بدأ بطل الجزائر إتحاد العاصمة في افتتاح بطولة الرابطة المحترفة الأولى لموسم 2016 – 2017 مسيرته بقوة، ليلة الجمعة، بعدما تمكن من الفوز على فريق مولودية بجاية الضيف بواقع هدفين نظيفين على ميدان “عمر حمادي” ببولوغين، لكن ما ميز المباراة الافتتاحية للموسم الجديد أعمال العنف التي نشبت بين أنصار الفريقين والتي دفعت أنصار الموب إلى مغادرة المدرجات المخصّصة لهم مع تسجيل العديد من الجرحى. دشّن بطل الموسم الماضي رحلة الدفاع عن اللقب باقتناص انتصار ثمين على أشبال المدرب “ناصر سنجاق” وأتى فوز سوسطارة عبر “درفلو” الذي افتتح باب التسجيل في د (43) ليضاعف بعدها “ربيع مفتاح” النتيجة في الدقيقة ال 78 عن طريق ضربة جزاء نفذها بإحكام، أمام منافس بدا منشغلا بالمواجهة الأخيرة التي تنتظره برسم دور المجموعات من منافسة كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، أمام نادي “ميدياما” الغاني، زوال هذا الاثنين، على الساعة الثانية والنصف في لقاء حاسم لبلوغ المربع الذهبي لكأس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، كما كانت المواجهة بين الفريقين حافلة بإهدار عدد غير محدود من الفرص، وما ميز مباراة افتتاح البطولة عنفا جماهيريا غير مسبوق آخر انطلاقته. دشن أنصار ناديي اتحاد الجزائر ومولودية بجاية، مساء الجمعة، افتتاح البطولة بالعنف غير المبرّر، قبيل نصف ساعة عن انطلاق اللقاء وكان الديكور غريبا في المدرجات، حيث حضرنا لاشتباكات بين أنصار سوسطارة وضيفه، وبدأ كل شيء بتبادل المعسكرين لمقذوفات وهو ما أرغم عشاق المولودية البجاوية على مغادرة المدرجات المخصّصة لهم بعدما تعذر عليهم الجلوس بتزايد تهاطل الحجارة في المدرجات المخصّصة لأنصار المولودية المحاذية للمنعرج، وهي حيثيات ليس لها أي مبرّر في لقاء عادٍ للغاية والأول من عمر البطولة المحترفة الأولى لكرة القدم. يبدو واضحا أن ما حصل يعيد إلى النقاش القرار المثير للجدل بسحب رجال الشرطة من الملاعب وتعويضهم بأعوان الملاعب مع كل ما ينطوي عليه من حساسية في واقع كروي مُلغم بالعنف، وعلمت “الشعب” أن مناصرا لأصحاب البذلة السوداء والخضراء تلقى إصابة بليغة على مستوى الرأس، واضطر على إثرها لوضع عدة غرز بمستشفى “محمد لمين دباغين” (مايو سابقا) في باب الوادي وغادر بعدها المستشفى، وهذه المؤشرات توحي بأن الموسم الكروي الحالي سيكون صعبا تسيره وقد يحدث فيه ما لا يحمد عقباه، كون سيكون من الصعب بل من المستحيل تعويض تأمين رجال الشرطة للملاعب بأعوان ملاعب غير مؤطرين، في ظل تنامي ظاهرة العنف في المجتمع الجزائري، جراء العشرية السوداء التي أثرت على سلوكات بعض الشباب، بحسب الأخصائيين النفسانيين، ما يعكس أعمال الشغب التي تحدث دائما، أخطرها كانت الموسم ما قبل الماضي بملعب أول نوفمبر بتيزي وزو بعد وفاة مهاجم الكناري “آلبرت إيبوسي” من حجر طائش وقع على رأسه وأفقده الحياة من أعلى المدرجات. فإذا حدثت أعمال العنف في الجولة الأولى من الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم في لقاء افتتاحي عاد، فكيف سيكون عليه الوضع في المباريات المحلية الساخنة ولا سيما في المواجهات التي يلعب فيها مصير الأندية على خطف اللقب أو ضمان البقاء في الجولات الأخيرة من الموسم ؟ لا نريد أرواح أخرى تزهق في الملاعب وتفاديا لتكرار السيناريوهات الماضية التي حدثت في ملاعب الجمهورية، هل من حل نهائي للقضاء على ظاهرة العنف التي تنخر بطولتنا.