يعيش مرضى السرطان في الجزائر واقعا مريرا ومعاناة مزدوجة، تضاف إلى آلام المرض الفتاك الذي أضحى ينخر أجساد الجزائريين في السنوات الأخيرة بتسجيل أكثر من 35 ألف حالة إصابة سنويا، 60% منها تستدعي العلاج الكمياوي والعلاج بالأشعة. ويشتكي مرضى السرطان من فقدان بعض الأدوية في الصيدليات الجزائرية كدواء ''ايميستا'' و''ايماد'' اللذين يستعملان لتخفيف الآلام الناجمة عن عمليات العلاج الكيمائي، وأكد المرضى على فقدان دواء ''ايميستا'' المستعمل كبديل لدواء ''إيماد'' رغم محدودية فعاليته. وأمام هذه الوضعية يضطر قسم من هؤلاء المرضى إلى جلب هذه الأدوية من خارج الوطن عن طريق أقاربهم المغتربين، بينما يحصل البعض الآخر عليها عن طريق المعارف. فيما يبقى غالبية المرضى يعانون في صمت، وهو ما يتناقض كليا مع تصريحات الوزارة التي رسمت مخططا للاكتفاء الوطني من الأدوية بنسبة 80 % في آفاق سنة .2015 من جهة ثانية تشكل ظروف الاستقبال والتعامل داخل مركز بيار وماري كوري لمكافحة السرطان بالعاصمة، معاناة أخرى يعيشها المرضى القادمين من أقصى الشرق والجنوب الجزائري، حيث كشفت جولة قمنا بها بحر هذا الأسبوع بالمركز عن مواعيد تعطى للمرضى موافقة لمناسبات وعطل رسمية على غرار الموعد الذي منح لإحدى السيدات التي أخبرتنا بأنها أتت لتأخذ موعدا آخر بعد الموعد الأول الذي تزامن مع عطلة أول محر،م غير أن طبيبها غاب عن العمل ما سيكلفها 4 أشهر من التأخير على اعتبار أن مواعيدها تمنح مرة كل شهرين. وبقسم الأشعة الخاص بسرطان الثدي، وجدنا النساء يفترشن بلاط السلالم منذ السابعة والنصف صباحا إلى غاية منتصف النهار لعدم وجود قاعة للانتظار. فيما اشتكى بعض الرجال الذين رافقوا نساءهم للفحص من منعهم حتى من استعمال المراحيض بدعوى أنها مخصصة للنساء فقط، إضافة إلى شكواهم من عدم ملاءمة بعض البناءات لطبيعة المستشفى بوجود نسبة عالية من الرطوبة يسببها دنو أسقف البناءات من الأرضيات. المرضى اشتكوا أيضا من توزيع مختلف المصالح على 4 طبقات في بناية المركز وهو سبب معاناتهم، كون طبيعة المرض تسبب ضعفا ووهنا عاما في أجساد المصابين يجعل من صعود السلالم ونزولها عقوبة محتومة في ظل انعدام المصاعد.