تبادل الغرب وروسيا، مساء السبت، إجهاض مشروعي قرارين فرنسي وروسي في الجلسة التي عقدها مجلس الأمن الدولي بشأن الهدنة في سوريا. وشهدت الجلسة في بدايتها استخدام روسيا الفيتو ضد مشروع القرار الفرنسي وانضمت لها فنزويلا في رفضه، بينما امتنعت كل من الصين وأنغولا عن التصويت مقابل تأييد الأعضاء الأحد عشر الآخرين. وعندما طرح المشروع الروسي أمام المجلس قوبل باعتراض غالبية الأعضاء ومن بينهم الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا، بينما أيدته فنزويلاوالصين ومصر ليتم رفضه بعد أن فشل في الحصول على تأييد التسعة أصوات اللازمة لتبني أي قرار. ودعا وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك أيرولت، مجلس الأمن في جلسته، إلى "تحرك فوري لإنقاذ حلب"، مطالبا، بمحاسبة مرتكبي جرائم الحرب في سوريا. وانتقد أيرولت استخدام روسيا لحق النقض، وجدد التذكير بمقترح بلاده بإلغاء حق النقض حين يتعرض مدنيون للقتل، ووصف أيرولت استخدام روسيا "الفيتو" في التصويت على مشروع قرار هدنة في حلب بأنه متناقض. وهذه هي المرة الخامسة التي تستخدم فيها روسيا حق النقض ضد قرار للأمم المتحدة بشأن سوريا أثناء الحرب، التي مضى عليها أكثر من 5 أعوام. وفي المرات الأربع السابقة ساندت الصينموسكو في حماية الحكومة السورية من إجراءات عقابية للمجلس بما في ذلك استخدام حق النقض ضد محاولة لإحالة الوضع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية، وصوتت الصين لصالح المشروع الروسي، السبت. وقال سفير الصين لدى الأممالمتحدة، ليو جياي، إن بعض محتوى المشروع الفرنسي "لا يعكس الاحترام الكامل لسيادة واستقلال ووحدة وسلامة أراضي سوريا"، في حين أن المشروع الروسي فعل ذلك. ووصف فيتالي تشوركين السفير الروسي لدى الأممالمتحدة ورئيس مجلس الأمن للشهر الحالي التصويت المزدوج على المشروعين الروسي والفرنسي بأنه أحد "أغرب المشاهد في تاريخ مجلس الأمن". وأبلغ تشوركين المجلس "بالنظر إلى أن الأزمة في سوريا في مرحلة حرجة تجعل من المهم بشكل خاص أن يكون هناك تنسيق للمساعي السياسية للمجتمع الدولي فإن هذا الإهدار للوقت غير مقبول".