وصف وزير الشؤون الدينية والأوقاف بوعبد الله غلام الله ما يحدث في بريان بالفتنة، كاشفا أن هناك محاولات من بعض الأطراف لركوب المذهب الإباضي للبحث عن مواقع سياسية. واعتبر غلام الله في تصريح له لإذاعة القرآن الكريم، على هامش ملتقى ''المذهب المالكي'' أن إثارة مثل هذه المشاكل في أعرق المدن الجزائرية تمسكا بالدين والأصالة، ما هو إلا حيلة أرادها أولئك المفتعلون للفتنة من أجل إحراج الدولة الجزائرية، مشيرا إلى أن الاعتماد على المذاهب أمر غير صحيح وغير موجود حتى في العالم. ونفى غلام الله نية الوزارة في ترسيم المذهب الإباضي، موضحا: ''إنه لا يوجد أي مذهب مرسم في أي دولة من الدول الإسلامية، كما لا يوجد نص تشريعي في قوانين الدولة الجزائرية حول المذهب الرسمي للدولة، وإنما الإسلام هو دين الجزائريين''. وقال الوزير إن مسألة التعايش بين المذاهب في الجزائر مسألة قديمة، حيث كان التسامح عند سلفنا الصالح هو الميزة الأساسية في ذلك الزمن، وتساءل الوزير قائلا ''لماذا شبابنا يفقد هذه الميزة اليوم، فالتطرف للرأي الديني أو السياسي أو العلمي يوقف التطور الحاصل في المجتمع وهذا غير ممكن ومقبول''. وفي سياق ذي صلة قال غلام الله ''لابد من البحث عن الحلول التي تناسب المشاكل الطارئة، فالمذهب المالكي والإباضي متعايشان في الجزائر منذ قرون''. وأكد الرجل الأول في وزارة الشؤون الدينية أن الصراع السياسي يؤدي بالناس للاحتقان، مثلما هو حاصل في بريان. وربط الوزير إثارة الفتنة في المنطقة بإرادة من أثاروها الوصول إلى مناصب سياسية. وحول سؤال متعلق بترسيم المذهب الإباضي في الجزائر أكد غلام الله، أنه لا يمكن ترسيم أي مذهب في الجزائر، نظرا للقوانين السائدة في البلاد ''مبررا بالقول'' ليس لنا نص تشريعي يرسم مذهبا على آخر، فكل المذاهب في الجزائر سارية المفعول''، مشددا على أن كل المذاهب في الجزائر تسير وفق تعاليم القرآن الكريم. جدير بالذكر، أن أعمال الشغب قد تجددت في بريان نهاية الأسبوع الماضي، حيث أصيب 20 شخصا و3 أفراد من الشرطة بجروح خطيرة حسب مصادر محلية.