يحتفي الليبيون بمرور خمس سنوات على إسقاط حكم العقيد معمر القذافي، الذي حكم البلاد لنحو 40 عاماً. الذكرى تأتي في ظل تفاقم الأزمة السياسية والأمنية إضافة للأزمة الاقتصادية التي تعيشها ليبيا. خمس سنوات على رحيل القذافي، ولا تزال ليبيا تبحث عن مخرج النفق المظلم. ثماني حكومات بدأت مع محمود جبريل، مروراً بعلي الترهوني، وعبدالرحيم الكيب ومصطفى أبو شاقور، أيضاً علي زيدان، وبعده عبدالله الثني الذي انقلب عليه خليفة الغويل قبل أن تحط الرحال عند فايز السراج. ثماني حكومات وبرلمانان. واحد في طرابلس والآخر في طبرق، والسلطة لا تزال بيد الميليشيات المسلحة. المليشيات عنوان الفوضى في ليبيا. فمئات الآلاف من الليبيين انخرطوا في تشكيل مجموعات مسلحة بعد اقتحام مخازن السلاح. واليوم أصبحت هذه الميليشيات، مختلفة الولاءات، أكبر عائق أمام تأسيس دولة ليبيا الجديدة. دولياً، حاولت الأممالمتحدة عبر عدة مبعوثين التدخل للتوصل لحل وبعد محاولات حثيثة، توصلت إلى اتفاق سياسي هش في الصخيرات المغربية نهاية 2015. وبحلول عام 2014، برز خطر "داعش" الذي أعلن إقامة إمارته في سرت. كما بدأ في تهديد أوروبا بالانتحاريين. ساعتها انتبه الجميع إلى أن ليبيا مرشحة لتكون ثاني عاصمة لأكبر تنظيم متطرف في العالم. وبدأت الحرب عليه. فبينما اتجه الجيش الوطني بقيادة حفتر لمحاربة المتطرفين في الشرق، سارعت القوات الموالية لحكومة الوفاق لمحاربة "داعش" في معقله بسرت. عملية بدأت منذ مايو الماضي، لكن النفق لا يزال مظلماً. من تاحية أخرى، تستضيف الجامعة العربية، اجتماعا ثلاثياً بالتنسيق مع الاتحاد الإفريقي والأممالمتحدة، لدفع العملية السياسية المتعثرة في ليبيا. الاجتماع يهدف إلى توحيد وتنسيق الجهود الرامية إلى تشجيع الحوار السياسي بين كافة الأطراف الليبية، وتأمين الدعم اللازم لاستكمال تنفيذ بنود "اتفاق الصخيرات" وإنجاح عملية الانتقال الديمقراطي في البلاد. الاجتماع يضم أمين عام الجامعة العربية أحمد أبوالغيط، وجاكايا كيكويتي، والممثل الأعلى للاتحاد الإفريقي إلى ليبيا، ومارتن كوبلر، المبعوث الأممي إلى ليبيا.