رفضت المصالح القنصلية المغربية في باريس منح تأشيرة الدخول إلى المغني فرحات مهني وزعيم تنظيم "الماك" الانفصالي الذي يحمل جواز سفر باسم لاجئ سياسي من الحكومة الفرنسية. وأكدت مصادر إعلامية متطابقة أن فرحات مهني أعلن ذلك على موقع التنظيم الانفصالي الممنوع في الجزائر. وفي خطوة غير معهودة من السلطات المغربية رفض المغرب رسميا دخول فرحات مهني أراضيه، في وقت اعتاد صوت الانفصال أن يشارك في عدة ملتقيات ومهرجانات خاصة بالحركة الانفصالية التي يقودها ويطالب من خلالها باستقلال منطقة القبائل. التنظيم الانفصالي الذي تربطه علاقات وثيقة مع عدة أطراف منها الكيان الصهيوني والعديد من القيادات السياسية في تل أبيب يسعى منذ مدة إلى إيجاد حلفاء له في المنطقة، وقد عمل على الاستثمار في الخلاف الجزائري المغربي ومحاولة استمالة المغرب إلى مطالبه، لكن الزيارة الأخيرة التي قادت الوزير المنتدب للشؤون الخارجية والتعاون المغربي مرفوقا بالمسؤول الأمني الأول عن جهاز مكافحة التجسس نهاية الأسبوع إلى الجزائر في زيارة مفاجئة حملت رسالة من ملك المغرب إلى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. وتشير توقعات إلى أن الجزائر والرباط قد يكونان أطلقا محادثات خاصة في وقت سابق، بشأن عدة قضايا ذات الشأن المشترك في إطار التعاون بين البلدين وفق رؤية جديدة. فهل كان منع فرحات مهني من دخول التراب المغربي عن طريق عدم إصدار تأشيرة له من باريس ثمرة هذه الخطوة الأولية لإبداء حسن النوايا بين الطرفين؟ ربما يكون هذا القرار مؤشرا على وضع حد للتخلاط السياسي وطي صفحة ملف من ملفات التوتر بين الجزائر والمغرب، أو هي رسالة مغربية مباشرة للجزائر كتعبير عن حسن النوايا في تطبيع سياسي بين البلدين يخدم المصالح المشتركة، والمرجح أن يجنح المغرب وهو المتضرر الأكبر من بقاء الحدود الغربية مغلقة إلى تطبيع سياسي واقتصادي رسمي مع الجزائر التي لا تمانع في ذلك إن توفرت الظروف وحسنت النوايا السياسية من الجارة الغربية لبلادنا. وكان فرحات مهني أشرف وشارك في عدة محطات سياسية وثقافية وفنية مناوئة للجزائر استغل فيها نشاط الحركة البربرية المطالبة بتثبيت الهوية الأمازيغية لساكنة بعض مناطق المغرب ليلج إلى موضوع الانفصال والمطالب المزعومة لسكان منطقة القبائل الذين يتحدث باسمهم، وقد أكدوا في أكثر من مناسبة أن هذا الشخص بعيد كل البعد عن تطلعاتهم ومطالبهم الحقيقية.