توالت ردود الفعل الدولية بخصوص الأحداث الدامية التي تشهدها تونس وأدت إلى رحيل الرئيس زين العابدين بن علي وتقاطعت في مجملها على ضرورة احترام إرادة الشعب التونسي وحقه في اختيار قياداته. ودعت الجامعة العربية كافة القوى السياسية وممثلي المجتمع التونسي إلى ''التكاثف'' والعمل سويا للتوصل إلى ''توافق وطني'' حول سبل إخراج البلاد من الأزمة بما يضمن احترام إرادة الشعب التونسي والمصالح العليا للوطن. وقالت الأمانة العامة للجامعة في بيان لها، أمس، إنها تتابع ''بدقة واهتمام التطورات الجارية في تونس الشقيقة وتترحم على أرواح الضحايا الذين سقطوا في الأحداث الأخيرة''. وقدمت خالص تعازيها ومواساتها للشعب التونسي مؤكدة على الأهمية القصوى التي توليها ''لأمن تونس واستقرارها''. من جانبها أعربت قطر عن احترامها لاختيار الشعب التونسي بعد رحيل زين العابدين بن علي إلى السعودية تحت ضغط الشارع التونسي. وأكد المتحدث باسم خارجيتها على التزام الدوحة باستثمار علاقاتها الوطيدة مع الشعب التونسي وتنميتها في إطار خدمة الشعبين الشقيقين''. كما أكدت مصر على احترامها لاختيار الشعب التونسي وقالت إن ما يهم في الوقت الراهن هي وحدة الشعب التونسي. من جانبها أكدت منظمة التحرير الفلسطينية دعمها للشعب التونسي واحترامها لخياراته السياسية مشيدة ب''شجاعة الشعب التونسي وتضحياته البطولية لتحقيق مطالبه وحقوقه العادلة والمشروعة في الحرية والعمل واحترام حقوق الإنسان والتعددية وفي بناء دولة عصرية تجعل من المواطن مركز وهدف الدولة بهيئاتها القيادية المختلفة''. مقابل ذلك، أعربت وزارة الخارجية التركية عن قلقها إزاء الأحداث الراهنة في تونس، وجاء في بيان لها أن أنقرة تشعر بالقلق والأسف البالغين بشأن الأحداث التي تتسبب في سقوط ضحايا خلال التظاهرات في هذا البلد. وأضاف البيان أن السفارة التركية في تونس والمؤسسات ذات الصلة اتخذت التدابير اللازمة بما في ذلك الإجلاء بهدف ضمان أمن المواطنين الأتراك المقيمين هناك. وحيا الرئيس الأمريكي باراك اوباما ''شجاعة وكرامة'' الشعب التونسي ودعا الحكومة التونسية إلى احترام حقوق الإنسان وتنظيم انتخابات ''حرة وعادلة'' في المستقبل القريب، وقال أوباما إنه ''يندد باستخدام العنف ضد مواطنين عبروا بطريقة سلمية عن آرائهم في تونس، وأحيي شجاعة الشعب التونسي وكرامته''. ونفس الموقف عبرت عنه فرنسا على لسان رئيسها نيكولا ساركوزي الذي قال إن بلاده تقدم كل الدعم لإرادة الشعب التونسي في أول موقف رسمي فرنسي منذ اندلاع الأزمة في تونس قبل حوالي شهر. وقال الرئيس الفرنسي إنه ''منذ أسابيع والشعب التونسي يعبر عن إرادته الديمقراطية ولأن فرنسا لها روابط صداقة مع تونس فهي تقدم لها الدعم التام''. وكان الرئيس ساركوزي استدعى، أمس، أهم وزرائه من أجل بحث تطورات الوضع في تونس ووضعية الرعايا الفرنسيين المتواجدين في هذا البلد. ودعا الأمين العام الأممي بان كي مون إلى تسوية ديمقراطية للأزمة التونسية وقال إنه يتابع باهتمام تطورات الوضع في تونس. كما أعربت الصين، أمس، عن أملها في استعادة الاستقرار في تونس في أقرب وقت ممكن، داعية إلى الهدوء وضبط النفس لإعادة الأوضاع إلى طبيعتها. وأوضح هونغ لي المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية في أول تعليق رسمي لبكين على التطورات المتلاحقة على الساحة التونسية ''تونس صديقة للصين والبلدان شريكان مهمان خاصة في مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار، والصين تشعر بقلق لما يحدث في تونس وتأمل في استعادة الاستقرار بالبلاد في أقرب وقت ممكن، باعتبار أن مجتمعا مستقرا يعد من المصالح الأساسية لمواطني البلاد''. وتقاطعت مختلف ردود الفعل من برلين إلى موسكو على ضرورة احترام إرادة الشعب التونسي وأهمية التوجه نحو إقامة نظام ديمقراطي حقيقي.