العلمية لوصاية الأشخاص الذين يفوقونهم خبرة. بقدرما أنا سعيد باحتفالات الذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر، إلا أنني في نفس الوقت أشعر بالحزن عندما أرى أننا في ظرف خمسين سنة لم نحقق الكثير، و أسوأ من ذلك أصبحنا نفقد تدريجيا مفهوم المواطنة خاصة مع استمرار عقلية " البايلك" التي يطلبها الجميع عندما يتعلق الأمر بالملكية العمومية. فحرب التحرير ما هي إلى مرحلة انتقالية في حياة الوطن و علينا الآن أن نفكر في كيفية بناء هذا الوطن الذي حررناه. زهية يسعدو28 سنة، أستاذة متحصلة على ماجستير في الإعلام و الإتصال نحن ننتمي إلى جيل ما بعد الإستقلال، و لم نعش حقبة الثورة و لكننا عشنا فترة لا تقل صعوبة عنها و هي العشرية السوداء، التي أرجعت الجزائر سنوات طويلة إلى الوراء بالعقلية الرجعية التي جاءت بها إلى أننا تمكننا مع ذلك من التقدم إلى الأمام من خلال البحث العلمي، الذي يشهد تطورا ملحوظا خاصة مع خوصصة ألإعلام التي تعتبر خطوة في غاية الأهمية ستحسن حسب تصوري كثيرا في هذا المجال، خاصة أنها ستساهم في تغيير الصورة النمطية للجزائر أمام كل دول العالم، من خلال إعلام هادف و مدروس. بلال عياد،33 سنة، ممثل نحن أبناء الاستقلال ننحني أمام ذكراه الخمسين و نواصل الكفاح بالبناء و التشييد و الابداع و التطور كل في مجاله فنحن في مجال التمثيل و المسرح و السينما نوظف قدراتنا الفنية لنوصل رسالتنا للأجيال الأخرى التي سبقتنا و التي تأتي بعدنا و جيل الثورة كافح من أجل استقلال بلادنا لنرسم دربنا في الحياة .أقول في هذه الذكرى الغالية أنني راض عن بلادي رغم النقائص و رغم الأشياء التي لم تحقق لحد الآن و أنظر إلى المستقبل بتفاؤل فطبع الفنان هو التفاؤل و الطموح للتجديد. حمزة بوناب،27 عاما إطار في مؤسسة سونلغاز هنيئا لكافة الشعب الجزائري بكافة أطيافه بذكرى الاستقلال، التي ترسخ في أذهاننا التضحيات الجسام لكل شهداء ومعطوبي الحرب فالجزائر ضحى من أجلها الرجال بالغالي والنفيس في سبيل مستقبل أفضل للأجيال القادمة، و خلال نصف قرن مضت على استقلالنا من الاستعمار الغاشم خطت الجزائر خطوات مهمة للأمام بالرغم من النقائص التي تعاني منها في جميع المجالات، كضعف المنظومة التربوية و إنعدام سياسة واضحة للتوظيف و التشغيل من شأنها الإنقاص من البطالة المتزايدة يوما بعد يوم. بعد سنوات العشرية السوداء عاد مؤخرا بصيص الأمل للشعب الجزائري بعد برنامج فخامة الجمهورية المتعلقة بميثاق المصالحة الوطنية، ودارت عجلات التنمية من جديد شهدنا مشاريع كبرى متعلقة بالإسكان و الأشغال العمومية كالطريق السيار شرق غرب، و هذه من الأمور الإيجابية التي يجدر التنويه بها.