اتهم وزير الشؤون الدينية والأوقاف أبوعبد الله غلام الله، ''الفيس'' المحل بضلوعه فيما وصفه ب''التخلاط'' و''إشاعة الفتنة'' التي أنتجت أحداث الشغب في الأيام القليلة الماضية، وذكر بصريح العبارة قائلا ''الأطراف الداخلية التي اتهمتها بالتأكيد هي الفيس المحل''. ووجه غلام الله، إدانة صريحة لوزارتي التربية والتعليم العالي وكذا المنتخبين الذين لم يتحركوا حسبه لتأطير وتهدئة الشباب الغاضب، وقال الوزير في معرض شرحه لأسباب انتفاضة الشباب على موجة غلاء الأسعار في ندوة خصصتها الوزارة لذلك الغرض يوم أمس بدار الأمام، إن التلاميذ لم يتم توجيههم من قبل المعلمين إلى البحث العلمي. أما النقابات المهنية في قطاع التربية فهي لا تهتم سوى بالحصول على أموال الخدمات الاجتماعية. وأضاف قائلا ''هنالك من يريد تحريك أبنائنا في المدارس وهذا الأمر يحتاج إلى دراسة وبحث وعلاج''، ليتساءل في ذات السياق عن منتوج الاجتماعات ''أين طلبة - أئمة العاصمة يدعون العدالة ومصالح الأمن إلى الرأفة بالموقوفين الجامعات وعددهم مليون طالب وكيف أنهم لم يقدروا على تأطير المحتجين''، مضيفا بأن فئة من وصفهم بالمتخاذلين ويقصد المنتخبين عجزوا عن وقف الاحتجاج. وبعدما فرغ الوزير من اتهام القطاعات الثلاثة السابقة، دافع عما حققه الأئمة في وقف الاحتجاجات من خلال تأطير وتهذيب الشباب المحتج بالخروج إلى الشارع وثنيهم عن القيام بأعمال العنف والشغب. كما قال بأن خطبة الجمعة الموحدة التي جاءت بقرار من الوزارة، كان لها الأثر البالغ في عودة الهدوء، مشددا على القول ''الخسائر حدثت ليلة الخميس إلى الجمعة،ئلكن بعد خطبة الجمعة فشلت المخططات التي كانت معدة، ولم يحدث شيء نتيجة للأثر البليغ للخطبة''. كما تحدث الوزير بشيء من الفخر والاعتزاز عن أداء الأئمة في الوقت الراهن مقارنة ببعض مؤسسات الدولة وقال ''الأئمة لهم وعي ودراية، ونتمنى أن ينضج الوعي لدى المؤسسات الأخرى أسوة بالمسجد وأئمته''. وحذر الوزير في حديث هامشي مع الصحافة، على هامش الندوة، من المتربصين بالشباب وخص بالذكر تجار المخدرات وأناس آخرين لم يحددهم، قال إنهم لا يريدون الخير للمجتمع. من جهتهم، دعا أئمة العاصمة في بيان لهم، جهاز العدالة ومصالح الأمن إلى الرأفة بالموقوفين والمبادرة بإجراءات لطمأنة عائلاتهم، وسأل الوزير إن كان يوافق على دعوة الأئمة فقال ''دعوة الأئمة شخصية، وليست بمبادرة من الوزارة، لكن العقاب لا يحل المشاكل وأنتم تعلمون أن المصالحة أعطت ثمارا أكثر من العمل المسلح''.