عبد المجيد عطار: "اجتماع الجزائر سيبحث مستقبل سوق البترول" يعقد وزراء منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"، اجتماعا الشهر المقبل في الجزائر العاصمة، في محاولة جديدة لتعزيز دورها المتراجع وإنهاء معركة على الحصة السوقية التي أدت إلى تهاوي أسعار النفط العالمية. وقالت وكالة رويترز أمس، استنادا لمصدر رسمي إيراني، إن طهران ثالث أكبر منتج في المنظمة، أكدت أنها ستشارك في اجتماع الجزائر. وقال مصدر من وزارة الطاقة الجزائرية "نحن نبذل جهودا داخل المنظمة لعقد اجتماع جديد قريبا بين أوبك والمنتجين من خارجها -وعلى رأسهم روسيا من أجل استقرار السعر". ويجتمع أعضاء "أوبك" على هامش منتدى الطاقة الدولي الذي يشارك فيه المنتجون والمستهلكون في الجزائر في الفترة مابين 26 و28 سبتمبر. وتقول المصادر، إنّ "أوبك" ستحيي على الأرجح محادثات تثبيت مستويات الإنتاج في اجتماعها مع المنتجين من خارجها في الجزائر. وقال وزير النفط الإيراني بيجن زنغنه إن منظمة البلدان المصدرة للبترول لا يمكنها السيطرة على أي شيء ما لم تحدد حصصا لإنتاج كل دولة وأصر على أن طهران تستحق حصة مرتفعة استنادا إلى الإنتاج التاريخي. وقال زنغنه إن حصة عادلة لإيران ينبغي أن تكون 14,5 بالمئة من إجمالي إنتاج "أوبك". من جهته، يرى الخبير في شؤون الطاقة "عبد المجيد عطار" أن اجتماع أوبك المقرر سبتمبر المقبل يكتسي أهمية كبيرة لبحث مستقبل سوق النفط، حيث يعتبر فرصة إضافية للدول النفطية من أجل مراجعة مواقفها بخصوص مسألة التموقع في سوق النفط عن طريق الحصص ولو كان ذلك على حساب الأسعار. وأوضح عبد المجيد عطار المدير العام الأسبق لسوناطراك، أن اجتماع الجزائر سيعطي رؤية أوضح للدول الأعضاء في أوبك. مضيفا أن حرب التموقعات الحالية هي حرب حصص وليس حرب الحفاظ على سعر البرميل، مشيرا إلى إمكانية الاتفاق خلال هذا الاجتماع ليس فقط من أجل تخفيض الإنتاج ولكن -يقول عطار-لخلق تنسيق حقيقي أقله لتفادي تدني أسعار النفط إلى ما دون ال 40 دولارا. وقال رئيس المنظمة النفطية وزير الطاقة القطري محمد بن صالح السادة أول أمس في بيان، إن الاجتماع سيعقد في إطار اهتمام أوبك "بإعادة الاستقرار والانتظام إلى السوق النفطية". وكانت وكالة بلومبيرغ الاقتصادية قد أفادت بأن أوبك ليس لديها على الأرجح أي خطط للعودة إلى المفاوضات حول "تجميد" إنتاج النفط، مشيرة إلى أن اجتماع الجزائر "سيناقش قضايا التعاون مع الدول خارج المنظمة". وعلى صعيد مؤشر البرميل، ارتفعت أسعار النفط العالمية بعد الإعلان عن تأكيد مشاركة إيران في الاجتماع غير الرسمي الذي سيعقده أعضاء "أوبك". وأشار المتفائلون باستعادة السوق توازنها إلى تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال أواخر الأسبوع الماضي عن تجدد دعوات بعض أعضاء أوبك إلى تثبيت مستويات الإنتاج. وارتفع سعر مزيج برنت العالمي بنحو 2.6 % مساء أمس الثلاثاء ليصل إلى نحو 45.40 دولارا للبرميل، كما زاد سعر الخام الأمريكي بنسبة مماثلة ليصل إلى 42.90 دولارا.