أدان رئيس جمعية الشعرى لعلم الفلك، جمال ميموني، تصريحات جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، المتعلقة بتحديد الفاتح من محرم وصوم يوم عاشوراء، والذي خالفت فيه وزارة الشؤون الدينية، واصفا ردة فعلها ب"المفرطة وغير اللائقة". أصدر جمال ميموني، أستاذ الفلك بقسم الفيزياء بجامعة قسنطية ورئيس جمعية الشعري، نائب رئيس الاتحاد العربي لعلوم، رفقة مسؤول قسم الفيزياء الفلكية النجمية والطاقات العليا في مركز البحث في علم الفلك والفيزياء الفلكية والجيوفيزياء (CRAAG)، الدكتور نسيم سغواني، بيانا حمل اسم "الصواب والخطأ بشأن تأريخ أول محرم 2016 : من أجل احتكام إلى العقل والعلم"، اعتبرا فيه أن ردّة فعل بعض الجمعيات "لا أساس لها"، كما قالت أن تبرير وزارة الشؤون الدينية لهذا التغيير المزعوم لتاريخ الفاتح من محرّم "غير مناسب"، فضلاً عن ذلك "فتحت الباب لبعض التفسيرات غير الملائمة". قال أصحاب البيان أن رزنامة أوقات الصلاة التي توزّع على مستوى جميع المساجد وكذا المؤسسات الرسميّة، في جانبه الحسابي يتم تحضيره من طرف لجنة مختصة مكوّنة من فلكييّ مركز البحث في علم الفلك والفيزياء الفلكية والجيوفيزياء (CRAAG)، كما اعتبروا أن تصريح وزير الشؤون الدينية على أن اختيار يوم الفاتح من محرّم آخذا بعين الاعتبار عطلة نهاية الأسبوع من دون ذكر سياقه العلميّ والشّرعيّ "لم يكن مناسبًا". إلا أن هذا –حسبهم- "لا يبرر رد فعل الجمعيات" وعلى وجه التحديد جمعية العلماء المسلمين التي "لم تتعامل بحذر وحكمة مع القضيّة"، وعلى وجه الخصوص في جوانبها العلمية والتاريخية. وذكر البيان أن التقويم الهجري هو تقويم أنشئ في عهد الخليفة عمر، فكانت إذن "تقويمًا مدنيا" موضوعا من أجل المجتمع المسلم "ولم يكن له طابع دينيّ"، على الرغم من أنّه جزءٌ من التراث التاريخي الإسلامي وله اعتباره في نفوس المسلمين في العالم أجمع. أما التقويم الهجري المستعمل في الجزائر يأخذ بعين الاعتبار إمكانيّة رؤية الهلال من أجل تحديد بدايات كلّ شهر "اعتمادًا على المعايير الصارمة الموضوعة من طرف المجتمع الفلكيّ العالميّ". وأكد رئيس جمعية الشعرى لعلم الفلك، أنه من الناحية الفلكية "يستحيل رصد الهلال بصريًّا ليلة 1 أكتوبر الموافق ل 29 من ذي الحجّة في كلّ العالم العربيّ. وبالتالي يكون عدة الشهر30 يومًا ويكون الفاتح من محرّم يوم الإثنين 4 أكتوبر وليس الأحد 3 أكتوبر". وعليه وصفت جمعية الشعرى ردة فعل جمعية العلماء المسلمين بأنها "ردّ فعل مفرط وغير لائق"، وأضافت أن الجمعيات التي نددت بقرار الوزارة حول بداية محرم خاضت في موضوع فلكي "ليس من تخصصها"، مستغربة أنها التزمت دومًا الصمت سابقا عندما فندت جمعية الشعرى في المرات العديدة الأرصاد "المزعومة" الخاصة بهلال مطلع شهر رمضان أو هلال عيد الفطر. واعتبرت أن مثل التصريحات الصادرة عن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين "قد تمس أيضا التماسك الاجتماعي الوطني ومرفوضة تمامًا"، مطالبة بأن يتم استشارة الخبراء من الناحية العلميّة،داعية على وجه الخصوص من جمعية العلماء المسلمين الجزائريين أن "تتراجع عن بيانها" الذي تدعو فيه إلى الاحتفال بعاشوراء يوم الثلاثاء بدل اليوم المعلن عنه رسميًّا من أجل تجنب "الفتنة" لأنّه مؤسّس على اعتبارات خاطئة بشكل واضح وهذا طبقا للمبدأ نفسه المعلن في تبريرهم من أجل تأكيد فتواهم، أن: "الحق أحق أن يتّبع".