تسعى جمعية العلماء المسلمين الجزائريين للقاء وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط ومسؤولين في الحكومة بخصوص ملف إصلاح المنظومة التربوية، الذي قالت عنه إن السرية والتستر بخصوصه يدفع إلى التساؤل والقلق حول مستقبل الجيل القادم. وقال حسن خليفة المكلف بالإعلام على مستوى الجمعية، امس في تصريح ل "البلاد"، إن سعي قيادة الجمعية للقاء الوزيرة وغيرها من المسؤولين في الحكومة يدخل في إطار سعي عادي ضمن برنامج العمل الإصلاحي، حيث التقت الجمعية بمسؤولين من وزارة الاتصال والشؤون الدينية وكذا وزارة التعليم العالي، وأضاف المصدر أن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين تسعى منذ سنة إلى توضيح عدد من المسائل المتعلقة بإصلاح المنظومة التربوية والتي يلفها الكثير من الغموض وظلت تتأرجح بين التصريح والاشاعة والتكذيب، رغم أنها تشكل انشغالا في المجتمع، مشيرا في السياق إلى وجود تنسيق مع نقابات التربية مقابل مراسلات لا يرد عليها من طرف الوزارة الوصية. وانتقد حسن خليفة في حديثه أمس اعتماد التستر والسرية على مسألة تحتاج إلى وضوح تام وتتعلق بالمنظومة التربوية ومستقبل أجيال، كما تحتاج إلى حوار بين المعنيين والخبراء في مجال التربية تفاديا لاعتماد قرارات تهمش مواد الهوية وتقلل من شأنها، وأضاف أن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين رغم أنها تعتبر أن الإصلاح أمر ضروري ومستعجل، ترى أنه لابد أن لا يتم بأسلوب الغموض والالتباس ولا بالاستعجال الذي تكون عواقبه وخيمة ولا يفتح بشأنه حوار كاف. وفي السياق ذكر المصدر بطرح الجامعة الصيفية الثالثة للجمعية المقررة نهاية اوت الجاري لملف اصلاح المنظومة التربوية للنقاش من طرف أكادميين ومختصين منهم وزراء تربية سابقين، وهو الملف الذي تقرر عرضه للنقاش منذ وقت سابق، بالنظر إلى ما أثاره من مخاوف، خاصة بإعلان وزيرة التربية الوطنية عن فرنسة المواد العلمية في التعليم الثانوي وإلغاء مادة التربية الاسلامية من البكالوريا وما يشكله من مساس بمواد الهوية الوطنية، حسب رأي جمعية العلماء المسلمين الجزائريين. وفي سياق ذي صلة، صدرت امس دراسة للمجلس الثقافي البريطاني تشير إلى أن اللغة العربية هي ثاني أهم لغة في المستقبل من اللغات التي تدرس في المدارس بعد اللغة الاسبانية، وهو ما دفع بالمجلس لتنفيذ مبادرة للترويج لها في المدارس البريطانية وجعلها ضمن مشاريعه الثمانية. وأخذت الدراسة بعين الاعتبار علاقات التصدير وأولويات الحكومة والعلاقات الدبلوماسية الأمنية، مبينا أن الدول العربية تعد من المناطق التي يقصدها البريطانيون للإجازة.