أكثر من 25 مصابا.. تكسير أكثر من 60 مقعدا في ملعب 5 جويلية... وخسائر تفوق 100 مليون سنتيم ترسمت مخاوف الجميع في الجولة الثانية من الرابطة المحترفة الأولى بعدما تواصلت موجة العنف التي بدأت منذ قص شريط "المحترف" الأول الأسبوع الماضي بعدما قررت المديرية العامة للأمن الوطني السحب التدريجي لعناصرها من تأمين المباريات وهو الأمر الذي كان له الأثر السلبي على تنظيم المباريات وخاصة أرواح الأنصار. وجاءت الجولة الثانية لتؤكد تلك المخاوف في الداربي العاصمي بين اتحاد الحراش ومولودية الجزائر حيث تحولت المدرجات العلوية إلى ما يشبه حرب شوارع بين أنصار الفريقين استعملت فيه كل أنواع الأسلحة البيضاء الأمر الذي انجر عنه العديد من الإصابات في صفوف المناصرين وصلت إلى أكثر من 25 مناصرا من الفريقين نقلوا إلى مستشفي بني مسوس. وحتى رجال الإعلام لقوا نصيبهم من "المعركة" التي وقعت في المدرجات العلوية. وكما جرت عليه العادة فقد استعملت أيضا الكراسي في الاشتباكات بين المناصرين قبل أن تتدخل قوات الأمن لتفريق المناصرين. ولولا تدخل رجال الشرطة لتحولت الأمور إلى ما لا تحمد عقباه، ولم تنته الأمور عند هذا الحد بل عرفت نهاية المواجهة اجتياح الملعب من طرف أنصار قصر. وقدر المدير العام لمركب محمد بوضياف خسائر الملعب بأكثر من 100 مليون سنتيم بسبب تهشيم عدد كبير من الكراسي دون نسيان بعض المرافق التي توجد بالملعب الأولمبي، لتكون حادثة ملعب الخامس من جويلية الرابعة أو الخامسة في ملاعب الجمهورية في الجولتين الأولى والثانية، الأمر الذي دفع الجمهور الرياضي الحقيقي إلى هجر المباريات والملاعب حفاظا على أرواحهم وسلامتهم خاصة أن قرار سحب الشرطة حول ملاعب الجمهورية لمقابر أو ملاذ لكل المنحرفين الذين أصبحوا يحتلون الملاعب بشكل منفرد بعد هجره من الجمهور الرياضي الحقيقي.
"الأمور تتطور إلى الأسوأ والجميع متخوف من زهق الأرواح"
يتساءل الكثيرون عن دور المسؤولين عن الرياضة الجزائريج أو المسؤولين بشكل عام في الوقت الذي يرون فيه أعمال شغب خطيرة في كل جولة تمر على الرابطة المحترفة الأولى دون أن يحركوا ساكنا، ويرى الكثيرون أنهم سيتحركون عندما ستصل الأمور إلى زهق الأرواح ونحن لسنا ببعيدين عن هذه الأمور في ظل الزيادة الكبيرة في نبرة العنف في المدة الأخيرة.
"الأندية تتحمّل جزءا من المسؤولية وفكرة الأعوان لم تجد"
بالمقابل من ذلك تتحمل الأندية جزءا كبيرا من الفوضى الذي حصل في الجولتين الأولى والثانية من المحترف الأول خاصة أن همها الوحيد يبقى البحث عن الأموال دون العمل على تكوين منظومة لتأمين اللقاءات، بالرغم من أن المدير العام للأمن الوطني اتفق منذ سنوات على ضرورة وضع أعوان في الملاعب تمهيدا لسحب الشرطة من الملاعب بالموازاة مع ذلك. ففكرة الأعوان غير مكونين والذين يشرفون على تسيير الملاعب لم تنجح على الأقل في مقابلة أول أمس، حيث تواجد غرباء في المدرجات أول أمس.
"هل الحل في الويكلو"
تقترح بعض الجماهير أن تلعب كامل مباريات الرابطة المحترفة الأولى دون جمهور لتفادي المشاكل والعنف الذي بدأ يأخذ أبعادا خطيرة جدا بعدما تأكد بعض أشباه الأنصار من عدم وجود الشرطة والأمن وهو الاقتراح الذي يبقى صعبا تحقيقه لعدة اعتبارات.