تحيي الجزائر السنة المقبلة على غرار سائر بلدان العالم السنة الدولية لعلم الفلك 2009 من خلال برنامج نشاط ثري، حسبما علم امس لدى مركز البحث في علم الفلك والفيزياء الفلكية والجيوفيزياء. وأوضح المنسق الوطني للسنة الدولية لعلم الفلك السيد نسيم سغواني لواج أن البرنامج الذي هو حاليا قيد الاستكمال يتضمن مجموعة من الندوات والسهرات الموضوعاتية والمعارض بالإضافة إلى الرصد الليلي للسماء لفائدة الجمهور عبر كامل التراب الوطني. وذكر بأنه تحسبا لإحياء السنة الدولية لعلم الفلك 2009 تم في شهر جويلية الماضي تنصيب لجنة تضم علماء فلك وممثلين عن أهم نوادي علم الفلك النشطة في الجزائر. وأضاف السيد سغواني وهو كذلك رئيس قسم علم الفلك بمركز البحث في علم الفلك والفيزياء الفلكية والجيوفيزياء أن "اللجنة تقوم بإعداد برنامج طموح يتضمن نشاطات تحسيسية لنشر العلوم وسهرات رصد السماء وندوات بالإضافة إلى إنتاج وسائل سمعية - بصرية وكتابية لفائدة الجمهور حول علم الفلك والعلوم عموما". وفيما يتعلق بالتظاهرات المبرمجة تطرق السيد سغواني إلى تظاهرة "العصر الذهبي لعلم الفلك العربي" التي ستبرز من خلال سلسلة من الندوات والورشات إسهام علم الفلك العربي في العلوم والحضارة". وذكر كذلك تظاهرة "100 ساعة رصد" التي ستنظم من 2 إلى 5 أفريل 2009 بعدة مواقع من الوطن بغية تمكين الجمهور من القيام برصد فلكي بفضل جهاز رصد. كما أشار السيد سغواني إلى تنظيم معرض دولي تحت عنوان "العالم ليلا" يمكن الجمهور من اكتشاف جمال السماء ليلا على ضوء صور التقطت بعدة مواقع من العالم حول النجوم والكواكب والظواهر الفلكية. وأضاف أنه سيتم بالموازاة تنظيم تربص في مجال الصورة الفلكية لفائدة هواة علم الفلك. كما سينظم مركز البحث في علم الفلك والفيزياء الفلكية والجيوفيزياء طوال السنة أبوابا مفتوحة وسهرات رصد موضوعاتية بغية تمكين الطلاب والتلاميذ من اكتشاف مهن علم الفلك والعمل اليومي للباحثين. وأوضح السيد سغواني "نحن نعتمد كثيرا على هذه السنة (السنة الدولية لعلم الفلك2009) لإعادة تثمين موروثنا التاريخي الفلكي ووضع آفاق ومشاريع جديدة" . وأكد أن موضوع الرزنامة الهجرية ورؤية الهلال لتحديد مطلع أونهاية الأشهر القمرية والأعياد الدينية ستناقش بمناسبة إحياء السنة الدولية لعلم الفلك. وأضاف السيد سغواني أنه "من المؤسف أن لا تكون هناك رزنامة هجرية موحدة في العالم الإسلامي" موضحا أن السنة الدولية لعلم الفلك "ستشكل فرصة لإبراز هذا المشكل ومحاولة حله علميا" . وبخصوص وضع النشاط الفلكي بالجزائر، أشار السيد سغواني إلى وجود "نقص فادح" للجمعيات ذات الطابع العلمي، مضيفا أن عددها "قليل جدا" بالمقارنة مع عدد الجمعيات الثقافية أوالرياضية. واستطرد يقول إن الجمعيات العلمية بما فيها تلك التي تعنى بعلم الفلك ستسمح أيضا ب"تعليم الشباب متعة الاكتشاف والإبداع وتصميم مشروع علمي" . كما أشار إلى وجود "نقص في الصحافة الفلكية في المكتوبة والسمعية البصرية"، مضيفا أنه "من الضروري تكوين صحفيين علميين لتفادي الوقوع في التدجيل أثناء معالجة المواضيع المتعلقة بالظواهر الطبيعية على غرار الزلازل والعواصف والفيضانات" . وأردف السيد سغواني يقول أنه "يتعين على الصحفيين التأكد من مصادرهم ومن كفاءة الشخصيات التي يستجوبونها لتفادي نشر مقالات تتضمن معلومات لا أساس لها من الصحة". وسيصادف إحياء السنة الدولية لعلم الفلك التي أقرتها الأممالمتحدة بطلب من الاتحاد الدولي لعلم الفلك إحياء الذكرى المئوية الرابعة لاستعمال النظارات الفلكية من قبل غليليه. كما سيشكل فرصة للاحتفال بعلم الفلك عبر العالم وإبراز كل ما قدمه هذا المجال للإنسانية على مر العصور.