وجهت وزارة التربية الوطنية، أول أمس، مراسلة إلى مختلف مديريات التربية لولايات الجنوب تقضي بتجميد عملية توزيع السكنات الوظيفية الخاصة بأساتذة الجنوب المقدر عددها ب2400 لصالح الأساتذة القادمين من الشمال والتي كانت محل احتجاج منذ حوالي أيام من طرف أساتذة هذه المنطقة، في انتظار عقد اجتماع مع النقابات بعد الرئاسيات مباشرة . وأوضح المكلف بالإعلام على مستوى الاتحاد العام لعمال التربية والتكوين ''الانباف'' عمراوي مسعود، أن الأساتذة لن يكتفوا بعملية تجميد توزيع السكنات الوظيفية الخاصة بولايات الجنوب، حيث أنه على الوزارة الوصية إلغاء المنشور الوزاري الخاص بهذه العملية، إذ من غير المعقول -يضيف المتحدث- التفضيل بين عمال القطاع واقترح في نفس السياق العودة إلى العمل بنظام الكوطات فيما يخص السكنات، مضيفا أن الأمور ستتوضح بعد الرئاسيات خلال اللقاءات المقررة بين الوزارة والنقابات. إلى جانب ذلك، عبر الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين من خلال بيان له تلقت ''البلاد'' نسخة منه، عن رفضه المطلق لتفضيل الوزارة الوصية لسلك على آخر والتمييز بينهم بالنظر لأهمية كل الأسلاك ودورها الايجابي في تفعيل العملية التربوية وتكريسا للعدل والموضوعية وأكد أنه لن يسكت على أي إجراء من شأنه تعكير الأجواء والمساس بحقوق عمال التربية. وأضاف ذات البيان أن الاتحاد في انتظار اللقاءات التشاورية المقررة بين الوزارة ونقابات القطاع مباشرة بعد الانتخابات الرئاسية حول ملف السكنات المخصصة لولايات الجنوب، حسب ما أكده الأمين العام لوزارة التربية مؤخرا خلال اللقاء الذي جمع الطرفين. وأبدى الاتحاد تفاؤله بمشروع2400 مسكن بالجنوب لاستقطاب الكفاءات وتغطية العجز الحقيقي في الولايات المعنية ضمانا لتمدرس الجميع، واستفادة الأساتذة الجدد وأبناء المنطقة من السكنات الوظيفية، مطالبا بضرورة تعميم العملية على جميع ولايات الوطن وتوزيع ''كوطات'' على قطاع التربية كما كان معمولا به سابقا، باعتبار السكن وسيلة عمل للمربي. وكان وزير التربية الوطنية أبوبكر بن بوزيد قد أعلن منذ أسبوع عن قرار تجميد عملية توزيع السكنات الوظيفية الخاصة بأساتذة الجنوب، في انتظار عقد اجتماع مع نقابات القطاع لمناقشة الملف وإيجاد حلول ترضي جميع الأطراف. علما -حسبه- أن الحكومة منحته إياها باعتبارها سكنات بيداغوجية مرتبطة بوظيفة الأساتذة الذين يتوجهون إلى الجنوب من أجل شغل المناصب التي تعاني عجزا في عدد من الاختصاصات مثلما هو الحال بالنسبة للغات والرياضيات وليست سكنات اجتماعية، مؤكدا أن إقناع أساتذة الشمال بالتوجه إلى الجنوب لا يمكن أن يتم دون توفير السكن لهم.